العثماني وزعيم البوليسايو وجها لوجه في حفل تنصيب الرئيس الموريتاني ولد الغزواني

يحضر رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، والأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، حفل تنصيب الرئيس الموريتاني المنتخب محمد ولد الغزواني، الذي يبدأ خلال ساعات.

وحسب وكالة الأنباء الموريتانية، وصل كل من “العثماني” و”غالي” إلى العاصمة نواكشوط الأربعاء، لحضور الحفل، بجانب قادة 9 دول إفريقية وممثلين عن دول أوروبية وعربية وإفريقية.

ومن المقرر أن يتواجد زعيم البوليساريو ورئيس الحكومة المغربية داخل نفس القاعة التي ستحتضن حفل تنصيب الغزواني، رغم تحفظ الرباط على استقبال مسؤولين من البوليساريو في قصر الرئاسة بنواكشوط من حين لآخر، حسب ما افادت وكالة الأناضول.

وكان  توجيه الحكومة الموريتانية دعوة رسمية إلى “البوليساريو” من أجل حضور حفل تنصيب الرئيس الموريتاني الجديد، ولد الغزواني، مطلع شهر غشت، قد اثار جدلا داخل أوساط المتتبعين لقضية الصحراء المغربية، وأعاد بذلك إلى الواجهة سيناريو حضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني حفل تنصيب رئيس بنما الجديد “لورينتينو كورتيزو”، إلى جانب زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.

وفي هذا السياق، كشف شيخاني ولد الشيخ، رئيس الجمعية الموريتانية المغربية للدفاع عن الوحدة المغاربية، في حوار له مع المصدر ميديا، أنه بالرغم من أن دعوة جبهة البوليساريو الانفصالية فيها ضرب باتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 عرض الحائط، وعدم مراعاة بعض الخصوصيات للرئيس ولد الغزواني، فإنه خطأ اقترافه دونه عذر لانعدام أهليته نتيجة صدوره عن الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، ولم يكن مفاجئا بالنسبة لنا، لأننا حاولنا تلافيه قبل صدور الدعوة ببيان للجمعية الموريتانية المغربية للدفاع عن الوحدة المغاربية، دعونا فيه إلى عدم توسيع دائرة حملة الاضطهاد التي شنها عناصر من البوليساريو ضد ولد الغزواني، بدعوة الانفصاليين إلى حضور مراسيم حفل تنصيبه… وبالتالي فقد أبدينا من جهة أسفنا بشأن توجيه هذه الدعوة للانفصاليين، تماما كما أبدى موريتانيون يحذوهم الأمل في تمثيل دبلوماسي مغربي كبير على حفل التنصيب، أن المتسبب في هذه الدعوة بات نقمة على الدبلوماسية الموريتانية، وفي نظري فإن الدعوة التي على هذا النمط دعوة مبتورة وسلبياتها تؤثر فقط على من تسبب في وجودها، ولا مستقبل لها.

ومن جانبه، اكد عبد الفتاح الفاتيحي الخبير في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية، في تصريح سابق للمصدر ميديا، على أن عدد من المؤشرات المرتبطة بالعلاقة الموريتانيا المغربية، تكشف على ان الجارة مستمرة في موقفها التقليدي المتدبد من قضية الصحراء، التي شهدتها فترة حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، والتي يظهر على انها ستستمر مع الرئيس الحالي “ولد الغزواني”.

وأوضح، الفاتحي، على ان الدعوة التي سلمها وزير الشؤون الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ، على هامش القمة الإفريقية المنعقدة بالنيجر،  إلى القيادي الانفصالي محمد سالم ولد السالك، موجهة إلى زعيم “الجبهة”، إبراهيم غالي، من أجل المشاركة في مراسيم واحتفالات تنصيب محمد ولد محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني، تكشف على ان موريتانيا مستمرة في نهج نفس سياساته بخصوص قضية الصحراء وعلاقاتها مع المملكة المغربية، رغم الهدوء الذي شهدته العلاقات الموريتانية المغربية مؤخرا، بعد تعيين السفيرين الموريتاني والمغربي لدى الدولتين.

وشدد الخبير في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية على أن الحكومة الحالية مطالبة بالإلتزام  بـ”الحياد الإيجابي”، والإبتعاد عن محاولة شرعنة تواجد الكيان الوهمي، من خلال محاولتها الإستمرار في تكريس الأخطاء الدبلوماسية التي وقع فيها الرئيس السابق “محمد ولد عبد العزيز”.

وكان ظهور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إلى جانب زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، خلال حفل تنصيب الرئيس البنمي، قد أثار مخاوف عدد من المتتبعين والمراقبين من تواجد المغرب إلى جانب الجبهة، التي قد تستغل هذه الفرص للترويج لطروحات “الإعتراف الوهمي”، بحضور المغرب في مثل هذه المناسبات، فيما يرى آخرون أن تواجد المغرب بمثل هذه المناسبات يعتبر فرصة لإبطال الطرح الإنفصالي الذي تروج له الجمهورية الوهمية، والذي إستغلت الجبهة غياب المغرب في عديد منها لتقديم نفسها على انه صاحبة “شرعية وهمية”.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد