اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل من شأنه أن يقضي على سياسة اتبعتها الولايات المتحدة لما يقرب من 70 عامًا، مشيرة إلى أن هذا القرار يؤثر على علاقات واشنطن مع المجتمع الدولي.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته في وقت متأخر الخميس أن الفلسطينيين والعرب وبقية العالم سيرى في هذا القرار “استفزازا”، ملفتة إلى أنه سيتسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه في خطة الرئيس الأمريكي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ولأي جهود مستقبلية تقوم بها إدارته في هذا الصدد.
وأوضحت تايمز ، أن قرار ترامب سيقوض جهود الأمن القومي للولايات المتحدة، ودعته إلى إعادة التفكير في القرار، مؤكدة أنه منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، رفضت الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وغيرها من الدول الاعتراف بسيادة أي دولة على القدس، لاسيمّا وأنها تضم عدد من المواقع المقدسة للديانات الثلاثة، ولهذا السبب اختارت واشنطن مدينة تل أبيب لتكون مقر سفارتها.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه ومنذ احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في حرب 67، رفضت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي كل محاولات إسرائيل غير القانونية، لتعزيز سيطرتها على المدينة، من خلال توسيع حدودها، وزيادة عمليات الاستيطان. وتقول الصحيفة إن قرار ترامب بشأن القدس، يشرعن أفعال إسرائيل غير القانونية، ويبعث برسالة إلى العالم مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد تضع أي اعتبار للاتفاقيات أو المعايير الدولية.
وأفادت نيويورك تايمز بأن الحكومة الإسرائيلية تشعر بسعادة غامرة، بعد إصدار القرار، وترى أن الرئيس الأمريكي منحهم الحرية في توسيع عمليات الاستيطان في القدس، كما أنه يسمح للإسرائيليين باستمرار محاولاتهم المتعمدة لمحو الوجود التاريخي والسياسي والثقافي، والديموجرافي للفلسطينيين.
وبحسب ذات الصحيفة، فإن قرار ترامب سيشجع الحكومة الإسرائيلية على ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق الفلسطينيين في المدينة، فضلا عن تدميرها المزيد من المباني ما سيؤدي إلى تشريد الكثير من العائلات الفلسطينية.
علاوة على ذلك، فإن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، قد يدفع المتطرفين اليهود المدعومين من الحكومة الإسرائيلية إلى زيادة دعواتهم إلى بناء معبد يهودي في المناطق الإسلامية المقدسة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، ما يتسبب في حدوث أزمة دينية لا يمكن التنبؤ بعواقبها في الشرق الأوسط.
ووفقا للصحيفة، فإن قرار ترامب قد يتسبب في القضاء على مقترح حل الدولتين، والذي كان هدف الإدارة الأمريكية المتعاقبة على مدى 25 عامًا.
وقالت الصحيفة “إذا لم تكن الأسباب السابق ذكرها كافية لإقناع الرئيس الأمريكي بالعدول عن قراره، فعليه أن يتذكر تصريحات وزير دفاعه، جيمس ماتيس، الذي قال في 2013، عندما كان يشغل منصب رئيس القيادة المركزية الأمريكية، التي تُشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، باستثناء إسرائيل، إنه يدفع ثمنا أمنيا عسكريا كل يوم، لأن الولايات المتحدة يُنظر إليها على أنها متحيزة إلى جانب إسرائيل.” وتؤكد الصحيفة أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل سيزيد من حدة هذه المشكلة بشكل لا يُستهان به.