الفهري: “تنزيل الإصلاحات يبقى وحده الكفيل بتوجيه بلادنا نحو التنمية الشاملة”

قال وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، عبد الأحد الفاسي الفهري، اليوم الأربعاء 27 فبراير، أن “تنزيل الإصلاحات وإنجاز الأوراش الطموحة يبقى هو وحده الكفيل بتوجيه بلادنا نحو التنمية الشاملة”.

وأكد الوزير، في كلمة له ضمن فعاليات اليوم التواصلي في موضوع “التعمير والإسكان بالعالم القروي”، الذي تحتضنه مدينة بن جرير، بمشاركة وزراء ومسؤولين ترابيين ومنتخبين وخبراء ومجتمع مدني، أن “تنزيل الإصلاحات وإنجاز الأوراش الطموحة يبقى هو وحده الكفيل بتوجيه بلادنا نحو التنمية الشاملة التي يبتغيها صاحب الجلالة نصره هللا. فبلادنا تتوفر اليوم على وسائل انخراطها الحازم في مسار ديمقراطي يتقاسمه الجميع، وال أدل على ذلك مجموعة الإصلاحات الدستورية والمؤسساتية التي مكنت من مراجعة جذرية للحكامة واعتماد خيارات منسجمة وتسريع الوتيرة وتعميق أوراش الإصالح الهيكلي ببلادنا.”

واعتبر الوزير أن “فضائل الحوار مع الشركاء المعنيين بمسألة العالم القروي والذي يكتس ي أهمية كبرى، ستمكن من توحيد المفاهيم ومقاربة مختلف الإكراهات والتحديات التي يفرزها الواقع. فالعالم القروي يعبر عنه حقيقة بصيغة الجمع، هو إذن عوالم قروية تتعدد تجلياتها وأنظمتها الجغرافية والسوسيو ثقافية، ويتكون من 06 نطاقات كبرى تعكس هذا التنوع والغنى الذي تزخر به مجالاتنا القروية. يتعلق الأمر كما تعلمون بالمناطق الجبلية والواحية والبورية والمدارات السقوية والصحراوية، فضال عن المجالات الضاحوية للحواضر”، مشيرا الى أن “السنوات الأخيرة عرفت نقاشا مهما بشأن الإشكاليات التي يطرحها التعمير والإسكان في العالم القروي وخاصة أشكال التنمية وشروط البناء في العالم القروي والتفاوتات المجالية الناتجة عن مجموعة من العوامل منها التاريخية والطبيعية والبشرية.”

وتابع الفاسي الفهري، أنه “إذا كان تحسين ظروف العيش وضمان الكرامة للساكنة، هي أولوية قصوى ستمكن من تنمية هذه المجالات القروية وخلق طبقة وسطى كفيلة بالحد من التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والمجالية، فلابد من التأكيد أن إشكاليات العالم القروي هي مسألة أفقية وليست محصورة في قطاع واحد”.

وشدد الوزير، على أن وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة تساهم في تهيئة وتنمية المجالات القروية من خلال مجموعة من التدخلات تهم جوانب التخطيط الاستراتيجي والعمراني والذي تجسده من جهة، مجموعة من الدراسات الاستراتيجية لإعداد التراب الوطني كآليات وظيفية لتحليل الدينامية الترابية التي تعرفها مجالاتنا القروية، وتمثله الجهود المبذولة من أجل تغطية كل المراكز والمجالات القروية بوثائق التعمير بهدف تأطير نموها وديناميتاها الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى.

وأوضح الوزير، انه ” من بين المحاور الاستراتيجية التي تشتغل عليها هذه الوزارة والتي تندرج أيضا ضمن أولويات البرنامج الحكومي، سيترسل ذات المتحدث، بلورة التوجهات السياسة العامة لإعداد التراب الوطني، كوثيقة استشرافية وأداة مرجعية تؤسس لمفهوم الجديد للتخطيط المجالي، تحدد وتبين بوضوح الأولويات الحكومية وخيارات الدولة في مجال إعداد التراب، على المستوى الوطني، وفقا لرؤية زمنية ومجالية مشتركة بين جميع الفاعلين على المديين المتوسط والبعيد. بالإضافة إلى وضع آليات اليقظة الترابية من خلال إحداث مرصد وطني”.

وأبرز الفهري، أن الوزارة عملت ” على إرساء منظومة جديدة للتخطيط العمراني تنبني على إعادة النظر في المرجعيات المعتمدة في هذا الصدد وإنجاز خرائط القابلية للتعمير، مع اتخاذ تدابير أخرى لتأطير التعمير والإسكان بالعالم القروي، كتعميم تغطية المجالات القروية بوثائق التعمير لتفادي الإكراهات المرتبطة بغياب الوثائق المرجعية المنظمة لهذه المجالات بحيث بلغت نسبة التغطية حوالي 83 %، وكذا وضع برنامج المساعدة المعمارية والتقنية المجانية في العالم القروي انسجاما مع الخصوصيات المحلية، إلى غير ذلك من التدابير والإجراءات التي تروم تبسيط مساطر الترخيص بالعالم القروي”.

وسعيا منها لتبسيط مسطرة البناء في العالم القروي، يضيف الوزير، قامت هذه الوزارة بإصدار العديد من الدوريات لتفعيل ما أجازته النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في هذا المجال، آخرها الدورية عدد 21536 بتاريخ 25 دجنبر 2012 بخصوص تبسيط مسطرة الترخيص بالبناء للسكن في العالم القروي، والتي جاءت بمجموعة من الإجراءات والتدابير التي من شأنها إضافة مرونة أكبر فيما يتعلق بالترخيص بالبناء في العالم القروي.

وياتي هذا اللقاء ياتي في اطار الاستراتيجية التواصلية التي تنهجها الوزارة للتحسيس باهمية النهوض بالعالم القروي عمرانيا واجتماعيا واقتصاديا، وفق مقاربة تاخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذا الجزء الحيوي من المجال الوطني، سواء على المستوى المعماري او الاجتماعي او المجالي، من خلال الحفاظ على هوية البادية المتميزة، وفي نفس الوقت توفير البيئة المواتية لتحقيق العدالة المجالية الاجتماعية، وتعزيز مسار التنمية البشرية.

ويعتبر هذا اللقاء التواصلي مناسبة لدراسة وبسط الاشكاليات المتعلقة بالاسكان والتعمير بالمجال القروي، كما يشكل فرصة مواتية للتشاور واقتراح الحلول من اجل تنمية المجالات القروية والاستجابة لحاجيات ومتطلبات ساكنتها.

وستعرف فعاليات هذا اليوم برنامجا علميا حافلا، يتمحور حول ورشات موضوعاتية تهم تهيئة وتنمية المجالات القروية، والتخطيط العمراني، والمساعدة المعمارية والتقنية بالعالم القروي، وسينظم على هامش اللقاء معرض للتجارب والممارسات الناجحة على مستوى العالم القروي في ميادين التعمير والبناء والاسكان والهندسة المعمارية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد