الخلافات بين الفنانين بالمغرب: صراعات شخصية في غياب الأدوار الرقابية

بحثا عن إثارة “البوز” بمواقع التواصل الاجتماعي وفي مختلف وسائل الإعلام، أصبحت الخلافات الشخصية التي تنشب بين عدد من الفنانين المغاربة مادة دسمة تؤخذ على محمل الجد، نظرا لبعض الخرجات الإعلامية أو التدوينات على الصفحات الشخصية لبعض الفنانين، فكل فنان له مجال مفتوح أمامه لمهاجمة زميل له في المهنة ولو كان الخلاف بينهما بسيطا.

هذه الطريقة الجديدة أسماها البعض “موضة” جعلت الجمهور والمهتمين بالشأن الفني يعتبرونها مجرد طرق جديدة للفت الانتباه والانتشار الأوسع نظرا لتسليط عدد من وسائل الإعلام الضوء على تلك الخلافات وتثير ضجة واسعة بشأنها.

خلافات وصراعات المشاهير تقابلها جيوش الجماهير 

غزت أسماء نخبة من الفنانين المغاربة في الآونة الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعي بسبب عدد من الخلافات التي نشبت بينهم أجبرت متابعيهم الدخول على الخط من أجل شن حرب كلامية وفضح حياتهم الشخصية.

دنيا بطمة التي تتقن لعبة “القط والفار” دخلت في خلافات شخصية مع الفنانة المغربية جميلة البدوي وقبلها مع ابتسام تسكت، فتختار أحيانا الخروج بتصريحات مثيرة أو تدوينات أو تغريدات على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي عن طريق التراشق بينهما بالكلمات والمعاني شديدة اللهجة، تصل أحيانا إلى درجة الإهانة والمس بشخصية كل واحدة بالأخرى.

هذه الخلافات القائمة بين عدد من المشاهير، تدخل الجماهير العاشقة لهؤلاء الفنانين على خط هذه الصراعات عن طريق تكوين جيوش مدعمة لكل فنان على سبيل المثال لا الحصر “الجيش التسكاتي” و”الجيش الباطماوي” التي تزيد من الطين بلة أحيانا ليتخذ الخلاف منحى آخر.

خلاف آخر كان سببه حملة المقاطعة لبعض المنتوجات التي أطلقها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي شهر أبريل الماضي، وذلك بعد أن شارك مغني الراب مسلم منشورا عبر حسابه على “انستغرام”، يبرر فيه موقفه من مشاركته في حملة المقاطعة، ووصفه لبعض الفنانين المشاركين بالمنافقين، ليرد عليه حاتم عمور  بطريقة أبانت عن عصبيته ورفضه لكلام مسلم أدخلهما في نقاش حاد.

غياب الدور الرقابي لنقابة الفنانين 

أكد الفنان المغربي محمد الزيات في تصريح لجريدة “المصدر ميديا”، أن العلاقات المتوترة مع عدد من الفنانين بالمغرب تؤثر على الساحة الفنية والتي تكون أسبابها في أغلب الأحيان تافهة جدا.

وأضاف محمد الزيات قائلا: “غياب مبدأ تكافؤ الفرص كما أن المحسوبية والزبونية في اختيار عدد الفنانين للمشاركة في المهرجانات كلها أسباب تقتل المنافسة الشريفة بين الفنانين وتدفع إلى نشوب خلافات بينهم”.

وتابع الزيات متحدثا عن رأيه في خلافات المشاهير بقوله:” إذا كانت الخلافات مهنية فهي عادية وطبيعية جدا تطرأ في العديد من الدول بين فنانين عالميين، لكن إذا تجاوز الأمر هذا الجانب لينتقل إلى التجريح والتشهير بالحياة الخاصة للأشخاص فهذا محط تساؤل كبير”.

وحمل الزيات المسؤولية لنقابة الفنانين وغياب الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه لجنة الأخلاقيات داخل النقابة للبث في مثل هذه الملفات بين الفنانين كنقابة الفنانين بمصر أو لبنان التي ينتمي لها جل الفنانين، الشيء الذي جعل هذه الظاهرة تنتشر كثيرا، واستطرد حديثه قائلا:” مادام استمرار غياب الدور الرقابي لنقابة الفنانين بالمغرب والأجهزة التي تحد من مثل هذه الممارسات الغير الأخلاقية فسيبقى الباب مفتوحا على مصراعيه لتفشي هذه الظاهرة الغير الصحية”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد