باشر حزب الأصالة والمعاصرة تحركاته من أجل رص صفوف تحالفات الانتخابات القادمة المقرر انعقادها عام 2021، في محاولة منه لتلافي أخطاء الاصطفاف التي وقع فيها الحزب على عهد أمينيه السابقين “إلياس العماري” و”حكيم بنشماش”، والتي دفعت بثاني حزب في نتائج انتخابات أكتوبر 2016 إلى اختيار الركون في صف المعارضة.
وفي سياق التحركات السياسية، التقى عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، يوم أمس الخميس 9 يوليوز 2020، مرفوقا برشيد العبدي، رئيس الفريق النيابي للبام، في إطار زيارة إلى مقر حزب الاتحاد الدستوري بمدينة الدار البيضاء، محمد ساجد، الأمين العام للحزب، للتباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقام وهبي في إطار سلسلة اللقاءات التواصلية التي برمجها مع قادة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان أغلبية ومعارضة، في محطة هي الرابعة من نوعها، بزيارة إلى حزب الحركة الشعبية، للتشاور مع امحند العنصر، الأمين العام لحزب السنبلة، كما أجرى الأمين العام للبام ، مشاورات مع ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وذلك بمقر الحزب بالرباط.
من جهة ثانية، وتدشينا لمسلسل التقارب مع العدالة والتنمية، ينتظر أن يعقد الأمين العام لحزب الجرار لقاء تشاوريا مع الأمين العام لحزب المصباح سعد الدين العثماني، على الرغم من الانتقادات الداخلية التي لا تزال تؤمن بأن حزب الأمين العام السابق عبد الإله بنكيران “خط أحمر”، وهو الأمر الذي رفضه وهبي، حينما صرح عقب الإعلان عن ترشحه لمنصب الأمين العام، أنه “ليست هناك خطوط حمراء ولا بيضاء في علاقة الحزب بالفاعلين السياسيين”.
ويبقى التقارب مع حزب التجمع الوطني للأحرار، في ظل الظروف الحالية مستبعدا، خصوصا بعد مطالبة حزب الجرار بتشكيل لجنة تقصي الحقائق في الصفقات “المشبوهة” التي عقدت على عهد القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، ووزير الشبيبة والرياضة السابق رشيد الطالبي العالمي، منها صفقة إحداث موقع إلكتروني خاص بالتخييم بمبلغ 250 مليونا عوض ثمنه الحقيقي المحدد في 20 مليون سنتيم، بناءا على تقرير من مفتشية وزارة المالية، في ظل تقارب في المواقف مع حزب العدالة والتنمية الذي دخل بدوره على خط الصفقات المشبوهة “كلفة الألعاب الإفريقية”، و”اختلالات صفقات مخيمات الأطفال”.
صدام الأحرار والبام حسب متتبعين للشأن الحزبي المغربي يدفع نحو تقارب واضح بين وهبي والعثماني، في محاولة لتلافي “الأخطاء” الإستراتيجية التي دُفع نحوها الحزبان على عهد كل من الأمين العام السابق لحزب المصباح “عبد الإله بنكيران” وأمين الجرار السابق “إلياس العماري”.