التعليم في بلادنا .. انتاج الهشاشة والضعف

أصدرت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي تحيينا جديدا للمنهاج الدراسي الخاص بالسلك الابتدائي، والذي سيجرى تطبيقه برسم الدخول المدرسي المقبل” خبر  تعودنا عليه  بداية كل سنة دراسية.

وزارة التعليم ببلادنا متخصصة فقط في تحيين الكتب، واطلاق القرارات السطحية التي لاتمس جوهر مشكل التعليم ببلادنا.

مشكلة التعليم ببلادنا لاتعالج بتحيين المواد علي رأس كل سنة دراسية، أو بالغاء مقررات وتعويضها بأخرى- وهو الامر الذي يثقل كاهل الأسر ويربك حساباتها المادية – مشكلتنا اعمق بكثير وتتعلق بجوانب عديدة ومتشعبة.

كانت المقررات المدرسية تنتقل من جيل لآخر، يستعملها الاخ عن أخيه والجار عن جاره -وهو امر لازال يتم في المدارس الأوربية المدرسة الاسبانية  بالرباط نموذجا- وكانت هذه المقررات تنتج لنا جيلا متعلما بشكل سليم وقوي، تنتج جيلا درس في مقررات بسيطة ولكن من درسوه كانوا أقوى من تلك المقررات أنفسها،  اليوم أصبحت المطابع تقتات من جيوب المواطنين كل سنة، بتغيير المقررات، وأحيانا يكون هذا التغيير في جملة او شكلا من خلال الغلاف ولكن على التلميذ احضاره رغم ذلك وأن يرمي بكتب السنة الماضية لأنها لم تعد ذات قيمة.

من جهة أخرى يجد التلميذ نفسه محاصرا بمواد كثيرة منها من لايستجيب لانتظاراته الكبيرة في ظل ما أصبح يشاهده ويراه ويتأثر به من خلال التطور المهول في التكنولوجيا، في حين تبقى مقرراتنا جامدة ومملة، لذلك يحفظها التلميذ على مضض فقط لاجتياز الامتحانات ويخرج من قاعة الدرس وقد نسيها.

ضعف الامكانيات اللوجيستيكية المخصصة للمدارس، عندما نتحدث عن التجديد، يكون في “المطابع فقط”، في حين يبقى الخصاص في كل الامور الأخرى قائما، حتى مشكل الأساتذة يتم حله كل سنة بشكل ترقيعي، ليست هناك حلول جذرية.

التعليم ببلادنا يشبه مرض “العد الشائع” أو حب الشباب خصوصا عندما تكون هناك واحدة في الوجه كبيرة ومليئة بالقيح، كل مسؤول يأتي ويمسح عليها بدواء خارجي فقط وهكذا دواليك بدون ان يكون هناك دواء يفجر “الحبة” من الداخل وينظفها.

ان قرارات وزارة التعليم لا تسمن ولاتغني من جوع، ليظل التعليم في بلادنا قابعا لايراوح مكانه مستمر في انتاج الضعف والهشاشة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد