الانتحار .. النزيف الذي يجب أن يؤرقنا

“الانتحار” هذه الكلمة المخيفة التي تثير الرعب في النفوس، لم تعد كذلك في ظل انتشار هذا الفعل بشكل مهول داخل المغرب الذي يعد ثاني دولة عربية بعد السودان في تصنيف الشعوب الاكثر اقبالا على وضع حد لحياتهم.

ما الذي يجري في المغرب يجعل من فعل مؤلم وقاسي وترفضه كل العقول السوية أمرا طبيعيا يحدث في اليوم الواحد مرات، ان يدفع اليأس شخصا معينا لقتل نفسه فنحن أمام حالة اجتماعية خطيرة يجب الوقوف عليها والاهتمام بها وفتح النقاش فيها بجدية.

يرتبط فعل الانتحار بمشاكل عديدة، والحديث عنه مرتبط بالحديث عن مايعيشه المجتمع من تدهور على جميع المستويات الاخلاقية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية. اضافة الى تاثير وسائل التواصل الاجتماعي والارتباط الوثيق بوسائل التكنولوجيا الحديثة التي اقتحمت كل البيوت بدون استئذان، قبل أن نكون مؤهلين لذلك، شبابا وشيبا ينساقون وراء الاحلام المعلقة على شاشات الهواتف او الحواسب، التي تجرهم الى عالم من الخيال، يستيقضون منه بعد فوات الآوان.

ويأتي الانتحار ايضا كردة فعل على موت حلم تمنى المرء تحقيقه وفي الغالب يكون هذا الحلم حقا من حقوقه، الحق في العمل، في الشغل، في العيش الكريم اضافة الى الإحساس ب” الدونية والحكرة”.

نسبة الانتحار في المغرب مقلقة جدا، ولايجب التعامل معها على انها حالات منعزلة -خصوصا في ظل غياب أرقام واضحة- كيفما كانت أسبابها يجب ان تتكاثف الجهود كل من موقعه من أجل معرفة حقيقة ما يجري، ومحاولة تشريح هذه الظاهرة الخطيرة التي يتساوى فيها كل الفئات العمرية.

وأخيرا أين هو دور البحث العلمي في هذه المتابعة ودور الجامعة ومختبرات السوسيولوجيا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد