البطالة الشبح الذي يؤرق حكومة العثماني

قال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني سعيد امزازي امس الأربعاء بالعيون، ان تحقيق الملائمة بين التكوين والتشغيل يشكل تحديا مركزيا لمعالجة معضلة البطالة في صفوف الشباب، ومدخلا اساسيا لتاهيلهم وتحسين قابليتهم للاندماج المهني والاقتصادي والاجتماعي.

واقع البطالة أصبح شبحا يهدد حكومة العثماني، التي أصبحت تسارع الزمن من اجل إيجاد حل للمعضلة التي بلغ معدلها في البلاد، خلال الربع الأول من 2018 نحو 10.5 %مقارنة مع10.7 % خلال نفس الفترة من العام الماضي، مقابل 9,9% عام 2016ن وعلى الرغم من ان  عدد العاطلين انخفض على المستوى الوطني بـ 24 ألف عاطل، من مليون و296 ألفا خلال خلال الربع الأول من السنة الماضية، إلى مليون و272 ألف عاطل خلال الربع نفسه من العام الحالي، إلا ان الإقتصاد الوطني يظل عاجزا عن خلق وظائف كافية، مما ينذر بتنامي مشاعر “الاستياء والإحباط”.

فالبطالة في المغرب  أصبحت”قنبلة موقوتة”، خصوصا إذ أنها تطال أكثر من أربعة من شبان المدن من أصل 10، وتبقى أكثر انتشارا في صفوف حاملي الشهادات الجامعية، حيث تبلغ 22.7 %، ولدى الأشخاص الذين لا يحملون أي شهادة 4 %، وهو ما يدفع نحو تنامي القلق الاجتماعي الذي ينمي مشاعر الإحباط والاستياء في المملكة.

وبحسب المندوبية السامية للتخطيط فإن حملة الشهادات أكثر عرضة للبطالة من أولئك الذين لم ينهوا دراساتهم، حسب مؤشرات البطالة لسنة 2018، الذي كشف أن 17.2 في المائة من الحاصلين على شهادات دراسية لا يجدون عملا، مقابل 3.4 في المائة ممن لا يحملون أي شهادات.

ويرتفع معدل البطالة، يضيف ذات التقرير، إلى 23 في المائة بين ذوي الشهادات الجامعية العليا، مقابل 14 في المائة بالنسبة للحاصلين على شهادات متوسطة.

وتبقى نسبة البطالة مرتفعة وسط الشباب القاطنين في الوسط الحضري والمتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة إذ تبلغ نسبة 43.2 في المائة، بحسب التقرير. وتعتبر سببا رئيسيا للقلق الاجتماعي الذي ينمي مشاعر الإحباط والاستياء.

وأشار تقرير المندوبية السامية للتخطيط أيضا إلى أن نسبة البطالة أكثر ارتفاعا وسط النساء حيث تبلغ 14 في المائة، مقابل 8.4 في المائة في صفوف الرجال.

وخلص تقرير رسمي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الصيف الماضي إلى أن شريحة كبيرة من الشباب المغربي بقيت “على هامش النمو الاقتصادي”، منبها إلى ارتفاع مؤشرات البطالة والهدر المدرسي وسط هذه الفئة التي تشكل ثلث سكان البلاد البالغ تعدادهم 35 مليونا.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد اعتبر في خطاب أكتوبر أن التقدم المحرز لا يعود بالفائدة على “الشباب الذين يمثلون أكثر من ثلث عدد سكان” المملكة، مشددا على أن النموذج التنموي المغربي أصبح حاليا “غير قادر على الاستجابة” لمطالب المواطنين، داعيا الحكومة إلى “إعادة النظر فيه”، لافتا إلى أن “التقدم الذي يعرفه المغرب لا يشمل مع الأسف كل المواطنين وخاصة شبابنا، الذي يمثل أكثر من ثلث السكان”، داعيا إلى بلورة “سياسة جديدة مندمجة للشباب”.

يذكر أن صندوق النقد الدولي، قد دعا في يناير 2018 سلطات المملكة إلى “الحد من مستويات البطالة التي لا تزال مرتفعة ولا سيما بين الشباب” فيما شدد البنك الدولي في وقت سابق على وجوب معالجة هذه المسألة “بجدية كبيرة”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد