الخط البحري طرفاية كناريا الحلم الاقتصادي الجانح

العيون : المحجوب الانصاري

منذ ابريل 2007 الى غاية منتصف ابريل 2008 كانت طرفاية تعرف رواجا اقتصاديا مهما وارتفاعا في اثمنة العقار بشكل غير مسبوق واصبحت المدينة وجهة للاستثمار وبعض الحرف الاخرى كورشات اصلاح السيارات…هذا بفضل فتح الخط البحري الذي واكبته نهضة حقيقية للمدينة ، كيف حال المدينة الان بعد توقف الخط البحري لازيد من 11سنة ؟

* طرفاية بين الامس واليوم

كانت مدينة طرفاية شبه اطلال ورمال تغمر المنازل وركود تجاري ماعدا الميناء الذي تشل حركته زحف الرمال ويتوقف لشهور عن العمل الى حدود بداية ابريل 2007، طرفاية تتغير لوجه اخر حيث اصبحت مجالا للاستقرار والاستثمار وانتعشت الحركة الاقتصادية والكثير بفضل شراء البقع الارضية والمنازل لانشاء مشاريع مهمة، وذلك لما خلقه انشاء خط بحري بين المدينة، وجزر الكناري الاسبانية ” كانت المدينة تعرف حركة مهمة، اذ بيعت بقعة ارضية لاتتجاوز مائة مترلمئتي الف درهم والمنازل من طابق واحد بخمسين مليون سنتيم، اما بالقرب من الميناء فالثمن مضاعف ثلاث مرات ” يقول محمد الراضي وكيل عقاري .كما تم انشأ وحدات فندقية ومقاهي لاستقبال الجاليات القادمة من الخارج “مع باخرة ارماس كانت العجلة الاقتصادية مهمة حيث محطات البنزين انتعشت والمحلات التجارية والمنازل للكراء، حقيقة واكب الخط البحري رواج مهم بطرفاية ” يقول ابراهيم الانجورني من الساكنة.

* رهان اقتصادي جانح

استغرق هذا النعيم سنة الى نهاية ابريل 2008 باخرة “آراماس” التي تؤمن الرحلات اسبوعيا والذى يبلغ وزنها الإجمالي حوالي 6317 طنا تجنح بشاطئ طرفاية وعلى متنها حوالي 114 مسافرا، مع أسطول يظم 41 سيارة، كانت متجهة صوب جزيرة “فونتي فينتورا” بجزر الكناري الاسبانية .

هناك انقلبت التنمية المنشودة الى كارثة ليست على الاقتصاد فحسب بل بيئية ” لازالت 41سيارة بالسفينة الجانحة زيادة على زيوت ومحروقات الباخرة مما يشكل تهديدا حقيقيا للبيئة ورغم وعود المسؤولين مركزيا بحل المشكل تمر 11سنة دون ايجاد حل ” يقول احمد ابراهيم ناجي مهتم من الساكنة.

كما رجع حلم الساكنة بتنمية واعدة ورقي وتحسين الدخل الى افلاس مما حذا برئيس المجلس الاقليمي لطرفاية محمد سالم بهيا ( فانو ) في لقاء مع مسؤولين وزاريين “نطالب بالعمل على استئناف الخط البحري الذي هو قاطرة للتنمية وإرادة ملكية حيث يربط المغرب مع اوروبا والبعد الافريقي وسينعش السياحة به، نستفيد من عبور 35الف من الجالية الافريقية باسبانيا ناهيك عن الدول الاخرى الاوروبية والاستفادة من الجارة اسبانيا التي تستقطب 16مليون سائح سنويا نطالب بتفعيل البند 47من الاتفاقية الموقعة بين المغرب واسبانيا خلال القمة المغربية الاسبانية قبل خمس سنوات الرامية الى استئناف الخط البحري “.

كما ان وعود المسؤولين باستئناف هذا الخط لم تخرج للوجود وظلت الساكنة تعيش على الانتظار وترقب مستقبل افضل ” نسأل بشكل يومي من طرف الساكنة متى يستانف الخط البحري ؟ ونعطى وعود فارغة بدون تطبيق، كما ان الميناء جاهز لاستقبال الرحلات البحرية بعدما صرف عليه مبلغ ستون مليار سنتيم ” يقول رئيس المجلس البلدي لطرفاية حرطون عبد الحي في لقاء وزاري.

خط بحري كان حلم المنتخبين والساكنة ورهانهم للتنمية الذي توقف بعد سنة من عمله حيث عرفت المدينة فيه وجها آخر واليوم حال طرفاية يقول على لسان الشاعر :

ومن يخبر الدنيا ويشرب بكأسها … يجد مرّها في الحلو والحلو في المرِّ

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد