الطلاب الجزائريون يتظاهرون رفضا لما وصفوه بـ”تحايل” بوتفليقة

تجمع آلاف الطلاب في وسط العاصمة الجزائرية الثلاثاء 12 مارس، وفي مدن أخرى رافضين صيغة إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة العدول عن الترشح معتبرين ذلك “تمديدا ” لحكمه.

وردد الطلاب شعارا واحدا “طلبة صامدون للتمديد رافضون”، بينما استبدلت لافتات رفض الولاية الخامسة التي تراجع عنها بوتفليقة، لتحل محلها لافتات كتب عليها رقم “4+” وقد تم شطبه، دلالة على رفض تمديد الولاية الرابعة، كما ظهرت لافتة كبيرة كتب عليها “يجب إنقاذ الشعب وليس النظام”.

وفي تظاهرتهم الثالثة لهذا الأسبوع حمل أغلب الطلاب الأعلام الجزائرية أو توشحوا بها وهم يسيرون عبر شارع ديدوش مراد.

وتنقل الطلاب في مسيرات بين ساحتي البريد المركزي ومريس أودان حيث انتشرت أعداد كبيرة من عناصر الشرطة لكن دون أن تتدخل. وغلب على المتظاهرين هتاف “سلمية، سلمية” أو “أيها الشرطي انزع قبعتك والتحق بنا”.

وكان الرئيس بوتفليقة أعلن الاثنين غداة عودته من رحلة علاج في سويسرا عدوله عن الترشح لولاية خامسة، وفي الوقت نفسه إرجاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 أبريل الى أجل غير محدد. وبذلك مدد بوتفليقة ولايته بحكم الأمر الواقع.

وكتبت صحيفة الخبر الصادرة الاثنين أن بوتفليقة “سيبقى رئيسا دون انتخابات” وهو بذلك “مدد” ولايته الرئاسية الرابعة.

وأضحت “رضخ رئيس الجمهورية لمطلب عدم الترشح (…) لكن بالطريقة التي تضمن له البقاء رئيسا دون انتخابات” و”ترتيب انسحابه من الحكم (…) دون الإشارة إلى السند الدستوري الذي اعتمد عليه”.

وعمت الجزائر منذ 22 فبراير تظاهرات واسعة وحاشدة غير مسبوقة في كل أنحاء البلاد رفضا لترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة. وعاد بوتفليقة الأحد الى الجزائر بعد غياب لمدة أسبوعين في جنيف أجرى خلالهما “فحوصا طبية”، بحسب الرئاسة.

وقال بوتفليقة في خطاب مكتوب للشعب الجزائري مساء الاثنين “لن يجري انتخاب رئاسي يوم 18 من أبريل (نيسان) المقبل والغرض هو الاستجابة للطلب الملح الذي وجهتموه إلي “.

وتابع الرئيس الجزائري في رسالته أن الانتخاب الرئاسي “سينظم عقب الندوة الوطنية الجامعة المستقلة تحت الإشراف الحصري للجنة انتخابية وطنية مستقلة”.

وتشكل تظاهرة الطلاب الثلاثاء مقياسا أوليا لمدى رفض أو قبول الشارع الجزائري لقرارات بوتفليقة الذي يواجه أكبر موجة احتجاج منذ وصوله إلى الحكم في 1999.

وشهدت ولايات أخرى تظاهرات طلابية بمشاركة الأساتذة وتجمعات في الكليات، كما في قسنطينة (شرق) حيث تظاهر نحو ألف طالب، بحسب صحافي محلي أو في بجاية حيث كانوا عدة آلاف.

وفي مواقع التواصل الاجتماعي تم نشر مقاطع فيديو لمسيرات طلابية في تيزي وزو والبويرة المتجاورتين بمنطقة القبائل.

وبدأ التحضير لتظاهرة كبرى الجمعة 15 مارس بنفس حجم تظاهرات 22 فبراير والأول والثامن من مارس، وذلك عبر نداءات تصدر من مواقع التواصل الاجتماعي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد