السادس من نوفمبر تاريخ يصيب الجزائر بالسعار، ويطلق اعلامها المسيس سهامه السامة اتجاه بلادنا وتشحذ الأقلام غير مهنية من أجل خلق الروايات الكاذبة، والصور المفبركة، لأنها بكل بساطة ذكرى الاحتفال بمعجزة القرن المسيرة الخضراء المظفرة التي هندس لها فقيد الأمة الراحل الملك الحسن الثاني، مسيرة حررت الأراضي الصحراوية من براثن الاستعمار لتعود الى حضن الوطن بشكل حضاري وسلمي.
ذكرى المسيرة الخضراء لم يكن السبب الوحيد ولن يكون هو الذي يحرك الة العداء والحقد اتجاه بلدنا، بل ما صاحب هذه الذكرى من انتصارات كبيرة للديبلوماسية المغربية، والاعترافات المتتالية للعديد من الدول بمغربية الصحراء، والحضور الوازن للرئيس الفرنسي وكلمته القوية داخل البرلمان، كلها أمور أفقدت الاعلام الجزائري صوابه حتى جانب الصواب والمهنية.
ان جزائر تبون أحكمت قبضتها على الصحافة الجزائرية وجعلت منها بوقا يردد ما يريده جنرالاتها، ورغم استمرار القمع الحكومي ضد الصحافة والذي بلغ ذروته في فترة رئاسة تبون، الا أن الأقلام المأجورة لا تستطيع أن تكتب الا ما يملى عليها من طرف العسكر، ولا قدرة لها على التشبث بالمهنية والصحافة النزيهة.
تواجه حرية الصحافة في الجزائر العديد من الخطوط الحمراء، ولا يسمح لها ولو حتى مجرد الإشارة من بعيد إلى الفساد أو قمع المظاهرات ومن سولت له نفسه الكتابة عن ذلك فمصيره الاعتقال والتعذيب، ولذلك لا تجد الأقلام الجزائرية، ما تكتبه أمام أياديها المغلولة الا ما يفرض عليها كتابته ضد المغرب حتى يخيل الينا أن كل صحافي جزائري يكتب وفوهة مسدس مصوبة نحو رأسه.
لقد وصلت الساحة الإعلامية الجزائرية الى انحدار مهني واخلاقي غير مسبوق، جعل منها اضحوكة للعالم، بسبب اختلاقها لروايات وهمية ناسية او متناسية أن زمن التكنولوجيا لامجال للكذب فيه واختلاق الأخبار الزائفة كما حصل مؤخرا في الحادثة التي تعرض لها زملاءنا من مدينة كلميم والتي استعملها الاعلام الجزائري بشكل غير اخلاقي وغير مهني كما هي عادتهم دائما.
اننا في المغرب ورغم أننا ندافع عن حق مشروع وعن وحدتنا الترابية لانسخر أقلامنا للنيل من الجزائر بشكل غير مهني أو نؤلف قصصا وهمية لسببين اثنين أولهما احترامنا للمهنية وثانيا لا نحتاج للتأليف لأن واقع الحياة في الجزائر أفضع بكثير من أن نفبركه، وماتعانيه جارتنا من فساد على كل الأصعدة في ظل حكم العسكر المسعور يجعل الأمور هينا بالنسبة لنا وكما يقول المثل الحساني “الظاهر مايحتاج القول”.
سنمضي ببلادنا قدما وستعرف اقاليمنا الجنوبية المزيد من الاعتراف بوحدتنا الترابية وستسير قافلة التنمية في طريقها الصحيح وسنترك النباح لمن يحشر نفسه في أمورنا الداخلية.
حجيبة ماءالعينين