الطاهر الطويل:وضعية المسرح الفردي بالمغرب، تتخللها مجموعة من الاشكالات
المصدر ميديا : زينيب الحارتي – متدربة
يعتبر الصحافي والكاتب والناقد “الطاهر الطويل” أحد أعلام الأدب والاعلام المغربي، من مواليد 1966 بتمارة، فهو الحاصل على الاجازة في اللغة العربية وآدابها، قام باصدار كتاب بعنوان “المسرح الفردي في الوطن العربي مسرح عبد الحق زروال نمودجا”، الكتاب الذي تناول فيه هوية المسرح الفردي من خلال رصد سمات الشكل التمثيلي الفردي لدى اليونان ثم لدى العرب.
وتوقف الكاتب عند مسرحيات فردية لفنانين مسرحيين مغاربة اضافة الى التجربة المسرحية للفنان عبد الحق الزروالي وأبرز مراحلها وخصائصها، ومقاربة التجليات الابداعية لتجربة المسرح الفردي عند ذات الفنان وفي هدا السياق تم الاتصال بالكاتب وطرح مجموعة من الأسئلة والتي لم يتردد في الإجابة عنها:
فما هي في نظرك الوضعية الراهنة للمسرح الفردي بالمغرب؟
وضعية المسرح الفردي بالمغرب، تتخللها مجموعة من الاشكالات والتي تم اجمالها في ما هو فني ابداعي اضافة الى الاشكالات اللوجيستيكية والتي تتعلق بتنقلات عناصر الفرق المسرحية.
ويبقى الانتاج المسرحي من بين أهم وأقوى الاشكالات التي تواجه هذا الصنف من الفنون المسرحية،خاصة وأن معظم الدول العربية ومنها المغرب لا تحضى بدعم انتاجي مسرحي عام، لتقتصر على بعض المبادرات المحسوبة والمخجلة التي لا تكفي لتغطية تكاليف العروض والتنقلات المسرحية .
2- قمت بعنونة كتابك “المسرح الفردي في الوطن العربي مسرح عبد الحق نمودجا”، لماذا المسرح الفردي وليس صنف اخر من المسرح؟
تجربة المسرح الفردي أو فنون الدراما راجع الى اطلاعي على مجموعة من الكتب للفنان عبد الحق الزروالي ودراسة طبيعة النصوص التي يشتغل عليها.
خاصة وأن تجربته استطاعت أن تحظى باهتمام الجمهور والمتلقي بصفة عامة ونقاد المسرح والاعلامين، فتجاربه المتعددة وحصوله على العديد من الجوائز على المستوى العربي شكل امتدادا للأشكال الفرجوية العربية والمغربية بشكل خاص المعروفة في الحلايق بالاسواق وغيرها، والتي سجلت ضمن قائمة الترات الغير المادي نظرا لقيمتها على مستوى انتاج الفرجات الشعبية والحكايات التي تستمد من الترات والمعيش اليومي.
3-عبد الحق الزروالي باعتباره مخرج وممثل سنمائي ومسرحي مغربي ، ماهي في نظرك الاضافة التي قدمها للمسرح المغربي خاصة وأنك اخترته نموذجا؟
الاضافة التي قدمها عبد الحق الزروالي للمسرح المغربي يمكن تقسيمها الى شقين، بين ماهو كمي والذي يتمتل في اعادة العروض المسرحية والتي اشتغل عليها لأكتر من 40 سنة، وبين ما هو نوعي فمسرحياته كانت دائما تطرح قضايا واشكالات متعددة ذات أبعاد اجتماعية وانسانية وقومية تتفاعل مع المعيش اليومي وقضايا الناس وهمومهم، اضافة الى كونها تتقاطع مع مختلف التقنيات العالمية في المسرح دون أن تغفل البعد المحلي والقومي للحركات التمثيلية المغربية والعربية، ليستطيع بذلك عبد الحق الزروالي أن يجاوز بين ماهو محلي وماهو عالمي على مستوى التقنيات والمضامين.
4-كيف يمكن للفن أن يهمش مناطق دون أخرى، خاصة عندما يتم احتكار لهجة معينة في الحوار الفني؟
يجب التعامل مع مختلف اللهجات بمساواة لتجنب خلق نوع من التمايز مابين لهجة وأخرى، فلكل منها طرق في التعبير وانتاج المعاني والتواصل .
ودور المسرح هو أن يستعمل مختلف التعابير ويجسدها في العروض المسرحية الأمر الذي نلاحظه في تجربة عبد الحق الزروالي الذي يعتمد تنوعا على المستوى اللغوي ولأساليب التخاطب والحكي مايجعل فرجاته تحقق نوعا من الرضى والتفاعل.