الحكم بـ10 سنوات سجنا على سبعيني اختار الالتحاق بصفوف “حركة شام الإسلام”

حكمت محكمة الدرجة الأولى المكلفة بقضايا مكافحة الارهاب يوم الخميس 13 شتنبر 2018 ب 10 سنوات سجنا نافذة في حق رجل طاعن في السن، اختار الالتحاق بصفوف «حركة شام الإسلام» في سوريا كمحطة أولى، التي أسسها المغربي إبراهيم بن شقرون، أحد المرحلين من سجن غوانتامو، إلى المغرب، حيث حكم وهاجر المغرب إلى سوريا قبل أن يقتل هناك في ساحة المعركة.
كان المتهم، المزداد عام 1943، يبدو متعبا عند مثوله في قفص الاتهام أمام هيئة الحكم، بلحيته الطويلة والشديدة البياض، حيث لم يقو على مواكبة أطوار المحاكمة، مما جعل رئيس الجلسة يأذن له بالجلوس، والذي كان يواجه أحيانا بأسئلة لا تعكس تصريحاته المدلى بها أمام الشرطة القضائية.
وأكد الظنين أمام الهيئة القضائية أنه ذهب إلى سوريا للبحث عن ابنه وأعجب بالمقام هناك واستقدم زوجته وابنيه، حيث زوج البنت لشخص لكنه فقدها بدعوى أنها انتحرت، وهي رواية لم يتقبلها من الزوج، مضيفا أنه تعرض للقصف وأصيب بجروح، وأنه  كُلف مرغما على تصوير شريط دعائي لتنظيم «داعش»، وحمل سلاحا، لكنه لم يخضع لأي تدريب شبه عسكري أو دورة شرعية… مبديا ندمه واعطائه فرصة أخرى.
وكان الملقب بأبي الطيب/«أبي الدعاء»، المزداد عام 1943 ، قد تعرف على أمير «حركة شام الاسلام» أثناء قضائهما عقوبة سجنية في قضية إرهابية بالسجن المحلي 2 في سلا، منذ سنوات، باعتبار أن «أبي الطيب» كان ينتمي في بداية عهد حياته إلى اليسار «حركتي إلى الأمام» و «23 مارس»، مرورا ببعض الأحزاب السياسية والنقابات، ثم «جماعة الدعوة والتبليغ»، و «الشبيبة الاسلامية» و «التبيين»، و «حركة المجاهدين بالمغرب»، لينتهي به المطاف عام 2000 إلى الانخراط في  التيار السلفي الجهادي، حيث انضم إلى خلية الفرنسي روبير انطوان التي فككها  الأمن المغربي سنة 2003، والتي كانت قد كفَّرت كل التيارات الدينية المخالفة لما أسمته «تيار أهل السنة والجماعة»، كما كفَّرت النظام السياسي بالمغرب ونعته بالطاغوت، ودعت الى إعلان الجهاد.
بعد قضاء المتابع عقوبة حبسية بين سنة 2004 – 2006  على خلفية تورطه في قضية إرهابية، توارى عن الأنظار الى غاية 2011 ليتفاعل مع أحداث الثورة في سوريا عبر الانترنيت، مما ولد لديه الرغبة في الالتحاق بسوريا… وهكذا استقل المتهم رفقة آخرين الطائرة تجاه اسطنبول بتاريخ 2013/12/15، وربط الاتصال بمغربي يسمى الشعرا، الذي سهل له عملية الدخول إلى الأراضي السورية، حيث التحق بأحد المضافات بمنطقة «ربيعة».
ولم يخضع المعني بالأمر لتداريب شبه عسكرية نظرا لكبر سنه، لكنه تسلم سلاحا من نوع «كلاشنكوف» و4 خزنات به 126 خرطوشة وكذا مسدس من عيار 9 ملم، إلا أنه قام بتصوير شريطين، الأول دعائي لفائدة تنظيم «داعش» تحت عنوان: «انفروا ثقالا وخفافا» ثم بثه على شبكة الانترنيت، والثاني لعملية قطع رؤوس أشخاص تابعين للجيش النظامي السوري… والتحق بالمتهم ابنه في شهر مارس 2014 وشارك في إحدى المعارك بالمنطقة السورية، العراقية، وتعرض لإصابة إثر انفجار عبوة والتي كانت سببا في قطع أحد أطرافه.. كما عمل المعني بالأمر بعد تحسن أوضاعه المادية على استقدام أم زوجته وابنته وابنه، في حين بقي ثلاثة آخرين بالمغرب رفقة جدتهم، والذين تم ادخالهم إلى سوريا، ليزوج في وقت لاحق ابنته للمدعو «أبو عكرمة بدون عقد زواج وبحضور قاضي شرعي وشاهدين، لكن بعد مرور 10 أشهر علم أن ابنته انتحرت بمنزل الزوجية، وهي الرواية التي لم يستسعها ودخل في نزاع قضائي مع هذا الأخير دون أن يُفضي ذلك إلى أي نتيجة لأنه يشك في ظروف وفاة ابنته…
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد