رد عبدالرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب، في بيان له توصلت به جريدة “المصدر ميديا”، على مقال تم نشره في موقع “اليوم السابع المصري”، يتهم فيه كاتبه أن اتحاد كتاب العرب قد قام بتجميد عضوية العلام بصفته نائبا أول للأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بسبب مخالفات واعتداءات صدرت من رئيس اتحاد كتاب المغرب في حق رئيس اتحاد الكتاب العرب وعدد من رؤساء اتحادات عربية أخرى.
وجاء رد عبدالرحيم العلام كالتالي:
فوجئت يوم فاتح يوليوز 2018، بمقال نشر في “اليوم السابع” المصري، من توقيع السيد “أحمد منصور”، يخبرنا بأن اتحاد الكتاب العرب في اجتماعه الأخير ببغداد قد جمد عضويتي – أنا رئيس اتحاد كتاب المغرب – بصفتي نائبا أول للأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بسبب “ما قمت به من مخالفات قانونية ولائحية واعتداءات بالقول على رئيس اتحاد الكتاب العرب وعلى عدد من رؤساء اتحادات عربية أخرى”.
والجدير بالذكر أن صاحب المقال الحقيقي، رغم أنه موقع باسم شخص آخر، ليس سوى رئيس اتحاد كتاب مصر، المدعو “علاء عبد الهادي”، والمعروف، هو أيضا، بمواقفه العدوانية تجاه اتحاد كتاب المغرب، والتي لها أسبابها المتضافرة، منها ما اكتشفته شخصيا إبان تواجدي بالقاهرة، في نوفمبر 2016، باعتباري عضوا في “لجنة تحكيم جائزة القاهرة للإبداع الشعري العربي” التي ينظمها المجلس الأعلى للثقافة ووزارة الثقافة المصرية، إذ كلفت وقتها، بموازاة تواجدي بالقاهرة، بالتحري في موضوع الصراع القائم بين الأطراف المتنازعة داخل اتحاد كتاب مصر – بما في ذلك اجتماعي بهذا الغرض بالسيد وزير الثقافة السابق الصديق العزيز المفكر حلمي النمنم – أقول ما اكتشفته من وثائق عرضت علي بمقر اتحاد كتاب مصر، تثبت، بشكل قطعي، تورط هذا العلاء، الرئيس المطرود من مقر اتحاده، في اختلاسات مالية متتالية، منذ مشاركته في اجتماع المكتب الدائم بطنجة عام 2015، وما اكتشفته من وثائق مزورة، تدينه، بل وكان من المفروض أن توصله إلى ردهات السجن، لولا حكمة وسماحة وترفع الطرف الآخر المضاد له في اتحادهم، إذ حصل أن طلبت منهم شخصيا أن يعدلوا عن إدانته “لأنها مصر ياناس”، كما كنت أردد على مسامع الطرف الآخر بمقر اتحادهم بالزمالك .
وللعلم أيضا، فقد تفاديت ذكر هذا كله في اجتماع المكتب الدائم المنعقد سابقا بدبي، تجنبا لإثارة الفضيحة، وصونا لكرامة هذا العلاء الذي أصبح اليوم يهاجم اتحادنا، بل ويخول لنفسه أن يتدخل، هو أيضا، في شؤوننا الداخلية بلا حياء أو خجل من نفسه ومن سلوكه وأخلاقه المنحطة، رغم ما يعرف به من أعطاب وأمراض نرجسية وعقد كثيرة قد يتعذر على فرويد نفسه أن يحللها.
أما بخصوص تجميد اتحاد كتاب العرب لمنصب النائب الأول، فقد تم بشكل فوضوي وعشوائي وبقرار غير قانوني، ومن لدن من تم الاختلاء بهم في ظلمة فندق بغداد الصامدة ضد طغاة جدد، وقد اختاروا هذا الوقت بالذات، أي بعد أن فقدوا السيطرة التامة على أعصابهم، وقد فوجئوا، مرة أخرى، بأن اتحادنا بخير وبأن أجهزته التنفيذية تواصل عملها بشكل قانوني ومشروع، جهلا منهم بالقوانين المنظمة للاتحاد، من قبيل المقتضى الذي ينص على أن “المكتب التنفيذي هو المسؤول عن الاتحاد بين مؤتمرين”، غير أن قرار اتحاد كتاب العرب، قد أتى متأخرا جدا، إذ سبق لاتحادنا أن صرح، في أكثر من مناسبة، بأن منصب نائب الأمين العام لم يعد يشرفنا ولا يهمنا، بل وقد تنازلنا عنه للأمين العام ولغيره من “الكتاب” المساكين، ممن يتهافتون عليه بكل بلادة، لكن الوقت، للأسف، لم يعد يمهلهم أن يستمتعوا بهذا المنصب الكبير إلى جانب الشاعر الصغير، أما نحن فلا يشرفنا أن نجاور جلوسا أشباه الشعراء، من المتهمين بالفساد في بلدانهم.
هذا، فضلا عن رفضنا وشجبنا للتجاوزات والخروقات والانتهاكات القانونية والمالية الصارخة وللقرارات الخرقاء والجائرة التي اتخذها الأمين العام الحالي في حق اتحادنا، ما نعتبره انتقاما من بلدنا، للأسباب المعروفة لدى الرأي العام، كان آخرها، قبل أيام، أن لجأ الصايغ، وبشكل جائر وبليد، إلى حذف اتحادنا من “الكروب التواصلي في الفايسبوك” الذي يضم الاتحادات العربية كلها، ظانا منه، نظرا لبداوته، أنه قد أغلق على اتحادنا منافذ الريح، متناسيا أننا نعيش عصر الثورة التواصلية المفتوحة بامتياز، وكل هذا لتغييب صوت اتحادنا من الكروب ومواقفنا المعبر عنها، رغم أنفه، تجاه تصرفاته البليدة، من قبيل تهريبه غير القانوني للمؤتمر المقبل للاتحاد العام من المغرب، كما تقرر ذلك في المؤتمر العام السابق عام 2015 بأبو ظبي، إلى الإمارات، مع أن قرار تنظيم المؤتمر المقبل، هو قرار رسمي واتخذ بالاجماع ومسجل في محاضر ووثائق الاتحاد المنشورة، ولا يحق لأي كان أن يغيره لأنه قرار صادر عن مؤتمر عام وليس عن اجتماع للمكتب الدائم، فقط ليلبي هذا الصايغ نزواته المرضية، وليحقق رغبات شيخوخته المنفلتة، في إعادة ترشحه مرة أخرى لمنصب الأمين العام، وهو السبب نفسه الذي حدا به إلى الإسراع، مع اقتراب موعد المؤتمر المقبل للاتحاد العام، إلى تجميد منصب النائب الأول، بما يجسده ذلك، في العمق، من جبن وخيانة، ومن إجهاز على سلطة القانون وضدا على كل المبادئ الكونية، وهو أمر تعود عليه الصايغ للأسف حتى داخل اتحاد بلده، وبشهادة من تخلوا عنه وفضحوا نواياه السيئة، بمثل ما هو معروف عنه من تدخلات سافرة متواصلة في شؤون اتحادنا، عبر بياناته الجبانة على مدى سنوات خلت، أي منذ 2008، حيث أصدر اتحادنا لحظتها بيانا تاريخيا يندد فيه بتدخلات هذا “الشاعر” الفاشل في شؤوننا الداخلية، وإلى اليوم، أي قبل أن نتكرم ونتخلى له عن منصب الأمين العام بتوسل منه إلى حد الشفقة، وقد استحضرنا وقتها طبيعة العلاقات القائمة بين بلدينا، وتقديرنا الخاص للكتاب والأدباء في الإمارات، رغم علمنا جميعا بأن الصايغ سيفشل فشلا ذريعا في مهمته، وهو ما تأكد اليوم وبالملموس.
هذا، علما بأن المؤتمر العام المقبل لن نتركه ينعقد في أبو ظبي، ضدا على نزعة الصايغ التهريبية، ولو اقتضى الأمر أن نرفع دعوى قضائية ضده في بلده وخارجها، وأن نكشف عن نواياه السيئة، وعن خروقاته المجحفة، وعن سعيه الحثيث إلى خلق الفتنة والبلبلة في صفوف الكتاب والأدباء العرب. وكلنا يتذكر موقفه البئيس من كتاب دولة قطر وأدبائها.
وفوق هذا وذاك، هناك من رؤساء الاتحادات العربية، ومن ضمنها اتحاد كتاب المغرب طبعا، من اقترحوا، منذ مدة، المطالبة بإقالة هذا المسمى الصايغ من منصبه كأمين عام، بعد أن بدا أنه عاجز تماما، عضويا وفكريا وتنظيميا، عن تدبير شؤون هذه المنظمة الثقافية العربية، بسبب نزعته الوصولية المقيتة وقد أضحى مؤذيا لأعضائها.
أما صاحب المقال المتستر بجبن عن اسمه، وراء من يساعده، فقد أبى إلا أن يحشر أنفه هو أيضا في شؤون اتحادنا، بدل أن يهتم بمشاكل اتحاده المتفاقمة والمعروضة على القضاء المصري، ناهيكم عن أن هذا المسمى علاء عبد الهادي، والمشهور في مصر وخارجها بانتحاله لصفة “دكتور”، معروف أيضا باحتياله على الأكاديميين العرب، هو المعروف بكونه يدعوهم إلى المشاركة في مؤتمرات عن الأدب المقارن بالقاهرة وخارجها، مقابل دفع مبلغ مالي مسبقا (200 دولار) من أجل المشاركة، دون أن يعقد أي مؤتمر… وكنت، أنا شخصيا، سأقع ضحية احتياله هذا، لولا تنبيهي من قبل صديق أكاديمي بجامعة الرباط.
أما عن اتحاد كتاب المغرب، فهو رغم أنف الجميع، يعتبر من أعرق الاتحادات العربية المؤسسة، حتى قبل أن تظهر بعض الكيانات القطرية في وطننا العربي، وهو اليوم في أحسن حال، كما كان دائما وسيظل، وقد تعود منذ نشأته على تجاوز عثراته التنظيمية، ليبقى أكبر وأشرف من أي تحامل بئيس عليه وعلى تاريخه ومستقبله، من أي كان، بالداخل أو بالخارج، عدا أنه أسمى وأشرف من أي منصب بئيس ومن أي “شاعر” بليد، فسقف اتحادنا حديد وركنه حجر، فلتعصف الرياح وليهطل المطر.