الجائحة تخيم بظلالها على سوق التمور قبيل رمضان بالدار البيضاء

كتبت : وديان آيت لكتاوي – صحفية متدربة

مع اقتراب شهر رمضان المبارك تعود أسواق التمور بالدار البيضاء إلى الواجهة بقوة في مشاهد تجارية مطبوعة بحركية خاصة، بيد أن الأجواء التي فرضتها جائحة كورونا، ما تزال تخيم بظلالها، فيما يبدو، على هذه الأسواق .

في درب ميلان الواقع بحي الفرح الشعبي، تتواجد العديد من المحلات التجارية التي تعرض كميات كبيرة من أنواع التمور المحلية والمستوردة، بأثمان أقل من تلك التي بيعت بها خلال السنوات الماضية، لكن الطلب على هذه المادة الحيوية ” متواضع ” عكس ما هو معتاد من حركية كبيرة في مثل هذه المناسبة الدينية.

ذلك أن التجار، الذين يزاولون تجارة التمور بالجملة والتقسيط على مستوى أو ” درب ميلا ”، يقرون بأن وضعية سوق التمور بالعاصمة الاقتصادية تختلف تماما هذه السنة عن السنوات الماضية .

وفي ذات السياق أبرز عبد الله المنصوري تاجر، في تصريح صحفي، أن المفارقة التي تطبع عملية تسويق التمور هذه السنة، تتمثل في وجود عرض كبير من مختلف أنواع التمور وبأثمنة معقولة، لكن الإقبال عليها ” متواضع جدا “، أياما قليلة قبل حلول الشهر الفضيل .

وحسب هذا التاجر، فإن الذين اعتادوا على اقتناء البضاعة التي يعرضها بمحله سواء بالجملة أو التقسيط، لم يعانقوا بعد فضاء محله التجاري وفضاءات أخرى بكثرة كما هو معتاد، لأسباب يجلها، لكن يبدو، كما قال، أن الأمر له صلة بالأزمة الناتجة عن فيروس كورونا.

وفي النطاق ذاته قال العربي بلفقير “تاجر آخر بدرب ميلان”، الملاحظة نفسها، موضحا أن التجار ينتظرون توضح الرؤية أكثر خلال الأيام الأخيرة التي تسبق الحلول الفعلي لرمضان، ” فلربما يكثر الطلب على التمور، وهو ما سيشجع التجار بالتقسيط على اقتناء هذه البضاعة التي تعد أساسية في مائدة الإفطار المغربية “.

وحسب هذا التاجر، المعروف داخل الفضاء التجاري، فإن العرض من التمور الوطنية متنوع، بعضها معروف وآخر مغمور، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق في المقام الأول بسيد التمور” المجهول” الذي يصنف حسب نوعه وثمنه، حيث يتراوح ثمنه ما بين 140 و150 درهم بالنسبة للنوع الرفيع.
وهناك الصنف الثاني ” 90 إلى 110 درهم”، والصنف الثالث ” 60 ـ 75 درهم “، و الصنف الرابع “45 ـ 50 درهم” ، مشيرا في الوقت ذاته إلى وجود أنواع أخرى، جيدة من حيث قيمتها الغذائية ، وهي في متناول الزبناء من حيث أثمنتها ، التي تراجعت مقارنة مع السنوات الماضية .

وبشأن أنواع التمور العربية المعروضة بهذا الفضاء، فهي حسب التجار، متنوعة جرى جلبها من عدة بلدان منها تونس والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والجزائر ، مع الإشارة إلى أن أثمنتها شهدت بشكل عام تراجعا خلال هذه السنة، وهي أيضا لها زبناؤها الذين اعتادوا على اقتنائها خلال الشهر الفضيل وحتى خلال فترات أخرى من السنة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد