الأستاذ محمد الغيث: ضعف النظام الموريتاني يدفعه الى الاقتراب اكثر من المغرب

كشف ذ. محمد الغيث ماء العينين الخبير في شؤون الصحراء، أن قراءة أرقام النتائج النهائية للدور الأول من الانتخابات النيابية و المحلية الموريتانية التي تم الاعلان عنها بشكل رسمي صباح اليوم من طرف لجنة الاشراف على الانتخابات، لا تكفي للحكم على النتائج و لا لتقييمها، وأن ضعف التظام الموريتاني من الناحية السياسية، يدفعه تقليديا الى الاقتراب اكثر من المغرب.

وأكد الغيت، في تصريح للمصدر ميديا، حول تأثير نتائج الإنتخابات الموريتانية على العلاقات مع المغرب، أنه من الناحية الامنية قإن المواجه المفتوحة مع المعارضة و صعوبة احتفاظ الرئيس بولاية ثالثة دون المس بالتوازنات المناطقية و القبلية المتفق عليها منذ عشر سنوات قد تؤدي لخلل امني كبير يستفيد منه الارهابيون من جهة الذين قد يتسللون من مالي و الصحراء الكبرى و كذلك البوليساريو التي سوف تقوي حضورها العسكري في شمال موريتانيا / جنوب المنطقة العازلة و قد تهدد امنيا من داخل الاراضي الموريتانية التنقل عبر ممر الكركارات خصوصا و ان الجزائر اصبحت لها مصلحة مباشرة في اغلاقه بعد فتحها لطريق بري مع نواكشوط .

وأبرز الاستاذ الغيث أن تمكن الحزب الحاكم ” الاتحاد من أجل الجمهورية ” من حسم ٦٧ مقعدا له مع تواجد مرشحيه للتنافس على حوالي ٢٧ مقعدا في الدور الثاني لا يمكن ابدا اعتباره اكتساحا للانتخابات و لا وصفه بالفوز الساحق..، لأن الحزب لن يتمكن  من الحصول على ثلثي مقاعد البرلمان الموريتاني إلا بتحالفات، قد لا تكون سهلة الوقوع ، أو بشراء برلمانيين نجحوا تحت يافطة المستقلين أو تحت ألوان أحزاب أخرى باللجوء الى ما عرفناه سابقا في المغرب بظاهرة الترحال السياسي.

واضاف الخبير في شؤون الصحراء، أن حصول حزب تواصل ” الاسلامي ” على ١٤ مقعدا و إمكانية زيادة حصته في الدور الثاني، مما يضمن له رئاسة المعارضة مع ما لهذا الموقع من مكانة اعتبارية و دور مؤثر في الواقع السياسي الموريتاني.

وأوضح الغيث أن حصول الحزب الحاكم على أقل من ٢٠ % من الاصوات المعبر عنها بالنسبة للائحة الوطنية أي ١٣٢.١٧ صوت محصل عليه من بين ٦٨٧٠٠٠ معبر عنه … بينما الاصوات الملغاة تجاوز عددها ٣٠٠ ٠٠٠ الف صوت .. وهو ما يعني ان حزب الرئيس رغم كل الامكانيات المسخرة لم يتمكن من اقناع سوى اكثر بقليل من ١٣ % من الناخبين على المستوى الوطني.

وأبرز الخبير في شؤون الصحراء، أن الهجوم الذي شنه الرئيس قبل سفره للصين على الاسلاميين و عدم استثناء الاحزاب المشاركة في الانتخابات و الحياة السياسية اضافة الى الحملة على ” الاخوان ” أي حزب تواصل و وصفهم بالمتطرفين و هذا يؤشر على استشعار النظام قوة خصومه و بداية ماكينته الاعلامية التحضير لما سيقع من تضييق محتمل عليهم في الفترة التي ستعقب الانتخابات ،كل هذه المؤشرات تدل على ان الفترة الفاصلة بين نتائج الانتخابات البرلمانية و الانتخابات الرئاسية سوف تكون فترة مضطربة جدا حيث ان اي تعديل للدستور للسماح للرئيس ولد عبد العزيز لن يمر بالسهولة التي كانت سوف تتاح لو كان الفوز في النيابيات اكثر وضوحا، كما أن النقاشات التي عرفتها الفترة الفاصلة عن اعلان النتائج واظهرت ايضا ان الراي العام له كلمته و تأثيره و أن معركة كسبه لن تكون سهلة بتاتا ..

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد