الباك ……..مآل الفرحة

ابتدءا من فجر يوم 22 يونيو بدأت نتائج الباكالوريا في الظهور، واجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا الفايسبوك التهاني والتبريكات بنجاح عشرات الألآف من الطلبة على امتداد خريطة المملكة، الكل يهنئ الكل بالتفوق والنجاح، ملأت الفرحة قلوب الآباء والأمهات، وبعد أن أصبح الصبح وطلعت شمس النهار وبعد ان زغرد الجميع وانتشى بنجاحه برزت أسئلة من قبيل ماذا بعد النجاح ؟!

ما هي الآفاق ؟! ما هي الخطوة القادمة في طريق هولاء الشباب الحاصلين على الباك حديثا لتأمين مستقبلهم؟ أسئلة تتساقط كالأمطار على رؤوس الأبناء والآباء سواء ولايجدوا لها جوابا، لتبرز الجامعات المغربية بكل تخصصاتها أمامهم فاتحة أبوابها للدخول ولكن بدون أمل يذكر بعد التخرج منها.

في الكثير من دول العالم المتحضر هاته الأسئلة أجوبتها حاضرة بحيث أن الحكومات منذ زمن بعيد استطاعت بنسبة كبيرة أن توفق بين نسبة البكالوريا وعدد وتنوع الموسسات التي يمكنهم ولوجها بعد الثانوية، وكذلك مع متطلبات سوق الشغل بعد ذلك، وبما أننا في هذ البلد نعتبر فرنسا والفرنسيين قدوتنا ومثالنا الأعلى خصوصا من الناحية الشكلية للأسف، فذلك البلد يوفر للحاصلين على شهادة الباك الاختيار بين ما يقرب 3000 مؤسسة تعليم عالي من بينها 95 جامعة منها 13 تابعة للقطاع الخاص، ويبلغ عدد مدارس المهندسين 246، وما يقرب من 200 معهد للتجارة وإدارة الأعمال والمئات من المدارس الأخرى لمختلف التخصصات التي قد يحتاجها سوق العمل الفرنسي المحلي ، وغير بعيد عن المثال الفرنسي توفر ألمانيا لطلبتها أكثر من 300 مؤسسة تعليمية مكتملة التخصصات ومستوى التعليم فيها مرجع على مستوى العالم بحيث تكون جيل من الشباب الألماني يضمن تفوق الأمة الألمانية في كل شيء تقريبا إلا الفشل!.

عندما نعطي هاته الأمثلة فليس من منطلق عقدة الأجنبي-ولو أن هذه العقدة ليست دائما سلبية لو تم استغلالها جيدا بعيدا عن القشور الزائفة- ولكن لإعطاء أمثلة إيجابية ومتميزة لتحفيز الفاعلين في هذا المجتمع وتحسيسهم بمدى أهمية تعبيد الطريق أمام هؤلاء الشباب الناجحين لتوهم، ويحذوهم الأمل في غد أفضل.

النجاح في الباك هو بداية لطريق شاق وصعب، إما ان ينتهي بصاحبه في مصاف التميز والرقي وإما سيجد نفسه تائها في الشوارع وكأن قدماه لم تطأ أرض المدرسة نهائيا، وفي كل الأحوال على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة ازاء أجيال من الشباب تضيع بسبب الإهمال وتردي الخدمات التعليمية المقدمة لهم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد