كتب : الدكتور خالد الشرقاوي السموني
تواصل الصحافة الجزائرية حربا إعلامية دروسا و حملة منسقة ومأجورة معادية للمغرب ، بشكل شبه يومي، لدرجة أن هذه الصحافة صارت تتحدث عن المغرب أكثر من حديثها عن الجزائر ومشاكله السياسية و الاقتصادية التي تتخبط فيها منذ اندلاع الاضطرابات الاجتماعية السنة الماضية ، أضف إلى ذلك تداعيات الأزمة الصحية بسبب جائحة كورونا و ما ترتب عنها من انهيار للاقتصاد الجزائري .
فقد تعودت بعض الصحف ، خاصة الالكترونية الفرنكوفونية منها ، على معاداة المغرب و مؤسساته و المس بأفراد الأسرة الملكية و محاولة النيل منها ، من خلال نشر الأكاذيب و الأخبار الزائفة بخصوصها ، عبر مقالات مسمومة مدفوعة الثمن و موجهة من أجهزة الدولة المعلومة ، بدوافع سياسية محضة ، لمحاولة التأثير على الرأي العام المغربي و تهييجه قصد زعزعة الاستقرار الذي يحظى به المغرب و التشكيك في المؤسسات .
و ما حز في نفسي و أنا أقرأ ، في الآونة الأخيرة ، بعض المقالات الفرنسية حول المغرب صدرت في عدة مواقع إلكترونية جزائرية ، تتضمن معلومات غير صحيحة و إشاعات زائفة ، لا تمت إلى الحقيقة بصلة ، تسيء إلى الوطن وإلى جلالة الملك محمد السادس و أفراد الأسرة الملكية . فعندما تقرأ هذه المقالات ستلاحظ أن العبارات تحمل في طياتها الحقد الدفين و الألغام المسمومة ، مع الأسف تكتبها أقلام مأجورة دون مراعاة المثل العليا لأخلاقيات مهنة الصحافة .
فأخطر شيء يهدد مهنة الصحافة ، هو نشر الأخبار الكاذبة و الزائفة ، و في هذا الصدد أعبر عن امتعاضي من ادعاءات بعض الصحافيين الجزائريين ، لا يهمهم البحث عن الخبر وإيصاله إلى القارئ بحيادية و صدق تام ، بل يستخدمون أسلوب الضرب تحت الحزام و يخوضون حملة غير أخلاقية و خاسرة ضد بلد جار ، عوض السعي إلى مد جسور التعاون و التقارب بين الشعبين الجزائري و المغربي و الدفع في اتجاه إرجاع العلاقات الأخوية بينهما ، كما كانت عليه قبل سنوات، بعيدا عن الحسابات السياسية ، علما بأن الصحافة كانت دائما وسيلة من وسائل التواصل والحوار بين الأفراد و الجماعات و الشعوب.
يسترزقون بأقلامهم ، يوجهون من قبل أجهزة الدولة ، أفعالهم تفتقد لمصداقية و نزاهة العمل الصحفي ، و ويوصلون رسائل سلبية إلى الرأي العام بدون خجل أو حياء .
ولذلك ، فإن نشر أكاذيب الدجالين يشكل جزءا من منظومة الفساد الذي يترعرع أيضا في البيئة الإعلامية الجزائرية ، و يساهم فيه سياسيون و أمنيون و عسكريون و غيرهم …، هؤلاء لا يظهرون في الواجهة ، فهم يوجهون الصحافة كأداة تنفيذية ، بالمال وغيره من الوسائل غير المشروعة ، للنيل من المغرب و ملكه و مؤسساته ، لكن هذه المحاولات تضل يائسة و لا تنقص من بلدنا شيئا ، مع الإشارة إلى أن مهنة الصحافة تحتم على كل مزاول لها الالتزام بمجموعة من المبادئ ، أولا صدقية الخبر ، وثانيا حيادية الخبر ، وثالثا موضوعية الخبر.
كما ينبغي أن يعلم هؤلاء و من يوجهونهم بأنه ليس هناك جهة قد تستطيع زعزعة الروابط القوية بين الشعب المغربي و ملكه و التي أساسها الوفاء الصادق المتبادل بينهما، تلك الروابط جعلت المغرب يتطلع نحو تحقيق المزيد من الانتصارات للوطن ، و المضي قدما في تشييد صرح المغرب الحديث الديموقراطي .