“الأمراض الجنسية” شبح يتربص بالباحثين عن المتعة في غياب الوعي بخطورتها

“الأمراض الجنسية”، من الطابوهات التي يرفض المجتمع المغربي التحدث عنها بالرغم من انتشارها بشكل كبير بين جميع الفئات العمرية خاصة الشباب والمراهقين، وذلك لعدة أسباب أبرزها ضعف الثقافة الجنسية في المدارس وغياب سياسة التواصل بين الأباء والأبناء في هذا الصدد، لذلك قرر “المصدر ميديا” التطرق لهذه المشكلة التي تعتبر تهديدا للمجتمع من خلال التقرب من أشخاص أصيبوا أو لا يزالوا مصابين بمرض انتقل لهم عن طريق الجنس.

سننطلق من مدينة مراكش، مع مريم وهي فتاة عشرينية رفضت الافصاح عن معلومات أكثر عنها، لكنها صرحت لنا أنها أصيبت بمرض جنسي رغم ممارستها الجنس السطحي فقط، ووضحت ذلك قائلة: “مارست الجنس مع خطيبي في فترة الخطوبة لكن بشكل سطحي وبعد عدة ايام لاحظت ظهور ثآليل جنسية بالمهبل وعندما ذهبت للطبيب النسائي قال لي إنني أصبت بـ“فيروس الورم الحليمي البشري” وهو فيروس جلدي ينتقل عند ممارسة الجنس وبسببه قمت بعملية استئصال الثآليل لكي لا تتكاثر الأمر الذي أثر عليا نفسيا بشكل كبير كما أثر على علاقتي بخطيبي آنذاك”.

من مريم سننتقل إلى مراد، وهو شاب مثلي الجنس يعيش بمدينة أكادير ويشتغل في مجال الفندقة، قال لنا في تصريحه “إنه اكتشف اصابته بمرض “الايدز” منذ 3 سنوات، وذلك بسبب ممارسته الجنس بدون حماية عدة مرات منذ ان كان في سن المراهقة بسبب الطيش وعدم اكتسابه لثقافة جنسية كافية تجعله يحمي نفسه من الأمراض الجنسية”، كما أكد أن مرض الايدز الذي أصيب به يصيب عددا كبيرا من مثليي الجنس بسبب رفض المجتمع لهم وتوجههم نحو الدعارة لكسب المال.

أما جمال فهو شاب في بداية الثلاثينات، من مدينة الرباط ويشتغل في مجال التسويق أكد أنه عندما كان في بداية العشرينات كانت لديه الرغبة في القيام بمغامرات جنسية، لذلك اصبح يستقدم رفقة اصدقائه بائعات الهوى ويمارس معهن بدون حماية بسبب غياب الثقافة الجنسية -على حد قوله- ما أدى لاصابته بمرض “السيلان”، حيث صرح المتحدث بأنه عاش مدة طويلة من العذاب الجسدي والنفسي بسبب جلد الذات والمعاينات والتحاليل الطبية التي كان يقوم بها بشكل متكرر.

عرف العلماء الأمراض المنقولة جنسيًا، على أنها الأمراض التي غالبا ما تنتقل عن طريق ممارسة الجنس، إما الجنس المهبلي، أوالفموي أوالشرجي، ومعظم هذه الأمراض لا تسبب في البداية أعراضا، مما يزيد من احتمال تمريرها للآخرين، كما قد تشمل علامات وأعراض المرض الإفرازات المهبلية، إفرازات القضيب، قرحات على أو حول الأعضاء التناسلية، وألم حوضي. قد تؤدي الأمراض المنقولة جنسيًا المُكتسبة قبل أو خلال الولادة إلى نتائج سيئة للطفل. أو على القدرة على الحمل.

وحسب تقرير طبي صادر عن وزارة الصحة سنة 2016، فإن المغرب يشهد تسجيل أزيد من 400 ألف حالة سنويا بسبب هذه الأمراض، ضمنها 70 في المائة في صفوف النساء، مضيفة أنه يقدر عدد الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة بـ24 ألف شخص، مع تسجيل 1200 حالة عدوى في 2015، رغم تقلص هذا العدد بنسبة 42 في المائة منذ 2000.

وللوقاية من هذه الأمراض التي أصبحت تنتشر بشكل كبير، يؤكد الأطباء الاختصاصيون في الأمراض الجنسية أنه من الضروري استعمال الواقي الطبي بالطريقة الصحيحة، وتجنب الخيانة وتعدد الشركاء الجنسيين، إضافة إلى ذلك يؤكدون على ضرورة نشر الثقافة الجنسية بين المراهقين والشباب الذين يعتبرون الفئة الأكثر عرضة لهذا النوع من الأمراض.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد