أغاني شبابية مختلفة بإيقاعات خفيفة وسريعة وبكلمات عادية متداولة، تلك التي أصبح عدد من الفنانين المغاربة الشباب الذين يصطلح عليهم ب “الجيل الجديد” يصدرونها وسرعان ما تحقق انتشارا واسعا في ظرف وجيز، ونسب مشاهدة عالية على اليوتوب وعلى تطبيقات الأغاني.
هذه النتائج التي أصبحت تحققها الأغنية المغربية الشبابية في السنوات الأخيرة من حيث الانتشار والازدهار وبفضله أصبح الفنانون يحصدون عدة ألقاب وطنية وعربية وعالمية، لم تسلم من الانتقادات المتكررة الموجهة إليها بسبب الاعتماد على “البوز” بشكل كبير سواء في الكلمات والألحان أو مشاهد الفيديو كليب لتحقيق نجاح آني زائل كالغبار المتناثر على الطريق بعيدا عن الإبداع.
سيطرة الأغنية المغربية الشبابية على الساحة العربية
أضحت الأغنية المغربية الشبابية هي المنافس الأول للمشارقة بعدما بسطت سيطرتها على الجوائز واعتلاء منصات التتويج، حيث أصبح تهافت المنتجين الأشهر عربيا على الاشتغال رفقة الفنانين المغاربة كعبدالحفيظ الدوزي الذي تعاقد مؤخرا مع شركة “مزيكا” وغيره من المغنيين الآخرين، واحتلوا الريادة العربية مزيحين فناني مصر و لبنان و سوريا والخليج العربي، حتى استسلم منظمو المهرجانات والسهرات العربية للأرقام المذهلة التي يحققوها المشاهير المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي و”اليوتوب” وأصبحوا يبرمجون الأغاني المغربية ضمن البرنامج السهرات التي يحيونها تحت طلب و إلحاح من جمهورهم.
كما دفع عدد من الفنانين بالمشرق بفضل سيطرة الأغنية المغربية على الساحة العربية إلى إصدار أغاني باللهجة المغربية يحاولون من خلالها محاكاة النجاح الذي وصلته الأغنية المغربية الشبابية التي استطاع عدد من الفنانون المغاربة تحقيقه في ظرف وجيز.
ورغم النجاحات التي حققتها هذه الموجة الجديدة للأغنية المغربية والتي تجاوزت العالم العربي لتصل إلى العالمية، مازالت تطالها انتقادات عديدة سواء من جيل الرواد للأغنية المغربية الذين انتقدوا مستوى هذه الموجة الشبابية، معتبرين أن هذه الأغاني فقدت روح الكلمة الطيبة المتزنة، وفئة عريضة من الجمهور رغم أن كلمات الأغنية المغربية الحديثة موجهة إلى فئة عمرية محددة و هي فئة الشباب إلا أنها تلقى رواجا لدى العديد من الفئات العمرية الأخرى بسبب الاعتماد على ظاهرة “البوز” بشكل كبير.
أحمد الدافري: كل فنان يبحث عن عناصر الإثارة لتحقيق الانتشار لدى الجمهور
أكد أحمد الدافري، أستاذ الإعلام والتواصل وناقد فني، في تصريح ل”المصدر ميديا” أن عناصر الإثارة التي تتضمنها الأغنية لتحقيق ما يسمى ب”البوز” يمكن وجودها لجذب المتلقي لأن أي عمل فني يجب أن تتوفر فيه عناصر الجاذبية التي تدفع الجمهور إلى متابعة العمل منذ البداية، وأضاف قائلا: “الساحة الفنية فيها منافسة شرسة بحكم وجود العديد من الأشكال الغنائية”.
وتابع الدافري حديثه قائلا: “عندما يعتمد الفنان على ما يسمى بالبوز السيئ عن طريق استعمال تعابير سيئة أو كلمات سوقية أو مشاهد في الفيديو كليبات مخلة بالحياء أو تراشقات لفظية بين مغنيين بعيدا عن الارتقاء بالذوق وبمستوى الفن يكون هدفه هو البحث عن الشهرة فقط”.
وقال الدافري: “أي فنان يشتغل في الحقل الفني يكون هدفه الرئيسي هو تحقيق الشهرة والانتشار الواسع وإثارة انتباه المتلقي لأنه يغني للجمهور، يمكنه البحث عن الوسائل لتحقيق أهدافه لكن ليس عن طريق البوز السيئ وذلك من خلال:
رؤية واضحة لمفهوم الفن، امتلاك الفنان لثقافة التي من خلالها يمكن أن يبدع في أعماله بعيدا عن النصوص الغنائية العادية، وأن يتماشى مع حاجيات المرحلة من خلال التعبير عن عدد من هموم المجتمع وهواجسه سواء ذات حمولة عاطفية أو تناقش قضايا اجتماعية أو حتى أغنية ملتزمة بقضايا سياسية، هذا بالإضافة إلى الاشتغال على الأصوات عن طريق التدريبات اليومية والبحث عن إمتاع الجمهور”.