الأعمال التلفزية الرمضانية في زمن الحجر الصحي: عصير مركّز بالسخافة ومحلى بالتفاهة

بعد أن كان المشاهد المغربي يعقد آمالا على مجموعة من الأعمال التلفزية الرمضانية التي تعرضها قنوات القطب العمومي خلال شهر رمضان، لتخفيف وطأة الحجر والصحي والاستمتاع بلحظات ترفيهية رفقة أفراد العائلة، عاد الجدل مرة أخرى على غرار السنوات الماضية حول جودة تلك الإنتاجات وقيمتها الفنية، واستمر النقاش حول تكريس الرداءة مرة أخرى بدل الاستفادة من الأخطاء والعمل بالانتقادات التي أثيرت في السنوات السابقة حول هذه الأعمال.

اتقادات بالجملة، تلك التي وجهها عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الأعمال التي تعرضها القنوات العمومية خاصة “برامج المقالب” و “السيتكومات” بسبب عدم احترامها لذوق المشاهد وذكاءه، واستمرار استخدامها لما وصفوه بـ “فبركة فجة” و”الحموضة الباسلة” و” غياب تام للإبداع والاجتهاد المطلوبين”.

وصب رواد مواقع التواصل الاجتماعي جام غضبهم على برنامج الكاميرا الخفية “مشيتي فيها”، الذي تعرضه القناة الثانية خلال موعد الإفطار، بسبب استمرار اعتماده على ما أسموه بـ “أساليب رخيصة للاستهزاء بالمشاهد وإضحاكه بطرق غير مشروعة”، متساءلين في الآن ذاته ” واش الكاميرا الخفية ديال عبد الرحيم مجد (مخرج البرنامج) فرض ولا سنة؟ في إشارة منهم إلى الكم الهائل من الانتقادات الموجهة إليها كل سنة منذ بداية عرضها، والتي أصبح المشاهد الآن يعلم تمام العلم وبعيدا عن الشك أن هناك اتفاقا مع ضيوف البرنامج على تصنع المفاجأة في مقالبها، بينما ما يحدث في حقيقة الأمر مسرحية متفق عليها بين الطرفين مسبقا، ومع ذلك يتم عرضها بنفس الطريقة دون أي تغيير سوى بعض أماكن التصوير وبعض الوجوه.

وأعرب عدد من النشطاء عن استيائهم من سلسلة “سوحليفة” في جزئها الثاني متساءلين: “أين المراقبة وأين حماية الجمهور الناشئ في قنواتنا العمومية؟، معتبرين أن مضمون السلسلة يشجع الأطفال الصغار على العنف وعدم احترام الكبار.

وحمل عدد من النشطاء المسؤولية لفئة من المشاهدين المغاربة الذين يتشبتون بمتابعة هذه الأعمال مع علمهم المسبق بمحتواها ويحرصون في الآن نفسه على انتقادها وتوجيه أصابع الاتهام إلى أصحابها.

وسئم المتلقي المغربي منذ سنوات طويلة انتظار تحسن جودة ومحتوى الأعمال التلفزية الرمضانية التي تقحم عن غير طيب خاطر مائدة إفطار المغاربة وتدفعهم إلى هجرة جماعية إلى قنوات عربية وأجنبية.

التكرار والرتابة هو أبرز عنوان خرج به المشاهد بعد تعرفه على أولى حلقات جل الأعمال الفنية لشهر رمضان لهذا العام، وأجمعوا أن أعمال هذه السنة لم تأت بأي جديد يذكر على مستوى الأفكار أو زوايا المعالجة الدرامية، رغم عدد من الانتقادات الموجهة للمخرجين والمنتجين وكتاب السيناريو وغيرهم بسبب رداءة المنتوج الفني الرمضاني، وأصبح بذلك المشاهد المغربي لا يجد في قنواته من رمضان إلى آخر سوى فراغ كبير في الكفاءة وغياب الجودة المبحوث عنها وترسيخ للرداءة والابتذال.

وخاب أمل المشاهدين المغاربة، بعد عرض أولى حلقات مجموعة من البرامج، مقتنعين أن الأعمال الرمضانية لهذا العام، خصوصا تلك التي يتم عرضها في أوقات الذروة، والتي تصادف إفطارهم الرمضاني، حالها كحال سابقاتها، “سيتكومات” و”سلسلات” مرتجلة وتستخف بالمشاهد ولا تحترم ذوقه وذكاءه، و أعمال درامية لم تأت بجديد وتعيد تكرار نفس المشاكل الاجتماعية المعروفة.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد