الأمم المتحدة تدق ناقوس خطر إرتفاع نسبة الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري

دعت منظمة الأمم المتحدة دول العالم إلى ضرورة خفض انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بنسبة 7% كل عام على مدار العقد المقبل للسير على الطريق الصحيح في إبقاء ارتفاع درجات الحرارة دون مستوى 1.5 درجة مئوية، وخفض الاختلالات المناخية إلى أدنى حد ممكن على الأرواح، الكوكب، والاقتصادات.

جاء ذلك في تقرير جديد صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة اليوم الثلاثاء، والذي أشار إلى توفر حلول لجعل تحقيق هذا الهدف ممكنا، لكن لا يتم نشره بالسرعة الكافية.

وحذر التقرير من أنه حتى لو تم تنفيذ جميع الالتزامات غير المشروطة، بموجب اتفاق باريس، فمن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار 3.2 درجة مئوية، مما يؤدي إلى آثار مناخية أوسع نطاقا وأكثر تدميرا.

 ولتحقيق هذه التخفيضات، يشدد التقرير على ضرورة أن تزيد مستويات الطموح في المساهمات المحددة وطنيا خمسة أضعاف على الأقل للهدف المتمثل في إبقاء ارتفاع درجات الحرارة دون مستوى 1.5 درجة مئوية.

وأوضح التقرير أن عام 2020 هو عام حاسم بالنسبة للتغير المناخي، حيث يهدف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الذي سيعقد في غلاسكو إلى تحديد المسار المستقبلي للجهود المبذولة لتجنب الأزمة، والبلدان التي يتوقع أن تزيد التزاماتها المناخية بشكل كبير.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إنه و”منذ عشر سنوات، كان تقرير فجوة الانبعاثات يدق ناقوس الخطر- ولمدة عشرة أعوام زاد العالم من انبعاثاته”.

وقال الأمين العام إنه لم يكن هناك وقت أكثر أهمية للاستفادة من العلم، مشيرا إلى أن الفشل في الاستجابة لهذه التحذيرات واتخاذ إجراءات صارمة لعكس اتجاه الانبعاثات يعني أننا سنشهد موجات الحر والعواصف والتلوث المميتة والكارثية.

وحذرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ من أن تجاوز درجة حرارة 1.5 درجة مئوية سيزيد من تواتر وشدة تأثيرات المناخ مثل التعرض لموجات الحر والعواصف التي شهدتها جميع أنحاء العالم في السنوات القليلة الماضية.

وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، “فشلنا الجماعي في العمل مبكرا وبقوة فيما يتعلق بتغير المناخ يعني أنه يجب علينا الآن أن نحقق تخفيضات كبيرة في الانبعاثات أكثر من 7% كل عام، إذا قسمناه نزولا بالتساوي على مدى العقد المقبل. نحن بحاجة إلى تحقيق انتصارات سريعة ونحن نطلق تحولات تغير المناخ المجتمعية الجذرية، أو ستجعل التأخيرات أيضا الهدف المتمثل في إبقاء ارتفاع درجات الحرارة دون مستوى 1.5 درجة مئوية بعيد المنال.”

وتمثل دول مجموعة العشرين مجتمعة 78% من جميع الانبعاثات، ولكن خمسة بلدان فقط من أعضاء مجموعة العشرين التزمت بتحقيق هدف طويل الأجل للانبعاثات الصفرية.

وعلى المدى القصير، يشير التقرير إلى أنه سيتعين على الدول المتقدمة خفض انبعاثاتها بشكل أسرع من الدول النامية، وذلك لأسباب ترجع إلى الإنصاف والعدالة. ومع ذلك، ستحتاج جميع البلدان إلى المساهمة بشكل أكبر في التأثيرات الجماعية. ويمكن للبلدان النامية أن تتعلم من الجهود الناجحة في البلدان المتقدمة؛ ويمكنها حتى تعديها واعتماد تقنيات أنظف بمعدل أسرع.

كما يشير التقرير إلى أن على جميع الدول أن تزيد بشكل كبير من طموحها في مساهماتها المحددة وطنيا، كما جاء في التزامات باريس في عام 2020 وأن تتبعها بسياسات واستراتيجيات لتنفيذها. الحلول متوفرة لجعل تحقيق أهداف باريس ممكنا، لكن لا يتم نشرها بسرعة كافية أو على نطاق واسع بما فيه الكفاية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد