تعتبر جريمة الإغتصاب من أكثر الجرائم المقترفة في حق النساء داخل المجتمع المغربي حيث لا تمر علينا فترة إلا ونسمع عن جريمة اغتصاب أو هتك عرض في حق راشدة ، قاصر أو طفلة الشيء الذي يؤثر على المرأة بصفة عامة جسديا و نفسيا ويجعل أغلبهن يعانين في صمت طوال حياتهن في ظل غياب متابعة نفسية.
حياة: اغتصبني خالي و أصبحت أخاف من الرجال
بتوتر تحكي لنا الطفلة حياة البالغة من العمر 14 سنة عن التجربة المريرة التي مرت بها وذلك بعد أقدم خالها البالغ من العمر 18 سنة على اغتصابها في منزل جدها الكائن بمدينة واد زم، حيث كان يعتدي عليها مرات متكررة مهددا إياها بالقتل في حالة ما إذا أخبرت أحدا بذلك فتوالت الاعتداءات الجنسية.
وتضيف حياة أن الخال كان يشاهد فيديوهات بورنوغرافية طوال الوقت وبعد ذلك يجبرها على مرافقته بالقوة، حيث لم يقف الأمر عند هذا الحد بل هتك عرض أخويها اللذان يبلغان من العمر 7 سنوات و 5 سنوات مستغلا غياب والدتها الدائم عن منزل العائلة.
بدموع تقول الطفلة حياة :” ما وقع لي جعلني أخاف من الرجال و أتجنب الحديث معهم أو حتى المرور بمكان يوجد به رجال، خالي دمرني و دمر حياتي و حالتي النفسية أصبحت متدهورة، لم أعد قادرة على متابعة دراستي كباقي الفتيات، أصبح الخوف يراودني أينما حللت”.
نجية أديب: الإخصاء كفيل بتخفيف جريمة الإغتصاب داخل المجتمع
وفي إتصال للمصدر ميديا بنجية أديب، رئيسة جمعية “متقيش ولادي” لحماية الطفولة أكدت على أنه وجب إخصاء جميع مغتصبي الاطفال خاصة، وذلك من أجل الحد من هذه الظاهرة التي تفشت داخل المجتمع بشكل يدعو للقلق.
وأضافت أديب أن السجن لايشكل عقوبة رادعة لمن يقدم على جريمة الاغتصاب بل الإخصاء كفيل بتخفيفها داخل المجتمع من أجل تحسين سلوك المجرم.
وأكدت رئيسة جمعية “متقيش ولادي” في ذات السياق على أن السجن أصبح بمثابة فندق خمسة نجوم و مرتعا للمجرمين طالما يوفر جميع شروط العيش الكريم الشيء الذي يجعل السجين يكرر ارتكاب الجرائم ولا يهاب العقوبات السجنية.
ليلى: اغتصبني بتواطؤ مع صديقتي
قبل أن تحكي لنا قصتها أخذت نفسا عميقا واغرورقت عيناها بالدموع وبحسرة قالت ” كان يومه الأحد وكنت متواجدة بالبيت و إذا بصديقتي تتصل بي و تطلب مني مرافقتها لمقابلة صديقها، ترددت في بادئ الأمر، ومع إلحاحها وافقت على مرافقتها”.
وأضافت ليلى:” حللنا بالمقهى الذي يتواجد به صديقها وإذا بي أتفاجأ بوجود شخص آخر برفقته والذي حاول التقرب مني والتودد لي غير أني لم أعره أي اهتمام….حان وقت الرحيل صديقتي فجأتني برغبتها في مرافقة صديقها على دراجته النارية..وأقنعتني بمرافقة صديقه على دراجته حيث سيقلني بالقرب من منزل أهلي، وبالفعل رافقته وإذا به يغير الوجهة إلى غابة خارج المدينة، حيث قام بإغتصابي بوحشية بالرغم من توسلاتي ” .
بنبرة مليئة بالحسرة و الدموع تؤكد ليلى أنها اكتشفت أن صديقتها هي من كانت وراء تلك الجريمة غير أنها فضلت الصمت خوفا من الفضيحة خاصة وأن عائلتها جد محافظة .
تضيف ليلى :” منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي مر عليه أكثر من 3 سنوات وأنا أعاني من حالة نفسية متدهورة وأرفض جميع العرسان المتقدمين لي مخافة من الفضيحة أمام أهلي..فكرت في الانتحار لمرات عديدة غير أني لم أملك حتى الشجاعة لوضع حد لحياتي”.
ليلى أميلي: وجب على الجميع التجند ضد ظاهرة الإغتصاب
تؤكد ليلى أميلي رئيسة جمعية جسور على أن انتشار ظاهرة الاغتصاب أصبحت تخيف وبالتالي وجب أن تكون معالجة جذرية في ظل وجود عقوبات ضئيلة في القانون الجنائي الذي يلزم إصلاحه من أجل تشديد العقوبات.
وتقول أميلي “في بعض الأحيان نجد عقوبات خفيفة والتي يليها عفو حيث يقوم الشاب بممارسات و يفرج عنه ويعيد نفس الممارسات، كما وجب على المؤسسات التعليمية و دور الشباب و الأحزاب أن تلعب دورها في مسألة تأطير الشباب من أجل تفادي الوصول إلى الممارسات التي أصبحت متفشية داخل مجتمعنا والتي تمس كرامة النساء المغربيات”.
وتابعت رئيسة جمعية جسور :”مع تفاقم ظاهرة الإغتصاب و الإعتداءات وجب على الجميع التجند ضد هذه الظاهرة خاصة الأسرة التي وجب أن تزرع في الجيل الصاعد الأخلاق وإحترام الآخر “.