الثقافة والاعلام، على صفيح ساخن

لثقافة والإعلام وجهان لعملة واحدة، بقوتهما تتقدم الأمم وبضعفهما تضعف ويختفي أثرها. هذه العملة تعيش في بلادنا هذه الأيام محنة حقيقية على جميع الأصعدة.

مؤسسات يفترض فيها أن تكون قوية بأعضائها وحضورهم  المشرف في المحافل الوطنية والدولية، فإذا بها تعاني من الصراعات الداخلية بشكل يجعلها غير قادرة على أن تقوم بدورها المنوط بها والذي أسست من أجله…

المثقفون يتنازعون فيما بينهم بكل شراسة وعدوانية وصلت إلى مستوى، أقل ما، يتصف به هو البؤس..

وغير بعيد عن هذه الفئة نجد صراعا اخر أبطاله اعلاميون، صراع وصل الى مستوى التراشق بالسب والشتم، بشكل غير مسبوق،
في وقت انتظر فيه المتتبع للمشهد الإعلامي والمشتغلين داخله،إحداث طفرة كبيرة تجعل من اعلامنا قوة حاضرة ومنصفة لكل هياكله. وقيامه بالدور المنوط به.

بين هؤلاء وأولئك، مجتمع يعيش تحت رحمة العبث واللامسؤولية.

يقول الناقد والأديب امين الريحاني “إن الصحافة حصن الامة ومرصادها، فاذا دمر ولو جانب من الحصن امست الامة في خطر وإذا عطل المرصاد غدت الامة في ظلمات هي الخطر الاكبر”  ومن يتابع مايحصل في صحافتنا هذه الفترة يشعر أن الحصن يكاد يسقط فوق رؤوسنا ان لم يكن قد سقط بالفعل.

ويبدو جليا للعيان أن مانعيشه اليوم في ظل هذه الحرب التي لاتضع أوزارها الا لتشتعل من جديد بين مكونات هذا المجال، بأن الصحافة في منعرج خطير وهو ماسينعكس وبشكل سلبي على المجتمع بشكل عام. فعندما تتعرض السلطة الرابعة لهذه الزلازل، هي التي تعتبر من الحصون المنيعة التي يعتمد عليها المجتمع من أجل ايصال صوته المبحوح الى من يهمهم الأمر والتي من يفترض فيها الوقوف ضد الفساد وانهيار القيم، ونفس الأمر ينطبق على الثقافة التي يمثل انهيارها انهيار مجتمع بأكمله، فإن جرس الإنذار يجب أن يدق وبقوة .

يقول المثل “الفقيه اللي نتسناو براكتو دخل الجامع بلغتو” الفقيه هنا يتمثل في الفاعلين، الاعلامي والثقافي اللذان يفترض أنهما جسران مهمان للعبور بكل دولة الى مصاف التقدم والرقي ، نفاجئ بأنهما يحتاجان لترتيب بيوتهم الداخلية التي تكاد تسقط على رؤوس أصحابها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد