حوار الاربعاء / سلسلة حوارات في مجالات متعددة تنشر كل يوم اربعاء يفتح من خلالها النقاش مع العديد من الأسماء الشاهدة على وقائع وأحداث مهمة.
حوار الاربعاء في حلقته العاشرة مع الساعرة ابتسام اسماعيل الصمادي نالت الإجازة في الادب الانكليزي عضو برلمان سابق ولجنة المرأة في الاتحاد البرلماني الدولي عضو اتحاد الكتاب العرب صاحبة صالون الثلاثاء عضو منتدى الفكر العربي في عمان معها حوار الاربعاء :
س : يوم 24من الشهر الجاري مقرر لتكريمكم وتسليم جائزة توليولا الايطالية العالمية في مجلس شيوخ الجمهورية لماذا رفضتي الحضور ؟
ج : أعلنت رفضي الذهاب لتسلمها استنكاراً لانضمام ايطاليا الى نظيراتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا في تضامنهم مع ( اسرائيل) وحربها على شعبنا في غزة وقطع كل سبل الحياة عنها إضافة الى قصفها المتكالب حتى على المشافي وأطقم الإسعاف. وكنت قد اعلنت ذلك علناً في امسيتي في اتحاد النخب والأكاديميين العراقيين .
س : الشاعرة د.ابتسام من الإجازة في الادب الإنجليزي إلى الشعر العربي ماهذا التحول ؟
ج : أحتمي بانتمائي وعشقي
أرطن بالإنكليزية وأعشق بالعربية
عاشقة أنا من مرصد روحي حتى آخر خطوة هاربة من حدودي
مسيجةٌ بالانجراف القومي ،ومحصنة بتعويذة هذا المارد الأسمر الذي يحاولون اغتياله في كل مكان .
أنّى ذهبت أجده قد سبقني
فأعدو إليه كما يشاء
منحوتةً بالصخر كالبتراءِ لا حدٌّ يُصابحني
أو يعتري وجهي مساء
شاميةً كالتوت في ذوبانه
بدويةً كالماء
نعم درست ودرّست الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق ،وحتى الدكتوراه أنجزتها باللغة الإنكليزية لكن لا أكتب الشعر إلاّ بالعربية ،فاللغة العربية لغة شاعرة بحدّ ذاتها كما يقول العقاد وأنا من قبل أحبّها وأحترمها،فلا تحول ولا تغيّر ،درست الأدب الإنكليزي لأحصل على نافذة أكاديمية أطلّ منها على آداب الغير ،أولاءك الذين تأثروا بشعرنا فيما مضى وأدخلوا بعضه في نسيج إبداعهم.
س :لكل شاعر طقوسه لميلاد القصيدة ماهي عند د.ابتسام طقوس الكتابة؟
ج : أحياناً أكتب بمحض احتراق.. وأحياناً بمحض صلاة.. لايوجد وقتٌ،أو مكان محدّد للكتابة؛لأنّك لاتعرف متى تباغتك اللحظة.. عليك اقتناصها،والا تلاشت،فلربما تصعب العودة إليها،أو بالأحرى تعود بشكل آخر على غير الاحتمال الّذي يداهمك في المرة الأولى،فخروجك من القصيدة كان يعني لي باباً آخرا، والآن يفتح باب قصيدة أخرى. أحياناً أكتب في المكتب،في السيارة ،في الطريق إلى العمل،في المطبخ،وأحياناً تستعصي عليّ فأتركها على مضض عسى تلمّني وتكتبني.. المكان لايهمّها إطلاقاً؛لأنّها ببساطة عفوية غجرية،لا تعي أصول(الاتيكيت) التي تعرف.. تريد الخروج متى شاءت دون موعد مسبق.. فتأتيك حافية القدمين،بلا أصبغة.. فارعة القامة.. هجوميّة.. تخبط بابك بيديها الاثنتين.. لاتعرف جرساً أو (انترفوناً) ،فتفتح لها مبتهجاً ،وتقوم عندئد بأصول الاستقبال،وغالباً ماتعيش حالة كبجماليون،فتبدأ بتهذيبها وتشذيبها،وهي الهاربة من غابات روحك الغضة، فتنصاع لها بحب فطري،تغضب منها أحياناً،وتغضبها وتبكيها،وتجد نفسك بالنهاية أمام شيء مبهر يبكيك ويفرحك بنفس القدر.
س: لديك قصائد عن الواقع العربي وفلسطين خصوصا ماذا أعطى الشعر لفلسطين وقضايا الأمة ؟
ج : أظني بك تقصد الشعر الملتزم بقضاياالشعوب أو لأقلْ الشعر الوطني ،حقيقةً يبقى تأثير الشعر على مسارات الحياة والقضايا المصيرية أمر يخضع للنقاش، وتؤطره مجموعة احتمالات مفتوحة تحتمل آراء متضادة، خاصة مع مدى قسوة المشاهد التي صدّرتها الثورة السورية من قبل ، وأصدرت معها شهادة وفاة لضمير الإنسانية، وتتصدرها الآن ثورة السابع من اكتوبر والحرب على غزة ،وبرغم اشتعال العالم بالرفض والاستنكار والمسيرات على المستوى الشعبي نرى المستوى الدولي الرسمي على ماهو عليه استراتيجياً .ونحن على الرغم من قناعتنا بأن الطغاة لا يتأثرون بالشعر، لكنه حتمًا يؤثر في حالة الحراك؛ لأنه ينضح من الوجدان الشعبي، فهو أولا وآخرا يُعدُّ أحد أدوات توثيق اللحظة البشرية، ورفدها بأبعاد إنسانية جمالية، تسهم في نقل الذاتي إلى الحيّز العام، بينما لا نعطي الشعراء الذين مازالوا يتسولون على موائد السلاطين والقتلة شرف هذا اللقب. أخيراً الشاعر الأندر هو من يستطيع أن يجعل من الشعر هذة العجينة اللينة أداة ثقافية ،فنّية ،ثورية .
س : في ظل عالم يتهافت على الفراغ في التكتوك والانستغرام اي مكانة للشعر ؟
ج : العالم اليوم استولى عليه التافهون دون أن يطلقوا رصاصة واحدة ، كما يقول آلآن دونو الكاتب والعالم الكندي، ووسائل التواصل هذة مع أنها تقدم بمعظمها الفراغ كما تفضلت لكن لها إيجابيةَ أن تسوّق الغث والثمين معاً وأنت من يختار البضاعة المناسبة .لا سيطرة أبدا على المدخلات ولا المخرجات الفائضة من هذه السوق الاستهلاكية الكبرى ،التي تمضغ وتتقيأ إنسانيتنا لكن عندما تصل الأمور إلى خواتيمها تقف لتتأمل بكل الأشياء من حولك فهناك البنّاء الذي يبني بيوتاً للناس، وهناك من يصنع لهم ملبساً ومأكلاً، وراحلة وعلما وتكنولوجيا ووو.. ولكن السؤال: مَنْ يشق الحلم؟ ليعرض الرؤية،ويوسع الأرض،مَنْ يبني ملجأً للجرح ؟مَنْ يعطي للبلاد لوناً،وللأطفال لهواً وسذاجةً،مَنْ يزيل الغيوم من درب الأفق؟ لترتاح الطّيور والطّائرات،مَنْ يدفع الأرض على الاستمرار في الخضرة والبهاء،ويزرع النعناع،والزعتر الأخضر في كتب المدارس الابتدائية ويحرس شروق الشمس خشية أن تأخذها غفوة ،مَنْ يمنع جفاف الأنهار،ويحلّي ماء البحر؟ ويعكّر صفو الجشعين إنّه الشّعر..
س : يقال إن الشعر الفصيح اندثر مع الشعر الحر هل هذا صحيح ؟
ج : تقصد الشعر الكلاسيكي شعر العمود ،
إطلاقا لا …ولن، القصيدة العمودية اليوم تقشّر جلدها وترتدي أبهي حللها المتجددة والمحمّلة بالعديد من المحمولات الحداثية المبهرة.
وانا لست متعصبة لأي لون أو مدرسة شعرية ، أميل إلى الاجتهاد الذي يقدم الجديد الأصيل وليس المستورد الذي يقطع صلته بعزوته وجذره بل يحافظ على مشيمته لاستثمارها في الخلايا الإبداعية الجذعية .
في الإبداع أترك للقصيدة أن تختار الثوب الذي تريد لأن شكل القصيدة هو الزيّ الخارجي ،فهي كالأنثى تُبدع باختيار ما يليق بها .فإن اختارت التقليدي من العمودي، أو التفعيلة ،وإن أرادت فرط مسبحة العمود ،أو أن تشُق الثوب وتخرج منه حافية للنثر تدوس على زجاج التفاعيل والقوافي فهذه مسألة تخصها بالاختيار، وعليّ أنا أن أُفصِّل على رغبتها ما دامت تترك لي الشحنة العاطفية والفكرية، بمعنى آخر تترك لي مادة تكوينهاالأوليّ ألا وهي الشعرية ،فهذه المادة هي المكوّن الحقيقي للشعر وليس الثوب الخارجي،بالمناسبة البعض يستسهل الكتابة فيهرب الى النثر وأنا أرى أن الشاعر اذا لم يكن متمكناً من أدوات الشعر فإنه لن يُبدع لا نثراً ولا شعراً في القصيدة المزمع إنجابها٠بالنهاية الشعر ككل الطيور وجهته الدفء والحرية، النثر منه يطير بعيداً في كل الاتجاهات أماّ الشعر فيحمل موسيقاه ويحلّق شاقولياً كالنسور في وطن الأعالي. أظن حمزاتوف يقول شيئاً مشابهاً لا يستحضرني تماماً .أما السؤال الأهم برأيي كما ورد في مجموعتي الأخيرة( والشوق شأنك) التي فازت بجائزة توليولا الإيطالية العالمية : في زمن أغبر تٌطعن فيه المنظومة الأخلاقية الجمعية للبشرية يخرج السؤال الكبير : هل من إبداع عظيم يتخطى الحدود ويتمركز في البقاء الأسمى لمخزون حضاري يرقى أن يكون إنسانياً وكونياً؟! ذلك لأنك لا تستطيع أن تلغي التجارب الإبداعية مهما كانت ولن .
س : إلى جانب الادب ولجتي الميدان السياسي كيف تنظرين للجروح العربية؟ وهل من وصفة للعلاج؟
ج : الوصفة الوحيدة المجدية هي الوعي .
أنا سئلت هذا السؤال كثيرا وأراني مضطرة إلى إعادة الإجابة :الشعر هو حبيبي الذي أُزفُ إليه والسياسة هي ابن عمي الذي ينزلني عن الفرس .
كل ما يدور الآن على المستوى العربي والعالمي يعمل بمنطق الكامرا القديمة التي تاخذ الصورة مقلوبة فتحتاج إلى غرفة سوداء للتحميض لتظهر على حقيقتها واقعاً لا مقلوبا نحن أمام سيناريو محكم للخروج بنموذج مرعب لما اسميه بموت الشعوب وهذاالنموذج هو بالحقيقة رسالة للعالم العربي وقبله الاسلامي وما هو حاصلالآن أن أحد أسباب الأزمة هو هبوط الجميع إلى كرة قدم بين الأرجل السياسية فترفع المثقف كي لا يتدحرج رأسه وانكفأ على نفسه ليكون هو الخطاب والزمن الضائع .طبعا أقصد المثقف الأصيل وليس السلبي لأنه يوجد مثقف سلبي وهذا النوع هو الأخطر .
س : لديك تجربة في البرلمان هل فعلا هذه الغرفة في الوطن العربي مجال للتشريع وهل لدى الاعضاء وعي ثقافي بذلك ؟
ج : هذا السؤال يستكمل دائرة ما سبقه من سؤال هام . غالباً ما كنت أجلس تحت القبة وأتأمل كثيراً كيف يتكاثر النفاق والخبث السياسي،أستطيع القول أن هذا الموقع هو الأهم على الإطلاق لمن يعي، وإلاّ لما وضع على رأس السلطات الثلاث،لكن في بلداننا العربية لا يوجد انتخابات حقيقية،يمكن الحالة الديمقراطية الوحيدة التي عشتها أنا كانت عندما انتُخبت بشكل حرّ في الاتحاد البرلماني الدولي في لجنةالمرأة .
أي برلمان في العالم يا محاوري العزيز هو مصغّر عن بنية أي بلد هناك المثقف والمتنور هناك المتعلم ، والجاهل والشريف واللص وال… وال… الخ
وما أصبو اليه بل أحلم به وأدعو إليه هو مؤتمر عربي تاريخي تأسيسي لوضع استراتيجية للنهوض عبر المؤسسات التشريعية تلتزم بمخرجاته جميع الدول العربية بحكامها وشعوبها ضمن عقد اجتماعي محدد ومدروس.
اعطني دولة عربيةالى الآن لم تتحطم أو تُخّرب سواء بفعل الزلازل الطبيعية وغير الطبيعيه، أعني بغير الطبيعية حرب الأنظمة الحاكمة على شعوبها أو بفعل التطبيع ، وهذا الأخير لا تستهينوا به أنه سوس الخراب الذي لا يبقي ولا يذر ، يترك الشعوب في فقر وفساد وأفق مسدود ، ينخر البلاد والعباد حتى تصل الى مرحلة الكيان الهش الذي يحتاج فقط الى نفخة هواء لينهار أرضاً ويتبعثر تشظياً . إن وطننا العربي بعد اليوم يحتاج الى عشرات السنين للنهوض ،فمنذ عشرات السنين وهو عرضةللتسوس والاختراق والتفتيت.وذلك بفعل الانظمة الفاسدة التي رُكبت له بعد الانتدابات ،وهذه الأخيرة انسحبت وأبقت على خيوط من وضعتهم، بيدها .نحن بحاجة الى هيئات مستقلة تعمل على تنفيذ مشروع نهضوي وحدوي قومي، نحن الشعوب العربية ليس لنا مشكلة مع بعضنا البعض ،تجمعنا الثقافة المشتركة والتاريخ والجغرافيا والأديان والإرث الواحد والربيع الواعد ،مشكلتنا فقط مع من تآمروا علينا وعلى ثرواتنا وبددوها .نحتاج وقفة مع الذات ،نحتاج وعياً جديدا من أجل انتاج هذا المشروع. على الشباب اتخاذ اجراء يجعل أي زعيم يحسب حسابا قبل أن يقدم على التطبيع وعلى المثقفين والاعلاميين العمل على بث الوعي وروح المبادرة .
س-انت عضو اتحاد كتاب العرب هل ساهم في التأليف؟ وكيف تنظرين إلى الاطارات العربية للكتاب ودورها اتجاه الكاتب ؟
ج : جميعها منظمات تخضع لصاحبها الذي يموّل وينتج ويُخرج ،والشعوب الآن تحت خط الفاقة ،عندما تقف هذه الشعوب على شفرة المفاضلة بين الرغيف والكتاب فإنها ستختار الرغيف حتماً ولا ملامة بذلك .الرغيف يعطيك العيش والكتاب يهديك الحياة .
نحيا بلا عُمر فأين حياتنا
يا كم يزغرد مأتمٌ بزفاف
يا نبلَ ما غطّى السكوت أعزةً
يا ويل ما صاح المُعَذّبُ : كافِ
هذي بلاد أسقطوا شرفاتها
والقبو يُخفي لعنة الأسلافِ
تبدو بيوتاً والنوافذُ غربةٌ
وبدون إجراءٍ لجوؤك وافي
يَطأُ الغريب مطار جرحك ناعلاً
في أحمر السجاد أنت الحافي
س: في ظل عزوف المواطن العربي عن القراءة كيف في نظرك تصالح المواطن مع الكتاب ؟
ج : لم يتصالح
لا تسألوا من أين يغشانا الردى
خطر التساؤل في الجواب الشافي
س: انت صاحبة صالون الثلاثاء حدثينا عن التجربة ؟ وهل حققت أهدافها ؟
ج : في كتابه عن صالوني (صالون الثلاثاء) و ( الصالونات النسائية الأدبية في العصر الحديث) ذكر الأديب المؤلف عيسى فتوح أن إعادة إحياء ظاهرة الصالونات الادبية وبخاصة النسائية يعتبر عملاً رائعاً وجميلاً ومفيداً للحركة الأدبية والثقافية في العالم العربي وأنا أتبنى هذا الرأي باعتبار أن لهذه الظاهرة امتداد في التاريخ العربي والاسلامي إذ أنها لم تكن وقفاً على الرجال فحسب بل إن المرأة العربية في مكة والمدينة والقاهرة وبغداد ودمشق والأندلس شاركت في هذه الصالونات وسعى إليها الشعراء والأدباء ورجال الفكر وكانت المرأة بذلك سباقة الى تأسيس الصالونات الأدبية .
وأنا أسوق هذة اللمحة التاريخية وأضيف بأن سكينه بنت الحسين مثلاً هي أول من جمعت علية القوم في لمّة ثقافية أشرفت عليها بنفسها وتبعتها النساء العربيات وبعدها الأوروبيات في الصالونات المعروفة تاريخياً … من هنا اسست آنذاك صالوني واسميته بالثلاثاء تيمناً وإكراماً لمي زيادة التي سبقتنا في منارتها المشعة بالأدب والفكر . فالمرأة إثبتت نجاحا تاريخيا عندما أحضرت المجتمع الكبير إلى بيتها الصغير .
س : كيف تنظرين للإطارات الفكرية بين الرسمية والغير حكومية ؟ وأيهما في نظرك يحقق الاهداف ؟
ج : الإطارات الفكرية الرسمية ، معدّة مسبقا وإستراتيجياً لخدمة الأيديولوجية الحاكمة ،فإذا كانت بيد المؤسسات الحكومية التي تقوم عليها فلا بأس بذلك، أما إذا كانت بيد فئة واحدة منتفعة فلا أجد لوجودها جدوى ،أما غير الحكومية فتكون أوسع أفقاً ورؤية نظراً لتعدد مشاربها شرط أن لا تساق بأيد غير مجتهده لأنها غالباً ما تفقد مع الزمن خاصية تطورها نحو الحداثة والاستدامة والمواكبة .وتقع في الفوضى غير الخلاّقة.
كم كنّا يا محاوري أبرياء لا سياسة تشوهنا ولا أقتصاد يهزنا !!
كنّا نتأمل كيف المسافر الأجنبي يُكرّم ويختال تيهاً في مطاراتهم بينما ندخل نحن أكشاك الشك وطابور الوهم والهدر ونُصاب بالإحباط لأننا فتحنا صنابير مائنا و قلوبنا ومدارسنا وجامعاتنا للقادمين من الماء الى الماء …وكنّا نصيح كيف لغرباء أوروبا أن يلتقوا ولا يزرعوا في أحداقنا الدمع ولا يتركوا في حلوقنا الغصّة ؟؟! كم نحن أبرياء ، مقطوعين من شجرة!!
كنّا نشعر بالغيرة وبالحزن المقيم عندما قامت الوحدة الأوروبية وسرى اليورو بين أيديهم .ونحن حينذاك نتساءل لماذا لا يسري النقد العربي الموحّد بين أيدينا؟ تصوّر!!!
كناّ نرى أن القادم أخطر والمشروع ينتقل الى مرحلة جديدة وإلى طريقة أخرى من الأداء والإخراج ، كُرّس لهما الكثير من الجهد والمال وكنّا نامل أن نهرول نحو بعضنا البعض للعمل على مشروع نهضوي ونتحصن برؤية مشتركة أو حوار مشترك ، على الأقل بين البلدان المتجاورة أو المتصاحرة أو المتشاطئة لننسج سجادة من الأحلام ،نصلي على اهدابها أيام ! !بالله عليك هل يوجد أغبى منّا في هذا الكون ؟!
المصدر ميديا : المحجوب الأنصاري