الحراك الاجتماعي….من يصنع “الابطال”

يقول الأديب والشاعر الألماني برتلوت برخت: تعيسة هي البلاد التي تحتاج أبطال !

بدأ كل شيء المساء من يوم الثامن والعشرين من شهر اكتوبر 2016 حين قرر شاب ثلاثيني أنه بإمكانه أن يتربح من شحنة سمك كان قد اشتراها لتوه من ميناء مدينة الحسيمة وحين قرر في المقابل أحدهم أن يكبس زر طحن الأزبال في شاحنة نقل النفايات التي ألقيت فيها سلعة الرجل ويطحن معها جسد الشاب محسن فكري وبقية كرامة بين أضلعه.

إهتز الرأي العام لبشاعة الحادث وفاضت معه كأس أهل الحسيمة والريف الذي يقولون أنها امتلأت ظلما وتهميشا لمنطقتهم.

دخلت الحسيمة والبوادي التابعة لنطاقها الجغرافي في موجة من الاحتجاجات والتظاهرات وغالبا ما كانت تتوج باعتصامات من ابرزها تلك التي كانت تنظم بمركز المدينة، وفي إحداها برز اسم الناشط ناصر الزفزافي، هذا الشاب واجه بوجه مكشوف وخطاب مختلف ومثير، المسؤولين بالمدينة، العامل والوكيل العام في حوار شهير سجلته عدسات الهواتف النقالة وانتشر في الأصقاع عن طريق الانترنت،وأصبح اسم ناصر الزفزافي مرادف لحراك الحسيمة الذي يتواصل منذ قرابة السبعة أشهر .

برز “الرمز البطل” ومعه برزت اسئلة عديدة، من أهمها من المسؤول عن خلق “رموز” تتلقفها الجماهير الغاضبة والمشحونة لتجعل منها “عنوانا” لمحاربة الفساد في ظل نظام يصرف ميزانيات ضخمة على مؤسسات من المفترض أنها أسست لهذا الغرض ؟

هل المسالة تتعلق برد فعل على حالة منفردة أم بسبب فراغ الساحة وفقدان المجتمع للثقة في الوجوه التي كان من المفترض أن تمثله وتدافع عن مصالحه وتصلح من الشأن العام، بدل من أن تصرف جهودها في التحامل على حراكه ومطالبه الاجتماعية المشروعة كما فعلت أحزاب الأغلبية الحكومية عندما أصدرت بيانا يطعن في أهداف ودوافع الحراك؟

وفي انتظار الاجابة عن هاته الاسئلة وأخرى يبقى في تقديري حراك أهل الريف والحسيمة حالة تستوجب التوقف عندها طويلا والتعامل معها بجدية أكثر واستخلاص العبر والدروس منها من أجل تجنب المجهول !

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد