التحرش الجنسي ضد الممثلات: الجنس مقابل النجومية

نساء عشقن مهنة التمثيل منذ نعومة أظافرهن وحلمن بالوصول إلى الشهرة والنجومية في مقتبل العمر، إلا أن أحلامهن تحولت إلى كوابيس عندما وجدوا أنفسهن بين أشخاص يساومونهن على أجسادهن مقابل تحقيق حلم الطفولة، منهن من كسرن حاجز الصمت وأعلن محاربتهن لظاهرة التحرش الجنسي بكل أشكاله، فيما التزمت أخريات الصمت خوفا من الفضيحة.

التحرش الجنسي بهوليوود

لم يكن موضوع انفجار التحرش الجنسي في هوليوود عبثيا، حيث تزامن ذلك الظهور مع الدور الكبير الذي لعبته الحركة النسوية حول العالم التي ساهمت في تكسير حاجز الخوف، لتأتي الشهادات التي تقر بالتحرش ضد ممثلات عالميات وانكشف معه مصير المتحرشين، ثم تفشت الفضائح بعدها في الهند، إسبانيا، فرنسا، السويد، بريطانيا، كوريا الجنوبية، اليابان…

هاشتاغ “مي توو” الذي يعني “أنا أيضا”، أطلقته الممثلة الأمريكية أليسا ميلانو شهر أكتوبر من العام الماضي على حسابها الشخصي ب”التويتر” وقالت معلقة عليه: “إنه يمثل دعوة بسيطة وقوية للفت الانتباه”، مطالبة النساء بمشاركة قصص التحرش الجنسي والاغتصاب والاعتداء التي تعرضن لها في حياتهن من أجل تسليط الضوء على معاناتهن.

بدأت فكرة الهاشتاغ بعد الفضيحة التي هزت معقل السينما العالمية “هوليوود” بعد تقارير صحفية كشفت أن المنتج السينمائي الشهير هارفي وينستن الذي فاز بعشرات جوائز “الأوسكار” يتحرش بالنساء، وله سوابق عديدة في الاعتداء عليهن على مدار الأعوام الثلاثين الماضية، حيث تعمقت فضيحة وينستن بعد اتهامه من أكثر من خمسين امرأة من بينهن الممثلة الشهيرة أنجلينا جولي بجرائم تتراوح بين التحرش الجنسي والاغتصاب بعد تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” عن عدد من الشكاوى ضده.

ورغم نفي هارفي وينستن “65 عاما” جميع التهم المنسوبة إليه بالموضوع، فقد قررت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في لوس أنجليس طرده، في حين ذكرت فرنسا أنها ستعيد النظر في وسام منحته له.

التحرش الجنسي في الوسط الفني المغربي 

تفاعل عدد من الفنانات المغربيات مع ظاهرة التحرش الجنسي في الوسط الفني المغربي بنسب متفاوتة، فمنهن من رفضن التعليق حول الموضوع، ومنهن من نفين وجود ظاهرة التحرش، ومنهن من أشرن إلى إن التحرش موجود لكن بشكل عام.

التحرش الجنسي بالفنانات غالبا ما تحركه هواجس بعيدة عن إرضاء الشهوة والبحث عن اللذة والمتعة، وإنما دوافع أخرى وهي التسلط والرغبة في إذلال وإهانة الطرف الآخر خاصة إذا كان المعني بالأمر يملك قاعدة جماهيرية كبيرة، ويتعفف عن السقوط بين براثين هذه الظاهرة الخبيثة.

الممثلة والمذيعة المغربية أمل صقر فجرت المسكوت قائلة أنها تلقت دعوة للمشاركة في “كاستينغ” لاختيار ممثلات من أجل إشراكهن في عمل فني، حيث أجرت الاختبار الذي أشرف عليه مخرج سينمائي معروف رفضت الكشف عن هويته، حيث كشفت أنها اجتمعت بالمخرج بعد نهاية “الكاستينغ”، إلا أن الحديث بينهما تحول من العمل إلى التحرش، موضحة ذلك بقولها: “قال لي بالحرف أحب جيدا ماتقومين به، ولكن لابد من قضاء الليلة سويا حتى أتأكد من مؤهلاتك في التمثيل”.

وتضيف أمل: “صدمت من هول ماسمعت، وبدأ المخرج يقدم تبريرات لطلبه الغريب، قائلا أريد رفع الحواجز بيننا حتى ننجز عملا رائعا”، وهو الطلب الذي رفضته الممثلة المغربية.

في المقابل، الممثلة زهور السليماني المعروفة بلقب “فليفلة” قالت بدورها عن ظاهرة التحرش: ” لي كيبغي التحرش را كيمشي ليه”، نافية تعرضها لهذه الظاهرة خلال مسيرتها الفنية.

من أهم العوامل التي تمنع الكثير من الممثلات من فضح المتحرشين هو الخوف من الانتقام وتجاهل المخرجين والمنتجين لهن حتى يطالهن النسيان، لكن الأخطر ما في الأمر هو عندما تسمع أن هذا الأمر معمول به ويصبح وكأنه من المسلمات، في ظل غياب درجة الوعي وقيم احترام المرأة داخل المجتمعات العربية بحكم أن المجال السينمائي لا يمكن فصله عن المجالات الأخرى وعن المجتمع ككل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد