الساحة الفنية المغربية في 2019: “البوز” يتفوق على الإبداع

أحداث كثيرة تلك التي طبعت الساحة الفنية المغربية خلال عام 2019 الذي نودعه، منها ما هو إيجابي لاقى نجاحا واسعا ومنها ما هو سلبي أثار نقاشا وجدلا كبيرين على مدى الاثني شهرا من السنة.

في التقرير التالي، تستعرض “المصدر ميديا” أهم الأحداث الفنية التي شهدتها الساحة الفنية المغربية خلال عام 2019:

أغاني الفنانين: كم بدون كيف

إصدارات غنائية كثيرة من الفنانين المغاربة لكن بنفس قديم وبأنماط معتادة لدى الجمهور منها من أثارت الجدل ومنها من حققت نسب مشاهدة عالية على موقع الفيديوهات “اليوتوب.

ألبوم حاتم عمور “بلا عنوان” صنفه الجمهور كأحسن ألبوم غنائي لسنة 2019 واعتبروه الأفضل نظرا للأغاني المتنوعة التي يحتوي عليها والتي حققت انتشارا واسعا ونسب مشاهدة عالية.

سعد لمجرد، ورغم مشاكله مع الفضاء الفرنسي والتي لم تحسم بعد في مصيرها، أصدر عددا من الأغاني أبرزها الديو الغنائي “انساي” الذي جمعه بالفنان المصري محمد رمضان وأغنية “سلام” التي وظف فيها “المعلم” إيقاعات أمازيغية والتي كانت محط جدل واسع، اتهم فيها لمجرد بالسرقة الفنية، نظرا لتشابه كلماتها وموسيقاها مع أغنية “أگوال سوس” للفنان هشام التلمودي.

عبد الحفيظ الدوزي، حافظ على نجوميته كالعادة، وأصدر أغنية “خلوها تهضر” التي حققت نسبة مشاهدة عالية على “اليوتوب” والتي عبرها أطلق تحديا جديدا لمتابعيه عبارة عن أداء الأغنية بلغة الإشارات وتسجيلها على شكل فيديو على خاصية “ستوري” بـ “الأنستغرام” وذلك لمشاركة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الأغنية وجعلهم يستمتعون بها، في مبادرة طيبة لاقت استحسان متابعيه.

الفنانة دنيا بطمة أصدرت بدورها أغنية “ندمانة” معتمدة فيها على نمط “الراي” لأول مرة في إصداراتها الغنائية، تعاملت فيها مع الفنان إيهاب أمير من خلال الكلمات والألحان والتي أثارت انتقادات كثيرة لبعض مشاهد فيديو كليب الأغنية.

المهتمون بالشأن الفني، اعتبروا أن جل الأغاني الصادرة عام 2019 كانت حاضرة على مستوى الكم بإنتاجات كثيرة، لكن غاب عليها التنوع على مستوى الكيف والتجديد على مستوى الكلمات التي لم تعرف أي تغيير مقارنة مع إصدارات السنوات السابقة.

عودة عزيزة جلال للغناء: الظهور الأول عكس التوقعات

الحدث الأبرز خلال عام 2019، كان هو عودة الفنانة المغربية عزيزة جلال للساحة الفنية بعد غياب طويل، ففي شهر رمضان الماضي، ظهرت في أحد البرامج التلفزية  وذكر في الإعلان الترويجي له أن عزيزة ستعود للظهور الإعلامي، بعد غياب دام لأزيد من ثلاثة عقود.

وتلقت عزيزة جلال بعد مرورها في البرنامج تشجيعات كثيرة للعودة إلى الغناء وإحياء الحفلات، كان من بين أبرزها الفنانة لطيفة التونسية التي تعتبر من الأشخاص المقربين عندها، حيث كانت تلح عليها العدول عن قرار الاعتزال طوال هذه المدة والعودة للمجال الفني وذلك بسبب امتلاكها لصوت رائع ونادر، حسب تعبيرها.

وظهرت عزيزة جلال على المسرح لأول مرة بعد الاعتزال ضمن فعاليات مهرجان “شتاء طنطورة” بالمملكة العربية السعودية، حيث كان منتظرا أن تدشن عودة قوية  لفنانة كسبت عشق ملايين الجمهور العربي، لكن النتيجة كانت عكس التوقعات وخانها الصوت على خشبة المسرح، إلا أن عددا من المهتمين اعتبروا أن ذلك راجع إلى أن الفرقة الموسيقية لم تكن متجانسة ومتناغمة مع نمط جلال الغنائي ولم تحضر بشكل جيد للحفل أثر على ظهور عزيزة جلال.

خلافات وحروب بين الفنانين: إثارة “البوز” فقط ليس إلا

كان الخلاف العائلي لعائلة “الغاوي” الأبرز خلال عام 2019، والذي خلف جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وتحول إلى قضية رأي عام، وذلك بعد كلام محمد الغاوي الذي أكد فيه أنه كان مضطرا في الماضي إلى الخروج للبحث عن عمل ليساعد والده في إعالة أسرته الفقيرة، وهو الأمر الذي نفاه شقيقه عبد العالي الغاوي.

وظهر مقطع فيديو لخمسة من إخوة الفنان محمد الغاوي، يتهمون فيه أخاهم الأكبر بمحاولة استعطاف الجمهور المغربي واختلاق قصة عن فقرهم لا أساس لها من الصحة، ليرد محمد الغاوي قائلا أن ما حدث كان حيلة مفبركة من طرف أخيه عبد العالي الغاوي لتشويه سمعته.

وانتهى الخلاف بين الإخوة بجلسة صلح حضرها رجال ونساء الإعلام وأصدر أغنية تحمل عنوان “الخاوة” بمثابة نداء لإخوته من أجل الصلح ونسيان ما حدث في الماضي.

ومن بين الخلافات بين الفنانين في عام 2019، حرب شرسة بين الفنانتين المغربيتين سعيدة شرف ودنيا بطمة، بسبب خلاف بسيط انطلق من كواليس “المهرجان الدولي لفن القفطان”، حيث قالت دنيا بطمة في تصريح لها على أحد المواقع الإلكترونية على هامش تظاهرة فن القفطان إنها لا تفضل الالتحاق بالتظاهرات الفنية في الدقيقة 90، في إشارة إلى سعيدة شرف التي التحقت بهذه التظاهرة في اللحظات الأخيرة.

ولم تتأخر شرف في إطلاق تصريح مضاد تقول فيه إن اسمها كان مقترحا رفقة ابتسام تسكت قبل دنيا بطمة ولم تلتحق في الدقيقة الأخيرة كما قالت بطمة، لترد عليها بطمة من جديد بالقول: “مغنبقاش نهضر بزاف حينت إلا هضرت غنجرح بنادم سيروا سولو منظمي المهرجان”.

قضية حساب فاضح المشاهير “حمزة مون بيبي”: النقطة التي أفاضت الكأس

اختفاء غير متوقع لجميع حسابات “حمزة مون بيبي” على “السوشل ميديا”، فاجأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال عام 2019، ليذهب الأمر أبعد من المتوقع ويدخل الأمن على الخط في هذه القضية بعد استدعاء مجموعة من الأشخاص المتهمين بإدارة حساب “فاضح المشاهير” للتحقيق معهم وأخذ إفاداتهم في الموضوع.

حساب “حمزة مون بيبي”، المتخصص في فضح المشاهير والتشهير بهم، أثار الكثير من اللغط وتعالت الأصوات المنادية بضرورة الكشف عن هويته وتقديمه للعدالة، خاصة بعدما امتلأت رفوف المحاكم بشكايات المتضررين والمتضررات المرفوعة ضده.

الحساب الافتراضي الذي حظي بنسب متابعة عالية يتعقب خطوات عدد من المشاهير ويسبر أغوار حياتهم الخاصة ليتصيد أخطاءهم وينشر صورا فاضحة أو مقاطع فيديو مسربة من جهات مجهولة، ومهاجمة أسماء معروفة كالإعلامية مريم سعيد وسلمى رشيد وعمر بلمير وكريمة غيث وسعيدة شرف التي قررت اللجوء إلى القضاء بعدما تم التشكيك في وطنيتها واتهمها بالانفصالية.

السلطات القضائية بمدينة مراكش، تتابع مجموعة من الأشخاص المشتبه في تورطهم في قضية حساب “حمزة مون بيبي” من بينهم “بلوغر” ومراسل صحافي وأشخاص آخرون.

وقررت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمدينة مراكش، إحالة الفنانة دنيا باطمة على قضاء التحقيق بتهمة “الابتزاز والتشهير بالفنانين”، على خلفية قضية حساب “حمزة مون بيبي”.

البرامج التلفزية المغربية الرمضانية لعام 2019: تفوق في الدراما وإخفاق في الكوميديا

ككل سنة، تحظى الأعمال التلفزية الرمضانية التي تلقى إقبالا واسعا من طرف الجمهور خاصة خلال وقت الذروة، ففي سنة 2019 كانت المسلسلات الدرامية متفوقة من خلال مسلسلي “الماضي لا يموت” لمخرجه هشام الجباري و”رضاة الوالدة” في جزئه الثاني لمخرجته زكية الطاهيري، في حين كانت البرامج الكوميدية محط انتقاد واسع والتي لم تنل إعجاب المشاهدين لا سيما برامج المقالب “الكاميرا الخفية” التي كانت محط انتقادات واسعة والتي اعتبرها المتلقي استخفافا بذكاء المشاهد المغربي كالعادة.

إشاعات الوفاة لا تفارق النجوم

لم تسلم سنة 2019 من الإشاعات التي لاحقت الفنانين أبرزها إشاعات وفاة الفنان الرائد عبد القادر مطاع ووفاة الحاجة الحمداوية والتي لاطالما تكررت بسبب وعكتها الصحية وغيابها عن الأضواء.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد