الشبيبات الحزبية تعيد رسم خارطة طريق العمل السياسي والحزبي لما بعد الخطاب الملكي

تفاعلا مع مضامين الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس، يوم الجمعة الماضي، أمام أعضاء مجلسي البرلمان، بمناسبة ترؤس لافتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية العاشرة، والذي اكد على ان “المرحلة الجديدة تبدأ من الآن، وتتطلب انخراط الجميع، بالمزيد من الثقة والتعاون، والوحدة والتعبئة واليقظة، بعيدا عن الصراعات الفارغة، وتضييع الوقت والطاقات”، أكد عدد من اعضاء الشبيبات الحزبية على ان الوقت قد حان لإنخراط الجميع في الشأن السياسي من أجل قطع الطريق عن كل الممارسات السياسية والحزبية التي كانت السبب في أزمة الثقة التي تعيش بلادنا في العمل السياسي والحزبي، والعمل على تصحيح المسار الديمقراطي القادر على تعبئة الجميع وراء خارطة الطريق التي رسمها الملك محمد السادس من أجل وضع المغرب ضمن مسار ديمقراطي تنموي يبوئه المكانة التي تليق به.

وأكد المتدخلون في الندوة التي نظمتها المؤسسة الإعلامية المصدر ميديا، على ان الوقت قد حان من اجل إعادة التفكير في أساليب وطرق التدبير العام، وصناعة التغيير من خلال ضبط مداخل الإصلاح الحقيقي القادر على خلق القطيعة مع كل الممارسات التي ظلت ولزمن تعيق حركة الفعل الشبابي، وتدفعه إلى إختيار طرق بديلة للتعبير عن مطالبه السياسية في قوالب إجتماعية وإقتصادية.

وفي هذا الإطار أكد أيوب اليوسي، الكاتب الوطني للشبيبة الحركية، أن الشباب المغربي اليوم مطالب بالدخول في رهان الانتخابات للمساهمة في التغيير والدينامية التي يشهدها المجتمع، وأن التنظيمات الحزبية مدعوة اليوم إلى الانفتاح أكثر على جمعيات المجتمع المدني وذلك من أجل إعادة الثقة للشباب في العمل السياسي.

وأضاف الكاتب الوطني للشبيبة الحركية، أنه حان الوقت لإعطاء الفرصة للشباب ليقول كلمته ويساهم في الرهان الأكبر الذي فتح أبوابه الملك للتوجه نحو إرساء دعائم نموذج تنموي جديد يراهن اليوم على ضرورة تسطير رؤية واضحة المعالم يقودها الشباب، من خلال ضرورات الإنفتاح والبحث عن إرساء ميكانيزمات إلتقائية تذيب الحدود الفاصلة ما بين العمل السياسي والمدني وتجعل من الجميع شركاء في صناعة مسار السير نحو النموذج المأمول.

وفي ذات السياق، أوضح عادل الصغير، عضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، أن هناك جهات تسعى إلى تبخيس العمل السياسي في المغرب لعدم انخراط الشباب في عملية التغيير، وأن الوقت قد حان لإعادة الثقة للعمل السياسي والحزبي، من خلال الأخد بيد الشباب وفتح منافذ التفاعل الإيجابي مع مطالب الشباب من خلال تحقيق إرساء دعائم تحقيق الديمقرطية داخل الأحزاب وخارجها قبل التفكير في تقديم الأجوبة عن الأسئلة التنموية التي تبقى بدورها أسئلة مهمة لكن بعد تحقيق دمقرطة قادرة على وضع الأسئلة التنموية ضمن سياق مشترك يفتح سبل النقاش الجاد والمسؤل.

ودعا هشام الدفلي، عضو المكتب الفديرالي لحزب الأصالة والمعاصرة، الشباب إلى الانخراط في الفعل السياسي وذلك لإعطاء إرادة للممارسة السياسية والإعلان عن قطيعة مع الماضي، مشددا على أن التغيير الحقيقي يحصل عند إشراك  الشباب في  كل تفاصيل العمل السياسي والحزبي وتقلدهم على قدم المساواة للمناصب ذون ميز في السن ولا منع بدعوى عدم القدرة أو قلة الخبرة.

وأوضح الدفلي على ان الشباب قادر على الإنخراط في المرحلة الجديدة التي دعا إليها الخطاب الملكي، وتحمل مسؤولية المشاركة في إرساء دعائم النموذج التنموي الجديد، مشددا على ان الشباب مطالب اليوم بالتشمير على يده بعيد عن منطق الإنتضارية والإتكالية، من خلال الإنخراط الجاد والتعبئة المسؤولة للقطع مع الممارسات التي أضاعت على بلادنا الكثير من الوقت والجهد للحاق بركب الدول المتقدمة.

وبدوره أكد محمد نوفل عامر عضو المكتب التنفيذي للشبيبة الإستقلالية، أن ازمة الثقة في العمل السياسي والحزبي هي أزمة بنيوية نتيجة لتراكمات مراحل سابقة، وان أي محاولة للخروج من الأزمة تفترض الإيمان الحقيقي بضرورات بناء مشروع ثقة مجتمعي حقيقي تقوده مؤسسات ديمقراطية حقيقية سواء داخل الأحزاب او خارجها، مسنودة بعمل مؤسسات الأسرة والمدرسة والمجتمع بكل مكوناته لتحقيق الأمل المنشود من المرحلة الجديدة.

ودعا عامر إلى إحداث صندوق وطني لتمويل مشاريع الشباب إنسجاما مع مضامين الخطاب الملكي الأخير، بعيداعن التمويلات الأجنبية التي تخفي وراءها خلفيات  وأجندات تحكمية، وكذا خلق أنساق جديدة قادرة على إحتواء الشباب ومطالبهم وصناعة التغيير بالشباب ومن أجل الشباب.

كما شدد إسماعيل الحمراوي عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والإشتراكية، على ان الشباب خزان لا ينضب لصناعة الأفكار وقيادة التغيير، وان الوقت قد حان من اجل فتح الباب لإرادة الشباب وحماسه الذي يحتاج إلى التعبئة من إجل الإنخراط الفعلي في المشروع الجديد.

وأوضح الحمراوي أن الشباب بدوره مدعو إلى ضرورة الإنخراط في العمل الحزبي، و”تقطيع الصباط” بعيدا عن عقلية الإنتضارية والإنتهازية، والأمل في تغيير الواقع بفعل فاعل، داعيا الشباب إلى ضرورة الإلتفاف حول المشروع التنموي الجديد كركيزة أساسية للنموذج التنموي الجديد لحل العديد من المعضلات الاجتماعية والاقتصادية وإرساء عدالة مجالية يمكنها تحقيق استدامة النموذج الوطني في الإصلاح وفي الاستقرار.

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد