السيفا: عاصمة الملوخية بتافيلالت + فيديو

لم تكن الطريقة المعبدة على ضيقها، لتنبأ عن وجود حلم يسكن في عمق تافيلالت، على جانب الطريقة ترامت مساحات شاسة من النخيل، اعتكف فلاحو المنطقة على سقيها، وزاعة الفدادين الصغيرة على شكل زرابي خضراء.

طرق ضيقة، حرارة مرتفعة، أطفال يغازلون كل سيارة تمر من جانبهم ملوحن لها بأيديهم، نسوة بمناديل سوداء تغطي معالمهن، ودكاكين بسيطة البناء متعددة المقتنيات….

مع نهاية الطريق المعبدة عبرنا مسالك صعبة لاشيء يوحي إلى خصوصية المنطقة غير واد موسمي، ونخيل يتيم و طرق متذبذة و عجات عربات يجرها البغالة، لتتلاوح لنا معالم الخضرة الساكنة في عمق دوار ولد في أرض تشققت الحياة فيها كزهرة برية، إنها “السيفا ” عاصمة “البامية” أو “الملوخية” المغربية.

تقع جماعة خطاطر السيفا بجهة تافيلالت، يحدها شمالا جماعة أرفود وجنوبا تافيلالت، وشرقا جماعة بني محمد وغربا القايد الرامي.

تحتضن منطقة السيفا مشروعها فلاحيا تراهن المنطقة على ان يكون رافعة اقتصادية وفلاحية، المشروع يرمي الى تحويل السيفا الى عاصمة الملوخية المغربية بعلامة تجارية دولية.

وفي تصريح للمضدر ميديا قال محمد العمراني رئيس الجماعة ” هذا مشروع جاء في اطار اتفاقية مابين جمعية أمل للخطارات الخمس والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت لبرشيدية، ويهدف هذا المشروع الى تثمين وتجويد منتوج البامية المعروف محليا بالملوخية”.

وتابع رئيس الجماعة ” الآن المشروع انطلق من جديد والملوخية غرست في هذا المكان المخصص للنبتة لكي تحمي من البرد لأنها بحاجة إلى الدفء، وسيتم تحويلها الأسبوع المقبل إلى المكان المخصص لها وهو 4 هيكتارات في أفق أن نوسع هذا المشروع بعد نجاحه”.

وأضاف العمراني ” هذه النبتة معروفة بأنها تستهلك في فصل الصيف وغرسها يكون في أواخر شهر فبراير الى أواخر شهر مارس وانتاجها سيتم في أواخر شهر ماي الى حدود شهر يونيو ، هذا المشروع يخضى بدفعة قوية للخطارات اذ ابتدأت الان في الخطارة القديمة لأنها هي التي تحتضن المشروع وأعطت الأرض والمكان الذي تضع فيه الصهريج، والان نستعمل السقي بالتنقيط ، اليوم هناك مكتب للدراسات لاعطاء علامة تجارية للملوخية الفلالية لتكسب شهرة وطنية وعالمية”.

في سياق آخر يطالب فلاحو المنطقة الوزارة الوصية و كافة الأطراف المعنية بهذا المشروع بأن تدعمهم للحد من ظاهرة التصحر والتي تعصف بالاراضي الفلاحية بالمنطقة، وفي تصريح للمصدر ميديا قال أحد الفلاحين ” نحن بحاجة الان إلى سياج يحمينا من التصرح، فالرياح الرملية بالمنطقة تحرق النبتة بعد فترة من غرسها”.