الصحراء المغربية وأفريقيا التزام ملكي وإعلام مواكب “يعد هذا الكتاب ثمرة المزاوجة بين حقلي التاريخ والإعلام، يسلط من خلاله الكاتب الضوء على مكانة الإعلام في تحقيق الإشعاع للدبلوماسية الملكية خصوصا في قضيتي الصحراء المغربية والعمق الإفريقي للمغرب.
كما حرص الكاتب على إبراز اهمية التزام جلالة الملك محمد السادس لفائدة هاتين القضيتين، وعكس عبر صفحات المؤلف جوانب من الرصد والتتبع الإعلامي سواء السمعي البصري او المكتوب او الإلكتروني لهذا الالتزام الملكي. سواء على مستوى المبادرات الدبلوماسية او على مستوى المكتسبات التي تحققت لبلادنا.
المؤلف لم ينسى التاكيد على أن الإعلام حقق تقدما كبيرا من خلال مروره من مرحلة الناقل للأخبار والأحداث إلى مرحلة المشارك والفاعل فيها عبر التحليل والنقاش والمساهمة في ايجاد الحلول للتحديات والاكراهات؛ مستفيدا من التطور التكنولوجي الذي وفر الوسائل الحديثة، ومنح الحرية والسرعة لتنقل المعلومة عبر مختلف بقاع العالم، وهو الجانب الذي استفاد منه المغرب وأكسب الإشعاع الكبير لمختلف مواقفه ومبادراته الخاصة بوحدته الترابية وبانتمائه الإفريقي.
يقع الإصدار في 340 صفحة، ويتفرع لثلاثة أبواب وفصول ومباحث؛ حيث خصص الباب الأول لتتبع الإعلام لمرحلة ما بعد عودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي والتوثيق الإعلامي لها ولخطوات الالتزام الملكي بخدمة القارة الأفريقية بعد العودة.
في حين تناول الباب الثاني للاعلام واعتماد الصحراء المغربية منصة لولوج إفريقيا؛ حيث شكل البعد المغربي للصحراء أساسيا في تعزيز التعاون مع إفريقيا، وعنصرا جوهريا في عمل الدبلوماسية الملكية، التي أثمرت مكاسب مهمة منها دبلوماسية القنصليات، والمبادرة الملكية الأطلسية لدول الساحل، والتحول النوعي في مقاربة قضية الصحراء المغربية من مرحلة التدبير إلى التغيير.
أما الباب الثالث، فتوقف فيه الباحث عند الصحراء المغربية بين التأييد الدولي وتعزيز آليات الإقناع من المنظور الإعلامي، بدءا بالاعترافات الوازنة بسيادة المملكة على صحرائها، إلى تزايد الاقتناع الدولي بجدية الموقف المغربي الخاص بصحرائه، والرصد الإعلامي الاستثنائي لها.
وخلص المؤلف إلى أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي وتعزيز عمقه الإفريقي والذي رافقه الإعلام بمختلف أنواعه، انعكس إيجابا على قضية الصحراء المغربية، وقوى دينامية هذا الملف وطنيا ودوليا؛ وزاد ثقة العالم في مختلف مبادراته الوطنية والقارية و الدولية.
ويرى الباحث ان هذا التفوق الدبلوماسي لبلادنا يستدعي تعزيز دور الإعلام المواكب له، خصوصا انه أصبح العنصر الأول الفاعل في العلاقات الدولية.
قد يعجبك ايضا