اعترف البابا فرنسيس لأول مرة بالاعتداء الجنسي على راهبات من قبل كهنة وأساقفة، بما في ذلك استخدم فيها بعض رجال الدين النساء كرقيق جنس. وقال إنه ملتزم بإنهاء المشكلة في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
وجاءت تصريحاته ردا على سؤال أحد الصحافيين خلال رحلة عودته إلى روما من أبو ظبي.
وسأل المراسل البابا عن مقال نشرته مجلة الفاتيكان الأسبوع الماضي يفصّل فيه تقارير عن إساءة المعاملة الجنسية من قبل رجال الدين، مما يؤدي إلى لجوء الراهبات لعمليات إجهاض أو ولادة أطفال من الكهنة.
وحسب رويترز قال البابا فرنسيس إن “هذا صحيح … كان هناك كهنة وحتى أساقفة قاموا بذلك”.
وأضاف “أعتقد أنه ما زال مستمرا لأن شيئا لا يتوقف فقط لأنك أصبحت على علم به”.
وكان مقال في مجلة الفاتيكان قد أشار إلى أن الكهنة في إفريقيا تحولوا إلى ممارسة الجنس مع الراهبات باعتبار أنهم آمنات وغير مصابات بالإيدز المنتشر هناك.
وتحدثت راهبات في تشيلي والهند أيضا عن حالات اعتداءات جنسية ارتكبها كهنة في تلك البلدان.
وقالت لوسيتا سكارفيا، رئيسة تحرير مجلة نساء الفاتيكان، إنه “إذا استمرت الكنيسة في إبعاد أعينها عن الفضيحة التي تزداد سوءا بسبب سوء المعاملة التي تعاني منها النساء جراء عمليات الإجهاض القسري وإنجاب أطفال لا يعترف بهم الكهنة ، فان حالة الاضطهاد النساء في الكنيسة لن تتغير “.
في العام الماضي نشرت وكالة أسوشيتد برس نتائج تحقيقات واسعة في حالات الاعتداء الجنسي على الراهبات من قبل رجال دين في أربع قارات: أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
وحسب الوكالة فقد تم الإبلاغ عن الإساءة بأنها “عالمية وواسعة الانتشار”، مشيرة إلى أنها استمرت، جزئيا ، لخوف الراهبات الانتقام إذا أبلغن عن الاعتداء.
وقد أشار البابا فرنسيس نفسه في وقت سابق إلى قضية سلفه، بينيديكت السادس عشر، الذي قام في عام 2005 بحل نظام ديني من الراهبات بسبب “عبودية للنساء، عبودية (ترقى) إلى درجة العبودية الجنسية من جانب رجال الدين أو المؤسسة”.
ولاحقا نقلت نيويورك تايمز عن المتحدث باسم الفاتيكان أليساندرو جيسوتي قوله إن البابا فرنسيس كان يشير إلى راهبات ساينت سان جان وهي مجموعة صغيرة في فرنسا واجهت مجموعة متنوعة من المشكلات.
وأثارت قضية الاعتداءات الجنسية من قبل الكهنة الرأي العام العالمي. ولم يقتصر الأمر على النساء فحسب بل طال أطفالا أيضا.
وسبق أن نقل كهنة كثيرون اشتبه بأنهم تحرشوا بأطفال إلى أبرشيات أخرى، في ظل ثقافة التكتم راسخة الجذور في الكنيسة.
وخلال 2018 هزت تحقيقات ومحاكمات عدة في الولايات المتحدة وأوروبا وتشيلي وأستراليا الكنيسة الكاثوليكية، في ظل ازدياد الشكاوى المقدمة من ضحايا اعتداءات جنسية.
وقال البابا الأرجنتيني إنه “ينبغي التأكيد أن الكنيسة لن توفر جهدا لمواجهة هذه الفظائع وتسليم كل من ارتكب جرائم كهذه إلى القضاء”، من دون التوضيح ما إذا كان المقصود النظام القضائي الداخلي في الكنيسة الكاثوليكية (القائم على القانون الكنسي) أو مسار القضاء المدني في الدول.
ولا يلزم القانون الكنسي الكهنة بإبلاغ هيئات التقاضي المدني بالجرائم، إلا في حال نصت تشريعات بلدانهم على ذلك.