العثماني يجري مباحثات مع نظيره الإسباني

 أجرى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، صباح يوم الإثنين 19 نونبر 2018 بمقر رئاسة الحكومة، مباحثات مع نظيره رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز Pedro Sanchez، الذي حل بالمغرب صباح يومه الإثنين على رأس وفد هام في إطار زيارة عمل وصداقة للمملكة، هي الأولى من نوعها مند توليه مهامه على رأس الحكومة الإسبانية.

وتناولت المباحثات مختلف أوجه علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين المملكتين، وكذا عددا من قضايا الساعة الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشتركـ.

وأشاد الجانبان في هذا الإطار بالمستوى المتميز لعلاقات الصداقة وحسن الجوار التي تجمع بين المملكتين المغربية والإسبانية وبالدينامية التي يعرفها التعاون الثنائي في العديد من المجالات، حيث سجلا وجود إمكانيات هامة لتعزيز الاستثمارات وتشجيع الشراكات بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، واتفقا في هذا الصدد على تنظيم منتدى لرجال الأعمال في فرصة قريبة يمكن من استثمار المناخ المشجع للمبادرة بين البلدين.

واعتبر رئيس الحكومة ونظيره الإسباني أن الدورة المقبلة للاجتماع عالي المستوى المغربي الإسباني، والتي ستحتضنها الرباط خلال سنة 2019، ستشكل فرصة هامة لتوسيع التعاون الثنائي لمجالات جديدة   واعدة، في أفق الارتقاء بالعلاقات بين البلدين لمستوى الشراكة الاستراتيجية.

وسجل الجانبان من جهة أخرى تطابق وجهات نظر الجارين بخصوص العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة فيما يتعلق بموقفهما تجاه معالجة إشكالية الهجرة غير الشرعية، في ارتباطها بتوفير ظروف الأمن والاستقرار والتنمية في المناطق مصدر المهاجرين، وكذا المسؤولية المشتركة للدول المصدرة ودول العبور والدول التي يقصدها المهاجرون، في العمل جنبا إلى جنب لإيجاد حلول ملائمة لهذه الإشكالية.

وذكر رئيس الحكومة بالمقاربة الإنسانية التي ينهجها المغرب في هذا الإطار، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وانخراط المملكة في العديد من المبادرات الرامية لتوفير ظروف التنمية للحد من تفاقم مآسي الهجرة، وخاصة المبادرة الإفريقية « 3S »  التي تم إطلاقها على هامش قمة المناخ COP22  والتي يقودها المغرب والسنغال، والتي تهدف على الخصوص لمحاربة التصحر عبر استصلاح ما يناهز 10 مليون هكتار من الأراضي غير المستغلة في الدول مصدر الهجرة، مما سيمكن من خلق حوالي 2 مليون فرصة عمل ستساعد على توفير شروط الاستقرار والتنمية بهذه المناطق.

وأشاد رئيس الحكومة بدعم اسبانيا لهده المبادرة، وكذلك بعزم رئيس الحكومة الإسبانية المشاركة في اللقاء الدولي حول الهجرة المرتقب أن تحتضنه مدينة مراكش   يومي 10 و11 دجنبر المقبل.

كما تطرق الجانبان للشراكة المغربية الأوروبية، حيث عبر رئيس الحكومة الإسبانية عن دعم بلاده لتجديد الاتفاقيات التي تربط المملكة المغربية بالاتحاد الأوروبي في مجالات الصيد البحري والفلاحة على الخصوص، كما عبر عن اهتمام بلاده بتعزيز الربط بين شبكتي نقل الطاقة الكهربائية للبلدين بخط ثالث.

وتطرق الجانبان للتعاون في المجال الثقافي، حيث عبر رئيس الحكومة الإسبانية عن امتنان بلاده لاستضافة إسبانيا كضيف شرف للدورة المقبلة للمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، وعن ترحيبه برغبة المملكة المغربية تنظيم تظاهرات ثقافية في مجموعة من المدن الإسبانية، كما أعلن عن استعداد بلاده للرفع من عدد المنح الدراسية لفائدة الطلبة المغاربة.

وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، جدد رئيس الحكومة الإسبانية دعم بلاده لموقف المغرب ولجهود منظمة الأمم المتحدة الرامية لإيجاد حل لهذه القضية، مذكرا بمواقف الحكومة الإسبانية والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني التي كانت دائما تدافع عن سيادة المملكة الإسبانية وسيادة الدول الأخرى من حلفائها.
وأكد الجانبان أخيرا على الدور الذي يمكن أن يقوم به البلدان الجاران، باعتبار خصوصيتهما، في تعزيز التقارب بين القارتين الإفريقية والأوروبية.

حضر هذه المباحثات على الخصوص السادة وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ووزير الداخلية والوزير الإسباني في الداخلية وسفيرة المغرب بمدريد وسفير إسبانيا بالرباط.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد