الراهب شوماخر حين يفتح الإختلاف الديني أبواب التسامح والسلام بالمغرب

خطف الراهب بدير “سيدة الأطلس” بمدينة ميدلت، “جون بيير شوماخر” الأضواء خلال زيارة البابا فرنسيس للمغرب، كأحد اكبر المعمرين المسيحيين بالمغرب عن عمر يناهز 94 سنة، وواحد من الرهبان الدين نجو من مذبحة دير تيبحيرين خلال ما يعرف بالعشرية السوداء بالجزائر.

خلال الحرب الأهلية الجزائرية تم اختطاف واغتيال سبعة من رهبان دير تيبحيرين في مدينة المدية، في 27 مارس 1996 ببلدية ذراع السمار ولاية المدية جنوب الجزائر العاصمة. وهي الحادثة التي نجا منها الأب “شوماخر”، بعد ان أقدمت إحدى الجماعات الارهابية المسلحة بقتلهم بعد اتهامهم بالعمالة والجوسسة والتبشير بالمسيحية، ولقد تبنت الجماعة الإسلامية المسلحة المعروفة اختصارا “الجيا” العملية في مايو من نفس السنة.

أحداث لم تفارق الراهب الذي تكشف تقاسيم وجهه عن تاريخ زمن بعمر الأربعة والتسعين، وعن إنسانية تفتح أبواب التسامح والسلام، بعد أن إلتحق الراهب بدير “سيدة الأطلس” بمدينة ميدلت، كآخر الناجين من حادث مقتل رهبان دير تيبحيرين، مكرسا حياته للدفاع عن قضايا العيش المشترك والاحترام المتبادل بين معتنقي الديانتين الإسلامية والمسيحية.

الراهب الذي أشاد في تصريح صحفي سابق،  بحفاوة الاستقبال التي حظي بها من قبل ساكنة إقليم ميدلت والمغاربة بشكل عام، مشددا على انه ومن معه من الرهبان يعيشون بمدينة ميدلت بدير “سيدة الأطلس”، التي قدموا إليها سنة 2000، حياة دينية شبيهة بتلك التي كان يعيشها في دير تيبحيرين بالجزائر”.

وأبرز أن رهبان الدير تجمعهم صداقة قوية ووثيقة مع سكان إقليم ميدلت، “وتحذونا الرغبة في التعرف عليهم وعلى حياتهم، لاسيما الدينية، ونعيش معهم في تفاهم ووئام واحترام متبادل”.

وقال “عشنا تجربة فريدة في الجزائر مع الصوفيين وكنا قريبين من بعضنا البعض، وكان يجمعنا هم مشترك يتمثل في كيفية التقرب إلى الله وكسب مرضاته”، معربا عن أمله في مواصلة السير على نفس المنوال في المغرب، وإرساء علاقات مبنية على احترام الآخر ومحاولة فهمه وتشجيعه والاستفادة منه.

من جهة أخرى، اعتبر الراهب جون بيير شوماخر أن زيارة قداسة البابا فرانسيس للمملكة، بدعوة كريمة من أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، كانت حدثا مميزا، مؤكدا أن قداسة البابا حث، بالمناسبة، على أهمية الاحترام المتبادل والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وضرورة أن تسود الصداقة والأخوة والتعاون والتضامن بين معتنقي الديانتين. كما أعرب عن تقديره الكبير “لكل الذين يحترمون، ومنذ قرون عديدة، الديانات السماوية الثلاث، ويساهمون، قدر المستطاع، في إعلاء قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بين الديانات”.

وعبر، في هذا الصدد، عن أمله في أن يتواصل هذا المعطى حتى توجه الديانات الثلاث رسالة واضحة للعالم أجمع مفادها إعلاء قيم التسامح والعيش المشترك ونبذ كل أشكال العنف والكراهية.

وكان قداسة البابا فرانسيس قد خص جون بيير شوماخر في بداية لقائه، يوم الأحد الماضي، برجال ونساء الدين المسيحيين ومجلس سكن الكنيسة بكاتدرائية القديس بطرس بالرباط، بتحية حارة، وقبل كل منهما يد الآخر، وسط تصفيقات الحضور.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد