الإطاحة بوجوه إعلامية مصرية بارزة: برامج “التوك شو” في “الآوت”

في أسبوع عاصف وصاخب على الإعلاميين المصريين، شهدت خريطة برامج “التوك شو” تغييرات كثيرة تضمنت الإطاحة بإعلاميين من الموالين للنظام الحاكم والاكتفاء ببعض الوجوه، حيث أكد مراقبون أن هذه التغييرات سيتم من خلالها تقليل مساحة السياسة لصالح برامج الرياضة والفن والقضايا الاجتماعية.

وشمل قرار التوقيف عدد من الإعلاميين البارزين في المشهد الإعلامي المصري وهم لميس الحديدي ووائل الإبراشي وجابر القرموطي وتامر أمين وتامر عبد المنعم، فضلا عن إغلاق بعض القنوات، وذلك بعد إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استيائه من برامج “التوك شو” منتقدا تعددها وطول فترة بثها.

وغابت الإعلامية لميس الحديدي مقدمة برنامج “هنا العاصمة” على قناة “سي بي سي” رغم إعلانها العودة بعد عطلتها، حيث نشرت تغريدة على حسابها الشخصي ب”التويتر” تقول فيها: “وخلصت الإجازة، راجعين للشغل تاني. هنا العاصمة التاسعة مساء السبت القادم 1 سبتمبر بإذن الله”، وهو الشيء الذي لم يحدث.

وحسب ما أفادت به مصادر صحفية مصرية نقلا عن أحد العاملين بقناة “سي بي سي” قوله إن لميس الحديدي تواجدت بالفعل في القناة، وعملت مع فريقها على إعداد الحلقة، قبل أن يتلقى فريق البرنامج اتصالا من إدارة القناة لإبلاغهم بأن الحديدي لن تقدم الحلقة، وستظهر الإعلامية ريهام إبراهيم التي تشتغل بنفس القناة  بدلا منها.

وظهر زوج الحديدي، عمرو أديب، صحبة تركي آل الشيخ وهو يوقع على عقود انضمامه لقناة “إم بي سي مصر” في انتقال وصف بالأغلى في تاريخ الإعلام العربي.

وأثار غياب لميس الحديدي جدلا واسعا في مصر خصوصا وأنها من الموالين للنظام الحاكم وأشد دفاعا عنه، حيث اختارها الرئيس عبدالفتاح السيسي الظهور معها بصحبة الإعلامي إبراهيم عيسى في أول خروج إعلامي له بعد خلع البذلة العسكرية وأعلن الترشح لرئاسة مصر بعد شهور من الإطاحة بالرئيس محمد مرسي.

الخريطة الإعلامية الجديدة بمصر

أكد مختصون في الشأن الإعلامي بمصر أن هذه التغيرات الكثيرة التي طرأت على المشهد الإعلامي المصري لها هدف واحد وهو تقليل المساحة السياسية وتغيير الوجوه المعتادة واستبدالها بوجوه جديدة.

الكاتب والصحفي سليم عزوز، قال في حوار له على قناة “الجزيرة مباشر” إن هناك خريطة جديدة للإعلام بمصر تهندس من قبل الأجهزة الأمنية والمخابراتية، مضيفا أن تخلي عبدالفتاح السيسي عن الإعلاميين الداعمين له أمر متوقع بعد إقصاء شركائه في الانقلاب على حد تعبيره، مثل محمد إبراهيم وزير الداخلية، وصدقي صبحي وزير الدفاع .

وأشار سليم عزوز إلى أن الإعلاميين الموجودين حاليا بقوا من عهد الرئيس حسني مبارك، حيث سبق وأن تخلوا عنه بعد ثورة 25 يناير 2011 كما أن بعضهم متعددي الولاءات للأجهزة الأمنية وكان من الطبيعي ألا يثق فيهم السيسي مجددا.