“الشوافات” شَيْخات المريدات الراغبات في الزواج

تعتبر العنوسة ظاهرة اجتماعية عالمية انتشرت بالمجتمع المغربي خلال الآونة الأخيرة حيث نجد أنها راجعة إلى  العديد من الأسباب المتمثلة في الارتفاع الكبير في تكاليف الزواج و ارتفاع تكاليف المعيشة، الشيء الذي يوسع من قاعدة العنوسة داخل مجتمعنا التي لم تستثني أي فئة اجتماعية، مما يدفع ببعض الفتيات للإلتجاء إلى بعض أعمال السحر والشعوذة من أجل تيسير الزواج وتجاوز عقبة العنوسة التي أصبحت مشكلة تؤرق واقعهن.

 

حسناء ..”أتبرك من الأضرحة قصد التعجيل بمجيء عريس”

تحكي لنا حسناء البالغة من العمر 32 سنة والتي تشتغل بقطاع التعليم أنه تمت خطبتها خمسة مرات خلال ثلاث سنوات  وفي كل مرة يختفي طالب يدها بشكل غامض مخلفا لها الفضيحة وتشفي الصديقات قائلة ” راه التابعة موجودة من شحال هذا” الشيء الذي جعلها تحاول التخلص من “التابعة” والتي حسب اعتقادها بأنها بلاء يبتلى به الإنسان و يمكن أن تكون من أذى البشر المسلط بأعمال السحر.

هذا ومنذ سنة كاملة تحكي حسناء أنها ترتاد أضرحة الولاة الصالحين بشكل متكرر الشيء الذي جعلها تشعر بتحسن خاصة بعد أن تعرضت للسحر من طرف إحدى قريباتها وتابعت حسناء ” أنني فتاة شابة وأمنيتي كسائر البنات أن أتزوج فجئت للتبرك قصد التعجيل بمجيء عريس”.

عائشة..”نقوم بعمل “القبول” من أجل سماع “الله يرحم الوالدين””

تحكي لنا إحدى العرافات “شوافة” والتي رفضت بأن تدلي بهويتها والتي اخترنا لها إسم “عائشة” وقالت ” راه الله كيقول سبب أعبدي وأنا نعينك”  إجابة عند استفسارنا عن فعالية ونتائج الوصفات التي تقدمها لزبوناتها، حيث تقوم بعمل “قبول” للفتاة الراغبة بالزواج والذي يتجسد في عدد من الاعشاب و الطلاسم تحملها الفتاة بحوزتها من أجل أن تنال إعجاب أي شخص تمر بجانبه و أن يتيسر أمر زواجها و  تضيف “عائشة”  كل ذلك نعمله ابتغاءا لمرضاة الله و من أجل سماع كلمة “الله يرحم الواليدين” .

 

جلب العريس عن طريق الطلاسم و ملوك الجان

وبعد تواصلنا مع إحدى السحرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي استفسرناه عن نوع الخدمات التي يقدمها لزبوناته خاصة و أن معظمهن من الجنس اللطيف، قال أنه يعمل على جلب الزوج للفتاة العانس وأن خدماته الروحانية موجهة إلى كل فتاة ضاقت بها السبل وسدت في وجهها الابواب و أصبحت تعيش في تعاسة حيث أنه يستطيع أن يجلب لها العريس عن طريق صورة أو أثر أو عن طريق رقم هاتفه بسهولة تامة وذلك بإستخدام الثوم و الطلاسم وبتسخير ملوك الجن “شمهروش” و “ميمون”.

 

“الفقيه المجمد الما فالكاس”..نقوم بعملية حسابية قبل الشروع في أي عمل روحاني

الفقيه محماد أو كما يطلق عليه “الفقيه المجمد الما فالكاس” من أشهر المشعوذين المتواجدين بالعاصمة الاقتصادية حيث يؤكد لنا على أنه قبل أن يستأنف أي عمل روحاني للفتاة يقوم بعملية حسابية يتلو فيها كلمات مبهمة “لغة مالين لمكان” على حد قوله وذلك من أجل تشخيص المشكل وحتى وإن لم تعاني من مشكل فإنه يصر على أن الفتاة تعاني من “التابعة” أو “لعكس” كي يستفيد منها قدر المستطاع.

نطلب منها –يضيف محماد- قطعة ثوب من ملابسها أو صورة لها حيث يتم خلطها ببخور مكون من أعشاب غريبة بالاضافة إلى قفل ومرآة وشموع ملونة وماء الشتاء من أجل فك “لعكس والتابعة” و يكون ذلك مقسم على عدة حصص وكل حصة بثمن “الفتوح” إلى غاية بلوغها المراد و “كيجيب الله التيسير”.

إلهام ..”الله ينفعنا ببركة الشريفة ويبلغنا المقصود”

أما إلهام “اسم مستعار” فتحكي لنا عن  تجربتها مع إحدى العرافات التي كانت ترتادها لمدة فاقت الستة أشهر  والتي كانت “تفوسخها” على حد قولها بعدد من الاعشاب كــ “السالبة” و “الجالبة” والعديد منها بالإضافة إلى تلاوتها لكلمات غير مفهومة “لغة مالين لمكان” كما شرحت إلهام” ، وكل ذلك من أجل جلب خطيب والتعجيل بالزواج .

وأضافت إلهام أنها ستواصل حصصها الروحانية مع العرافة التي أوهمتها بالدليل القاطع أن العديد من الفتيات تزوجن عن طريق وصفاتها و أعمالها الروحانية مضيفة “الله ينفعنا ببركة الشريفة ويبلغنا المقصود”.

عزيزة..”شايلاه الالة عائشة البحرية”

عزيزة تبلغ من العمر 39 سنة تشتغل بإحدى المؤسسات العمومية تحكي لنا عن تجربتها مع “لالة عائشة البحرية” حيث أنها تواضب على زيارة ضريحها المبارك على حد قولها .

وتسرد لنا عزيزة قصة صديقتها   التي تزوجت مباشرة بعد أن تبركت من ضريحة “لالة عائشة البحرية” بعد أن فقدت الامل في الزواج خاصة وأنها تجاوزت الاربعين سنة .

وتحكي لنا عزيزة عن طقوس زيارة الضريح الدقيقة والخاصة من أجل بلوغ المراد والمتمثلة في أداء واجب الضريح أو كما أطلقت عليه بــ “الفتوح”، واجتماع الفتيات حول إناء مليء بخليط مكون من الزهر والحناء والماء والقرنفل، حيث يمررن من الخليط على خصلات شعرهن وتأخذن كمية منه وتكتبن إسمهن و إسم فارس أحلامهن على حائط الضريح.

وبعد ذلك -تضيف عزيزة- تأتي مرحلة الاستحمام بعد أن تكون قد اقتنت مشطا واشترت ماء من بئر مجاور للضريح حيث تنزع ملابسها بقبو قريب من هذا الاخير وتستحم بماء البئر وتمشط شعرها بالمشط و ترميه  وملابسها الداخلية خلف ظهرها وبذلك تكون قد تخلصت من “التابعة” التي كانت تمنع عنها قدوم فارس الاحلام.

وأكدت عزيزة أنها على ثقتة تامة بأن “لالة عائشة البحرية” ستجلب لها العريس الذي تأخر عنها وأنها متفائلة جدا من خلال تجربة صديقتها و من خلال بعض القصص التي تروج بين مرتادي الضريح خاتمة قولها بـــ ” شايلاه الالة عائشة البحرية”.

سعاد..”التفوسيخ باللدون” بسيدي عبد الرحمان “مول المجمر” للتخلص من “التابعة”

وإذا كانت “لالة عائشة البحرية”  تنفرد بطقس كتابة الأسماء بالحناء على جدار الرغبات المقدس والاستحمام فإن ضريح الولي عبد الرحمان بو المجامر يتميز هو الآخر بطقس “التفوسيخ باللدون” (إبطال مفعول سحر التابعة والعكس من خلال التبخر ببخار الرصاص المصهور) وهو طقس حسب “الشوافة” سعاد  يمثل حصة للتشخيص تستدل من خلالها  قطعة رصاص في إناء معدني وبعد دقائق يتحول اللدون إلى سائل ثقيل،تفرغه في اناء ماء  لتحدد نوع  الاصابة و العلاج بعد ذلك فوق نار موقدة تضعه سعاد بين رجلي الفتاة المنتصبة وقوفا فيتصاعد منه بخار الذي يعتبر مبطل للعكس و التابعة.

وتضيف سعاد أنها تأخذ قطع الرصاص بعد ان تكون قد وضعتها في ماء بارد، لتقرأ في ثقوبها ملامح مستقبل الفتاة، بعدها يشترط على الفتاة أن تغتسل في الخلوة بماء سبع موجات وخلال طقس الاغتسال يسيل الماء المطهر منحدرا عبر قناة صغيرة ليعود إلى البحر محملات “التابعة” و”العكس” فتطمئن الفتاة إلى  كون “التابعة داها البحر” وأنها تتزوج عما قريب.

الفيزازي.. لا يلجأ إلى السحر والسحرة إلا من لا دين له أو إلا من هو جاهل بدينه

وفي اتصال بالشيخ الفيزازي أكد على أن أعمال السحر و الشعوذة من أعمال الشياطين والجاهلية والتي جاء الاسلام لمقاومتها ومحاربتها بشتى الطرق الناجعة و الناجحة، حيث أن حكم الاسلام على المشعوذ أنه كافر بالله عز وجل بنص من القرآن الكريم، والساحر فالاسلام يقتل من قبل السلطان ضربا بحد السيف وتقطع رقبته كما قال عمر ابن الخطاب رضى الله عنه.

ويضيف الشيخ الفيزازي على أنه لا يلجأ إلى السحر والسحرة إلا من لا دين له أو إلا من هو جاهل بدينه وجاهل بمقتضيات أحكام الاسلام وعلى هذا الاساس فإنه يجب أن يُعلّم و أن يوعض و ينبه و أن تقام عليه الحجة لأن الناس في الغالب يقومون بهذه الاعمال جهلا منهم وذلك جلبا لمنفعة أو دفعا لمضرة ويلجأون لغير الله الذي قال ” ادعوني استجب لكم”.

وأكد الفيزازي أن العديد من الرقاة الشرعيين يغرف في الدجل والشعوذة والكذب والافتراء على الناس من أجل أكل أموال الناس بالباطل وذلك استغلالا لجهل الناس بدينهم واستثمارا في آلامهم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد