الأنصاري: الجميع مدعو إلى الإسهام في تعزيز الوعي الإعلامي لمحاربة الخطاب المحرض على الكراهية

أكد محمد الأنصاري، رئيس جهة فاس مكناس، “أن الإعلام اليوم أضحى يشكل آلية أساسية في بناء السلام وتكريس قيم الحوار والعيش المشترك ، بما يلعبه من دور مهم في هذا الجانب”، مضيفا أن “الخطاب الإعلامي اليوم يتصدر كل الخطابات المؤثرة في المجتمعات ولدى الشعوب، بل وحتى لدى الكثير من صانعي القرار على المستوى العالمي”.

وقال الأنصاري، اليوم السبت في معرض كلمته ضمن الندوة التي نظمتها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف في موضوع: “بين حوار وصدام الحضارات : هل يتحول إذكاء النزاعات إلى أصل تجاري لوسائل الإعلام”، ” إننا اليوم وكأننا أما سباق إعلامي دولي جديد توظف فيه جميع الوسائل والإمكانيات من أجل أهداف مختلفة بل ومتناقضة في الكثير من الأحيان . وإذا كان هذا التطور التاريخي يعد مكسبا حضاريا كبيرا جدا، لا يمكن أبدا قياس تأثيره الكبير على تطور الحياة اليوم ، فإن هناك وجه آخر يضع بعض وسائل الإعلام في قفص الاتهام، على خلفية أشكال من التلاعب بالرأي العام، ليس فقط من قبل أنظمة منغلقة، بل يتم ذلك حتى من طرف أنظمة ديمقراطية بتواطؤ مع مؤسسات إعلامية لغايات سياسية ضيقة”.

Aucune description disponible.

وأضاف الأنصاري أن بعض وسائل الإعلام “بدأت تلعب دور التأجيج والتحريض، الذي اضطلع به بعض الفاعلين في هذا القطاع الحيوي، إبان العديد من النزاعات المسلحة وغير المسلحة، من خلال ممارسة التضليل، وترويج الإشاعة، وتأجيج الخلافات، والتحريض على العنف ، وترسيخ خطاب الكراهية ، والنزعات العرقية ، والسياسات الإقصائية ، والأفكار المتطرفة ، حيث كان الخبر المضلل والخطاب المحرض ، إما سببا في حروب دامية ونزاعات ، أو سببا في استدامتها ، أو توسيعها أو تطويرها”.

وأشار رئيس جهة فاس مكناس إلى أن نقاشات دولية انبثقت حول الرهان على زرع ثقافة السلام والحوار بين الحضارات ، والعيش المشترك ، والاعتراف المتبادل ، ما يقتضيه ذلك من استثار في نجاعة الإعلام والسعي إلى توجيه قوة تأثيره نحو دعم مسارات الحوار البناء، وخدمة قضايا التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمعات ، بوسائل سلمية تحفظ السلم والانسجام بين القوى والشرائح المكونة للمجتمع، يحدث خلالها الخطاب الإعلامي أثرا إيجابيا في المجتمع”.

Aucune description disponible.

ومن هذا المنطلق، يقول نفس المتحدث، “فإننا مدعون جميعا، كل من موقعه ومسؤوليته، إلى الإسهام في تعزيز الوعي الإعلامي لمحاربة التصورات المخطئة، والأحكام المسبقة، والخطاب المحرض على الكراهية ؛ وكذا تثمين جمود الصحافة الموضوعية والمحايدة ، التي ترتكز في أداء واجبها المهني على مبادئ وأخلاقيات المهنة، باعتبارها رافعة أساسية ودعامة مهمة في التصدي ومواجحة الشائعات التي يتعرض لها الرأي العام  من وسائل إعلام تغذي هذه الأخبار الزائفة والمغلوطة.

وسيمكن هذا العمل، يسترسل الأنصاري، “من تثمين جمود بلادنا في تعزيز التلاقح الثقافي، ودعم تنوع روافد الهوية، بما تتميز به من غنى مكوناتها، خاصة وأن المغرب يعطي المثال دوما، في الحد من فتيل النزاعات والصراعات، سواء على الصعيد الإفريقي أو الشرق الأوسطي، بل وحتى العالمي.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد