الدكتورة الرغاي” تقدم كتابها لتحليل “الخطاب السياسي في المغرب بين محددات الاستقبال والتفسير”

أكدت الأستاذة ياسمين الرغاي أن كتاب “الخطاب السياسي في المغرب بين محددات الاستقبال والتفسير، دراسة حالة أحزاب الاشتراكي الموحد، والعدالة والتنمية، والأصالة والمعاصرة، هو محاولة علمية لتأطير البحث في التواصل السياسي ومحددات التأثير المتبادل بين الفاعل والمخاطب، خصوصا أن الخطاب السياسي هو ظاهرة معقدة ومتطورة باستمرار، تتأثر بالعديد من العوامل الاجتماعية والثقافية والتاريخية. وقد يختلف استقبال هذا الخطاب وتفسيره بناءً على العديد من الجوانب، بما في ذلك السياق الاجتماعي والسياسي، وقيم المواطنين ومعتقداتهم، وكذلك مستوى تعليمهم ومدى وصولهم إلى المعلومات.

وأوضحت أستاذة التواصل بالجامعة الدولية بأكادير أنه فيما يتعلق باستقبال الخطاب السياسي، يتبع المغاربة نهجًا متنوعًا. فبعضهم يولي اهتمامًا كبيرًا للرسائل السياسية ويشارك بنشاط في تفسيرها، بينما قد يكون آخرون أقل اهتمامًا أو يتأثرون بمصادر أخرى للمعلومات. ولا تزال وسائل الإعلام التقليدية، مثل التلفزيون والإذاعة والصحافة المطبوعة، تلعب دورًا مهمًا في نشر الخطاب السياسي واستقباله من قبل الجمهور. ومع ذلك، مع صعود وسائل الإعلام الاجتماعية والمنصات عبر الإنترنت، تغيرت ديناميكيات الاستقبال أيضًا.

وأضافت الرغاي أنه في وقتنا الحاضر، يطلع العديد من المغاربة، خاصة الشباب، على الخطاب السياسي ويتفاعلون معه من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي. وقد خلق هذا بيئة إعلامية أكثر تنوعًا وتفاعلية، حيث يمكن للمواطنين ليس فقط تلقي المعلومات، ولكن أيضًا التعبير عن آرائهم ومناقشة القضايا السياسية والجدل بشأنها. وقد أعطت وسائل التواصل الاجتماعي المواطنين صوتًا أقوى ومكنتهم من المشاركة بشكل أكثر نشاطًا في الخطاب السياسي.

وتابعت الأستاذة بالجامعة الدولية أن تفسير الخطاب السياسي في المغرب يتأثر بعدة عوامل. أولاً، يلعب السياق الثقافي والديني للبلد دورًا مهمًا. فالقيم الإسلامية والتقاليد المغربية غالبًا ما تشكل الطريقة التي يفسر بها المواطنون الرسائل السياسية. وتعتبر القضايا المتعلقة بالهوية والأخلاق والعدالة الاجتماعية حساسة بشكل خاص ويمكن أن تؤدي إلى تفسيرات مختلفة.

علاوة على ذلك، تضيف الرغاي، أن مستوى التعليم ومدى الوصول إلى المعلومات يؤثر أيضًا على تفسير الخطاب السياسي. فمن المرجح أن يكون لدى المواطنين ذوي المستوى التعليمي العالي وسهولة الوصول إلى مصادر المعلومات المختلفة فهم دقيق ونقدي للخطاب السياسي.

ويمكنهم تحليل الرسائل، والتشكيك فيها، وتفسيرها في ضوء السياقات الأوسع، كما تلعب الثقة في المؤسسات السياسية والقادة دورًا في كيفية تفسير الخطاب السياسي. فعندما تكون لدى المواطنين ثقة محدودة في المؤسسات أو عندما يلاحظون وجود تفاوت بين الخطاب والأفعال، فقد يصبحون أكثر تشككًا ونقدًا في تفسيراتهم. كما أن التجارب الشخصية والانتماءات السياسية والانحيازات الفردية تؤثر أيضًا على الطريقة التي يفسر بها الأفراد الرسائل السياسية.

وفيما يتعلق باستراتيجيات التواصل السياسي، فقد تبنى الأحزاب السياسية والقادة في المغرب نهجًا متنوعة، وهو ما دفعنا، تؤكد الرغاي، إلى محاولة تتبع الخطاب السياسي عند كل من حزب الاشتراكي الموحد، والعدالة والتنمية، وحزب الأصالة والمعاصرة، حيث يركز البعض على الخطابات الشعبوية التي تتردد مع المخاوف اليومية للمواطنين، بينما قد يعتمد آخرون نهجًا نخبويًا، مع التركيز على الأفكار والسياسات المعقدة. ويعد استخدام اللغة العربية الفصحى أو الدارجة، وكذلك مراعاة اللغات والثقافات الإقليمية، جوانب مهمة أيضًا في كيفية استقبال الخطاب وتفسيره من قبل مختلف فئات المواطنين.

وختامًا، شددت أستاذة التواصل، أن الخطاب السياسي في المغرب يعد مجالًا ديناميكيًا ومعقدًا، يتأثر بالعديد من العوامل. وقد يختلف استقبال هذا الخطاب وتفسيره بناءً على السياق الاجتماعي والسياسي، والقيم الثقافية، ومستوى تعليم المواطنين ومدى وصولهم إلى المعلومات. إن فهم هذه الديناميكيات أمر أساسي لفهم التطورات في المشهد السياسي المغربي وللمشاركة المواطنة المستنيرة.

Ads01
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد