الشاعرة فتيحة لمين: الشعر بالمغرب يعرف صحوة جديدة في غياب سياسة ثقافية وطنية حقيقية

فاتحة لمين، شاعرة مغربية، إصداراتها الشعرية تحمل عمقا دلاليا لا يستطيع شخص عادي أن يعتمر في عالمها الشعري، نصوصها الإبداعية تستدعي الغوص في مفاهيم تأويلية، لها دواوين شعرية متعددة ، منها ديوان “صرخة حرف”، وديوان قالت لي أمي”، كما سيصدر لها ديوان آخر لاحقا بعنوان “ظمأ تحت الصخر”.

المصدر ميديا التقت بالشاعرة المغربية، فاتحة لمين، وأجرت معها الحوار التالي:

– ماذا يعني لك أن تكوني شاعرة؟

أن أكون شاعرة يعني لي أن أحقق حرية بمعناها الوجودي العميق وأحقق ذاتي إلى أبعد نقطة وجودية ممكنة.

– ما هي أهم الروافد التي ساهمت في تكوين عالمك الشعري؟

من أهم الروافد المساهمة في تكوين عالمي الشعري والإبداعي، الموروث الأدبي القديم والحديث إضافة إلى تجارب الحياة، والفلسفة، والصوفية، والثقافة الشعبية، والتراث، فتفاعل كل هذه الروافد والمزج بينها يجعل الشاعر يخرج برؤية جديدة للشعر كما يقول أدونيس:” الإبداع الشعري وسيلة لاكتشاف الإنسان والعالم”.

– كيف ترين واقع الإبداع الشعري بالمغرب؟

واقع الشعر بالمغرب يتجلى في غياب النقد الذي يرقى بالنص وصاحبه وبالقارئ أيضا، كما أن الغموض يستنزف لغة القصيدة ، مع العلم أن الشعر بالمغرب يعرف صحوة جديدة نجحت في تشجيع الشعراء والتعريف بإبداعاتهم من خلال مهرجانات وجلسات شعرية وصالونات أدبية، كما أن نفخ روح التجديد في القصيدة ساهم في الارتقاء بها.

– ما سبب اختيارك لعنوان صرخة حرف في ديوانك الشعري الأخير و لماذا تيمة البوح تحضر فيه بقوة؟

الصرخة مؤشر عن ولادة وخروج إلى الوجود، لذا تم اختيار هذا الاسم تيمنا وتعبيرا عن ميلاد جديد لحرف ظل حبيس الذات، وتيمة البوح حاضرة بقوة لأن البوح هو كنه الشعر ومصطلح الحرف كان يتلون بتلون تيمة القصيدة فنجده اتخذ معاني كثيرة ومتعددة .

ديوانك الشعري الثاني ، “قالت لي أمي” هو رثاء لوالدتك رحمها الله، حديثنا عن هذه التجربة في مسارك الإبداعي

الديوان الثاني قالت لي أمي تجربة جديدة في مساري الإبداعي بعد فجيعة الموت التي اختطفت مني أغلى ما أملك، فجاء هذا الديوان ليؤرخ هذه التجربة ولإفصاح عن مشاعر تضاربت وتمخضت بدواخلي حيث اتخذ فيه البوح منحى آخر.

– ماذا عن جديدك الشعري ظمأ تحت الصخر؟ حدثينا عنه

بخصوص ديواني “ظمأ تحت الصخر” كان يعرف لمساته الأخيرة .. لكن وفاة والدتي كان سببا في نظم قصائد شعرية في الموضوع مما سرع بصدور ديوان “قالت لي أمي ” و تأجيل الثاني “ظمأ تحت الصخر” وصدوره هي مسألة وقت فقط.

– ماهي رسالتك للمسؤولين عن قطاع الثقافة بالمغرب؟

يجب دعم المشاريع الثقافية في مجال الكتاب و النشر، فبالرغم من الجهود المبذولة مازال المجال يعاني من اختلالات بنيوية تتمثل في غياب ناشرين محترفين و غياب سوق الكتاب و شح القراء، كما يجب تشجيع و دعم المؤسسات المعنية بالثقافة لتقوية النقاش الثقافي و الإنتاج النقدي و الإبداعي، لإن الثقافة المغربية لا تزال تراوح مكانتها في غياب سياسة ثقافية وطنية حقيقية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد