تعد مدينة الصويرة وجهة سياحية متميزة بفضل مؤهلاتها الطبيعية وتنوعها الثقافي وأجوائها اللطيفة، وهي تجذب بشكل متزايد كبار السن من السياح الأجانب الباحثين عن الهدوء والرفاهية للاستقرار بها والاستمتاع بتقاعد هادئ على إيقاع أمواج المحيط الأطلسي، وود السكان المحليين وأصالة أجواء هذه المدينة العريقة.
بين كرم الضيافة، وتكاليف العيش المعقولة، والتبادلات الثقافية المثيرة، تشكل مدينة الرياح ملاذا مفضلا لهذه الشريحة من الأجانب الذين يفرون من أجواء البرد والطقس المتقلب بحثا عن قضاء تقاعد هادئ تحت أشعة الشمس الدافئة ونسيم البحر، حيث يعتبر كل يوم جديد مغامرة جديدة.
داخل أسوار المدينة التاريخية وأسواقها الصاخبة، يكتشف هؤلاء المتقاعدون الأجانب، وغالبيتهم من أصل فرنسي، أن الصويرة أكثر من مجرد ملاذ صيفي، بعد قطعهم آلاف الكيلومترات لخوض تجربة رائعة فوق هذه الرقعة الجغرافية حيث لغتهم الأم مألوفة.
مثل طيور السنونو المهاجرة، ي تيح هؤلاء المسافرون الموسميون لأنفسهم فرصة اكتشاف يوما بعد يوم الغنى الثقافي للمغرب، لتستهويهم مظاهر العيش في هدوء بعيدا عن قسوة الشتاء الأوروبي.
سواء كان اختيارهم هو الانتقال الدائم أو الموسمي، يكتشف الجميع متعة قضاء فترة التقاعد في مدينة الرياح، مما يمنحهم حياة جديدة.
ولعل ما يغري أكثر كبار السن من السياح للتوافد على مدينة الرياح والاستقرار بها عروضها الثقافية المتنوعة عبر الفصول، وروعة أماكن العبادة والمهرجانات النابضة بالحياة التي تحتضنها على مدار السنة، لتجسد مفترق طرق حقيقي للاستكشاف بالنسبة لهذه الشريحة من الأجانب الذين تغريهم الفنون والتاريخ والتقاليد الأصيلة.
ومن بين هؤلاء السياح الزوجان الفرنسيان برنارد وسيلفي، اللذين اعتادا ومنذ عامين على استقرارهما بالصويرة، على بدء يومهما تحت سماء زرقاء صافية يستمتعان بتذوق الشاي المغربي، تحت أشعة الشمس الأولى التي تداعب المدينة.
بالنسبة لبرنارد، وهو مدرس التاريخ سابقا، وسيلفي، موظفة بلدية سابقا، تصبح كل زاوية شارع وكل سوق وكل شاطئ مصدرا لا ينضب للإلهام والسحر.
انبهرت سيلفي بروعة السجاد الأمازيغي، لتبدأ اكتشاف فن النسيج المتوارث عن الأجداد من خلال المشاركة في الورشات التدريبية داخل التعاونيات النسائية المحلية، منغمسة في تقاليد وإبداع الحرفيين.
في الوقت ذاته، يستكشف برنارد، المفتون بالتاريخ المحلي الغني، شوارع وأزقة المدينة العتيقة، ويستمع باهتمام إلى قصص وحكايات ساكنة المدينة وغيرهم من السياح المتقاعدين الأوروبيين، ليكتشف الكنوز المخفية لهذه المدينة المليئة بالأسرار والعجائب.
وبعيدا عن الاكتشافات الفنية والثقافية، يبقى التقاء هذين الزوجين مع المجتمع المحلي وما يحيط ذلك من تبادلات دافئة وتناول وجبات في إطار مشترك، من أكثر الأمور المؤثرة في تجربة برنارد وسيلفي وهما في السبعينيات من العمر، مما سمح لهما بإقامة روابط عميقة مع جيرانهم الصويريين، ليكتشفوا بذلك شيم الكرم وحسن الضيافة التي يتميز بها الشعب المغربي.
وقال برنارد وسيلفي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “بعد سنوات عديدة من العمل، قررنا المجيء والاستقرار في الصويرة للاستمتاع بالهدوء وجمال الطبيعية والأجواء الهادئة التي تخيم على هذه المدينة الساحلية”.
وغالبا ما يجدان أنفسهما عند غروب الشمس، على شرفة شقتهما، يتشاركان القصص المليئة بالمتعة والبهجة والاكتشافات بعد يوم قضياه بين الشوارع النابضة بالحياة والزوايا الهادئة في مدينة الرياح.