الجزائر أيتها الجارة العزيزة ” انتبهي لمشاكلك الداخلية ”

يبدو ان الجزائر لا تدع فرصة تفوت دون ان تحشر نفسها في القضايا الداخلية للمغرب، ورغم كونها تصرح دائما ان قضية الصحراء امر لايعنيها ولادخل لها فيها الا أن “الي فيها ماهناها”، فهي غير قادرة على النأي بنفسها بعيدا عن شأن داخلي لايعنيها من قريب ولامن بعيد، خصوصا وأن لها من المشاكل الداخلية ماينسيها التفكير أصلا في الخروج بتصريحات ضد الدول التي قررت فتح قنصليات لها في جنوب المغرب، العيون والداخلة تحديدا.

“في الأعراف الدبلوماسية لبلادنا، لا نقبل تقديم الدروس والمواعظ في السياسة، ولا نقبل تدخل أطراف أخرى في قراراتنا السيادية مع دول حليفة كالمغرب” التصريح لوزير الخارجية الإيفواري في الندوة الصحافية التي جمعته بنظيره المغربي ناصر بوريطة، السؤال ماذا لو قررت مثلا الولايات المتحدة فتح قنصلية لها في العيون هل ستتجرأ الجزائر على استدعاء سفيرها في واشنطن للتشاور، التلميح هنا للطريقة الدونية التي تتعامل بها دول افريقيا مع بعضها البعض وكأنها ليست دول ذات سيادة ولها كامل الحرية في اختياراتها وتوجهاتها، املاء القرارات على دول كبيرة كالكوت ديفوار هو أمر غير مقبول سياسيا ولا اخلاقيا.

كلما تمعنت في أحوال الجارة الجزائرية مع المملكة إلا وتذكرت قصة كنا نسمعها ونحن صغار وهي تكاد تلامس واقع حكام الجزائر معنا هنا في المغرب والقصة باختصار أسردها عليكم :

يحكى أن أحد التجار الاغنياء كان مشهورا بشطارته وجودة سلعته ولكن كان لديه عيب كبير وهو انه مبتلى بمرض الفضول، وكان لديه ابن يساعده في التجارة وابنه لم يكن شاطرا في البيع كوالده، وحدث يوما ان أتى إلى السوق تاجر جديد وهو شاب ذو ذكاء وفطنة وقام بفتح دكان جديد مع القليل من السلع وأصبح التاجر الغني يأتي كل يوم ويجلس غير بعيد من دكان الشاب يراقب عمله ويتجسس عليه، ولاحظ أن دكان الشاب يوما عن يوم يزداد سلعا ويستقطب زبناء جدد، كل هذا وصاحبنا يراقبه وأصبح تاركا لعمله مخصصا وقته كله لمراقبة التاجر الجديد وبعد زمن اتعبه الفضول وقرر أن يذهب إليه لسؤاله عن سبب نجاحه في التجارة مع أنه جديد في السوق وفاجأه بالسر، وهو أنه في الوقت الذي كان يضيع هو وقته بمراقبته كان الشاب، يرسل من يفاوض ابن التاجر الفضولي على السلع التي لديه ويبتاعها بثمن جد بخس ويعيد بيعها في متجره بثمن مناسب وبالتالي نجح هو في مشروعه وافلس التاجر القديم نتيجة فضوله وانشغاله بما لا يعنيه عن ما يعنيه.

جارتنا العزيزة انشغلي بمشاكلك الداخلية واذا أردت ان تصرفي نظر الشعب الجزائري عن هذه المشاكل فلتبحثي عن أمر آخر غير معاكسة المغرب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد