البلعمشي: السياسة التي ينهجها المغرب في إفريقيا لا تستطيع الجزائر و البوليساريو مجاراتها

قال الدكتور “عبد الفتاح البلعمشي”، مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات،  أن حضور خصوم الوحدة الترابية لقمة رؤساء الدول والحكومات المرتقبة يومي 29 و30 نونبر الجاري، لم يعد يشكل مشكلا أمام الدبلوماسية المغربية، وأن السياسة التي ينهجها المغرب في إفريقيا لا تستطيع لا الجزائر كدولة، ولا البوليساريو كحركة إنفصالية أن تجاريه.

وأكد البلعمشي في تصريح للمصدر ميديا أن السياسة الخارجية تسيرب النتائج وتحقيق الأهذاف وليس بالوقائع والأحداث، وأن مشكل حضور البوليساريو مشكل آخر يجب الإشتغال عليه وفق إطارات ومسارات ومساطر أخرى قد تكون قانونية أو سياسية، مبرزا أن الأبعاد التي يتحرك بها المغرب على مستوى القارة لم تعد محصورة في البعد السياسي الضيق بل تجاوزته إلى أبعاد أخرى إقتصادية حضارية ثقافية ودينية.. مرتبطة بالعلاقات الثنائية التي تتطور بشكل كبير، والتي كشفت عنها الزيارات الأخيرة للملك لعدد من الدول الإفريقية، والتي يمكن إعتبارها مؤشر حقيقي على متانة علاقة المغرب بهذه الدول.

واوضح البلعمشي، أن النقاش لا ينبغي أن ينصب حول حضور خصوم الوحدة الترابية، بقدر ما ينبغي أن تعمل الدبلوماسية المغربية بمنطق النتائج والأهداف المتوسطة والبعيدة المدى، من خلال تنويع قنوات تصريف السياسة الخارجية المرتبطة بالملف، والقطع النهائي مع سياسة الكرسي الشاغر،  والإشتغال من داخل مؤسسة الإتحاد الإفريقي وليس من خارجها.

وأكد مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن المغرب ومنذ إنضمامه للمنظمة لم يربط شرط إنضمامه إلى الإتحاد بضرورة إزاحة أي عضو من الأعضاء، موضحا أن المغرب بنضمامه إلى المؤسسة حقق نوعا من التوازن، بحيث لم يبقى بذلك صوت خصوم الوحدة الترابية هو الصوت الوحيد المسموع من داخل الإتحاد.

وأضاف البلعمشي أن المغرب يسعى بشكل واضح إلى تطمين شركائه وأصدقائه وأشقائه في الإتحاد بإلتزامه بما هو كائن، على أمل أن تتحقق التغيرات على مستوى المدى المتوسط أو البعيد.

يذكر أنه انطلقت يوم أمس الثلاثاء بأبيدجان، أشغال الاجتماع الوزاري للقمة الخامسة للاتحاد الإفريقي- الاتحاد الأوروبي، التي تنعقد تمهيدا لقمة رؤساء الدول والحكومات المرتقبة يومي 29 و30 نونبر الجاري، بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة وكل من وزير الخارجية الجزائري “عبد القادر مساهل” الذي اتهم مؤسسات مغربية بتبييض أموال الحشيش و محمد ولد السالك، عن  جبهة البوليساريو.