كان جمهور نيويورك، مساء الخميس بمركز “مويز صفرا” في قلب مانهاتن، على موعد مع “رحلة” مغربية محضة، رصدت الخصوصيات التي تميز مملكة عريقة تتعايش فيها بانسجام تام قيم السلام والوئام والعيش المشترك.
فمن خلال الفيلم الوثائقي للمخرج كمال هشكار، “في عينيك أرى وطني”، الذي تم عرضه خلال الحفل الختامي للدورة الـ24 لمهرجان نيويورك السينمائي لليهود السفارديم، تمكن الحضور الذي ضم شخصيات من مشارب شتى من الاطلاع على مختلف أوجه ثقافة مغربية قائمة على التضامن والتعايش وقبول الآخر.
وقال المخرج المغربي الشاب إن “هذا الفيلم تكريم للتعددية الغنية في بلادي”، معربا عن تأثره الشديد لتقديم هذا العمل لأول مرة أمام جمهور نيويورك.
ويحكي فيلم “في عينيك أرى وطني” قصة فنانين يهوديين سافرا إلى المغرب مقتفين آثار آبائهم وأجدادهم الذين ولدوا بمنطقة تنغير.
ويكمن الدافع في سعي هذين الفنانين، نيطع القايم وآمي هاي كوهين، وهما من أصل مغربي، في طموح جامح لضمان استمرار التراث اليهودي المغربي ونقله إلى الأجيال القادمة.
وقالت الفنانة القايم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “من خلال تاريخنا ورحلتنا إلى المغرب، مهد أجدادنا، أردنا أن نساهم في الحفاظ على هذا التراث الغني”، مشددة على أن الأجيال الصاعدة لها الحق في معرفة واستيعاب هذا المكون الرئيسي الذي لا يتجزأ من هويتهم.
ويرصد الفيلم الوثائقي، وفقا لمخرجه، “كيف يعتز الجيل اليهودي المغربي الصاعد بهويته ويواصل التعريف بها في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف مخرج الفيلم أن “قوة بلادنا تكمن في تنوعها الثقافي، ولا سيما في هذه الأوقات التي تتسم بالانطواء الطائفي. ولذلك، من واجبنا تعليمه للأجيال الشابة”، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أنه بصدد التحضير للدورة الأولى لمهرجان الثقافات المتعددة في تنغير.
وفي السياق ذاته، أشار، جيسون غوبرمان، رئيس الاتحاد السفاردي الأمريكي، القائم على المهرجان، إلى أن هذا الحدث يحتفي بإنجازين رئيسيين تحققا في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهما الاعتراف الأمريكي بالسيادة الكاملة والتامة للمغرب على صحرائه واستئناف العلاقات مع إسرائيل.
وأبرز السيد غوبرمان، أن المغرب يتميز بكونه “نموذج مهم” للتعايش والعيش المشترك في عالم يواجه تنامي التعصب والكراهية.
وأشار إلى أن الاتحاد السفاردي الأمريكي يشتغل في نيويورك وفي المغرب حيث يتوفر على ثلاثة مكاتب في الرباط وفاس والصويرة، وذلك بهدف المساهمة في الجهود المبذولة في المملكة من أجل الحفاظ على التراث اليهودي المغربي.
ويعد مهرجان نيويورك السينمائي لليهود السفارديم حدثا سنويا استأنف أنشطته مؤخرا في العاصمة الأمريكية بعد توقف دام عامين بسبب جائحة كوفيد-19.