شارك عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، مرفوقا بحسن أبو أيوب سفير جلالة الملك محمد السادس بروما في ملتقى رفيع المستوى عقد بروما ابتداء من 29 ماي 2018 وإلى حدود 31 منه وذلك حسب ما أكده بلاغ توصلت المصدر ميديا بنسخة منه.
و قد نظم هذا اللقاء الرفيع المستوى، الذي جمع نخبة من الخبراء، وصناع القرار ،والمجتمع المدني، والمسيرين المسؤولين عن التدبير المجالي، من طرف كل من منظمة الأغذية والزراعة) الفاو( و اتفاقية التنوع البيولوجي على هامش اليوم العالمي للتنوع البيولوجي الذي يخلد في الثاني والعشرين من ماي من كل سنة.
و يهدف هذا الحدث ، الذي عقد منذ 29 ماي و إلى حدود 31 منه بمقر المنظمة بروما ، إلى ايجاد طرق ووسائل دمج التنوع البيولوجي في نماذج التنمية ، من أجل تحقيق الأهداف التي حددتها مختلف مؤتمرات الأطراف ، بما في ذلك مؤتمر ناجويا في سنة 2010، والتحضير للدورة الرابعة عشرة لمؤتمر الأطراف لمؤتمر الأطراف المتعاقدة في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر التي ستعقد في مصر في نهاية هذه السنة و الدورة الخامسة عشرة التي ستعقد ببكين بالصين.
وقد شكلت هذه الدعوة الموجهة لعبد العظيم الحافي فرصة لتقديم النهج المغربي المتبع لتفعيل أهم اتفاقيات الأمم المتحدة الرئيسية ، حيث وضح أن الاتفاقيات الثلاث الناتجة عن قمة الأرض في ريو دي جانيرو (1992) ، والتي تتعلق بالتنوع البيولوجي ، و اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻤﻨﺎﺧﻲ وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﺼﺤﺮ ، هﻲ ﻣﺤﺎور ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﺼﻠﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺮاﺑﻂ الوثيق بين الميادين الثلاث . وأشار أيضا إلى أن المؤشرات في هذه الميادين الثلاثة قد استمرت في التدهور، رغم الجهود المبذولة لتفعيل الاتفاقيات.
وأكد على أن التحدي الرئيسي هنا يكمن في تعديل نهجنا ومقاربتنا في هذا الاتجاه ، وأن نجاح جهودنا ، لا يزال يعتمد على قدرتنا على تدبير التعقيدات في نهج شامل ومتكامل.
وعرض المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر خلال هذه التظاهرة الرفيعة المستوى المقاربة المغربية التي اعتمدت عليها الاستراتيجية العشارية 2005 -2014 ، وكذا النهج الحالي المتبنى الخاص بالعشاري الجديد 2015-2024 والذي يرتكز على تلاث مداخل رئيسية تتجلى في مقاربة مجالية تعتبر المجال كوحدة للتدخل مع العمل بمؤشرات خاصة لكل نظام إيكولجي طبيعي ومن خلالها يتم بلورة السياسات العمومية على مستوى ثماني جهات ايكولوجية محددة على مستوى التراب الوطني، دمج القحولة المهيكلة و الجفاف الظرفي في نماذج التنمية، كما كشف في المدخل الأخير على أنه قد تم الأخذ بعين الاعتبار التكيف والتأقلم وكذا تدبير المخاطر خاصة تلك المتعلقة بالمناخ.
وبعد أن ذكر بالمكتسبات و نتائج هذه المقاربات على المستوى الوطني ، دعى عبد العظيم الحافي إلى تجنب اعتبار الاندماج كجمع للمخططات القطاعية، وبالمقابل أقر بأن نماذج التنمية يتوخى أن تكون مستوحاة من التنمية العامة لكل جهة ايكولوجية و يجب ان تكون المخططات القطاعية كتنزيل على مستوى المجال و ليس العكس.
وقد اختتم هذا اللقاء الرفيع المستوى بمناقشاته المثمرة من طرف المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة) الفاو( جوزيه غرازيانو دا سيلفا ،من خلال كلمة دعا فيها إلى التعبئة حول هذا الموضوع لجعله محركاً إنمائياً عن طريق إجراء عمليات إعادة توجيه ضرورية لمواجهة التحديات التي يطرحها تآكل وتدهور التنوع البيولوجي في العالم.