العمال المغاربة …مطالب متكررة وأحلام مؤجلة

في عام 1886 تحولت قضية هايماركت التي وقعت نتيجة للاضراب العام للعمال في كل من شيكاغو، إلينوى، والولايات المتحدة. الى اضراب قتلت فيه الشرطة أربعة من المضربين بعد أن فتحت عليهم النار في شركة ماكورميك للحصاد الزراعي، ليتجمع حشد كبير من الناس في اليوم الموالي بساحة هايماركت.

التجمع الذي كان سلميّ الخطى والتعبير، حولته الشرطة بعد تدخلها الى جنازة، خاصة بعد أن ألقى مجهول قنبلة وسط حشد الشرطة. مما أدى الى وفاة ما لا يقل عن اثنى عشرة شخصاً بينهم سبعة من رجال الشرطة. هذه الحادثة، كانت سببا في محاكمة تاريخية، حيث تمت محاكمة ثمانية من المدعى عليهم بسبب معتقداتهم السياسية، وليس بسبب تورطهم في التفجير، مما أدى الى إعدام سبعة من العمال. وهو ما شكل غاضبا في صفوف كل العمال عبر العالم.

فمنذ عمق التاريخ اتفقت الاديولوجيات المختلفة والأديان الأساسية الكبرى على أهمية العامل في المجتمع وأعلت من قيمة عمله فالراسمالية انصاعت للمصلحة الاقتصادية المحضة واضطرت لتمتيع الطبقة العاملة – المذرة للأرباح على جيوب الارستوقراطية – ببعض من الحقوق و نزر من الترف المادي.

وذهبت الاشتراكية و فرعها الأكثر راديكالية (الشيوعية) بعيدا في تقدير الطبقة العمالية لدرجة التقديس فكان منهم القادة والساسة وكانوا في زمن ليس بالبعيد اولوا الأمر والنهي في البلدان التي كان تنهج اقتصاد الرفيق ستالين ولينين وعبد الناصر.

الإسلام حض بدوره على الإعتناء بالشغيلة في إشارة منه لأهميتها في المجتمع حيث قال عليه الصلاة والسلام ( أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه) ؛ رسول الله عيسى عليه السلام كان ينتمي بطريقة أو أخرى إلى طبقة العمال حيث أشتغل بالنجارة في منطقة الجليل وكان بذلك قريبا من أهل الصنائع والحرف وخبر معاناتهم.

وإن اكتفينا بهذا القدر من التأصيل النظري لقيمة الرجال والنساء الذين سيصادف عيدهم اليوم الإثنين أي فاتح ماي ورجعنا لتفقد أوضاعهم وواقع حالهم فسنجد أن نسبة كبيرة منهم ينظر إليهم من طرف مشغليهم باختلاف أنواعهم ومستوياتهم على أساس انهم مجرد جزء من ماكينة إنتاج تستغل (بضم التاء) بطاقتها القصوى وحتى انتهاء تاريخ صلاحيتها وإن سنحت الفرصة في غفلة من قانون أو من الأوصياء على تنفيذه ألقي بهم خارج المؤسسة المشغلة بلا رحمة ولا عرفان بالجميل.

يهل علينا عيد العمال ومن سخرية الأقدار أن يومه واحد ماي سيضطر المئات وربما الآلاف من العمال إلى الاشتغال في ذات اليوم؛ منهم على سبيل المثال لا الحصر عمال سكك الحديد ؛ عمال النظافة وآخرون وإن سلمنا بالحاجة لعملهم في يوم عيدهم فعلى الأقل لنوجه لهم تحية قلبية من لدنا و حبذا تحية مالية إضافية ولو بسيطة من قبل مشغليهم.

دامت لهم ولنا المسرات والأفراح .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد