افريقيا في العيون…الرياضة تقطف ثمار السياسة

انطلقت يوم الثلاثاء المنصرم بطولة كاس الأمم الأفريقية لكرة القدم داخل القاعة والتي من المنتظر أن تختم يوم 7 من الشهر الجاري.

كل شيء قد يبدوا طبيعيا للوهلة الأولى، فالحدث ظاهريا رياضي بامتياز والمنافسة كروية والتشويق التتويج وكل التفاصيل المتعلقة بالحدث، ستكون صلب اهتمام المتتبع للمباريات من جمهور ومحللين ومسؤولين رياضيين، لولا أن تم اختيار مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية كمقر لتنظيم التظاهرة الكروية الإفريقية.

إفريقيا عبر بوابة منظمة الوحدة الإفريقية ولاحقا وريثتها الإتحاد الإفريقي كانت دائما مسرحا مفتوحا أمام البوليساريو وولية نعمتها الجزائر، ويروجان لأطارحهما الانفصالية خصوصا في فترة الغياب المغربي عن التجمعات القارية الإفريقية, وضعف الحضور الدبلوماسي بشكله الوازن رغم الإرادة الملكية الواضحة المتجهة دوما لإفريقيا, وهو الأمر الذي عبر عنه الملك سواء من خلال خطبه أو من خلال زياراته المتكررة لأشقائنا الأفارقة ولكن ومع النهج الديبلوماسي الجديد للمغرب المبني على الحضور فى الساحة الإفريقية والمنافسة بقوة للدفاع عن حقه، كان لتنظيم البطولة الإفريقية في عيون الساقية الحمراء وقع الصدمة والأثر المزلزل على وجدان من كانوا إلى وقت قريب يعتقدون أنهم أغلقوا كل الأبواب الإفريقية أمام المملكة لرفع الصوت ومد اليد للدفاع عن وحدته الترابية.

ستنتهي البطولة ولكن الديبلوماسية المغربية التي أنتجت هذه الخطوة وخططت لها بإحكام اثبت لنا وللعالم أجمع أنها متقدمة بخطوات أمام من ينافسون المملكة على حقوقها المشروعة بدون وجه حق، وأنا على ثقة أننا سنفاجأ كثيرا وكل مرة بخطوة وربما خطوات أخرى متقدمة وغير متوقعة من نفس العقل الإبداعي المغربي الذي أصبح يتحرك بشكل غير تقليدي وغير كلاسيكي للوصول لأهداف الديبلوماسية المغربية في قضية وحدته الترابية، ونتمنى أن تظل الديبلوماسية المغربية متيقظة دائما لا أن يكون التحرك مناسباتيا.

نجح المغرب في استضافة تظاهرة كروية وشد انتباه العالم ولو لأيام لعاصمة لكبرى حواضر الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي يلقي بمسؤولية كبرى على القائمين علي الشأن المحلي من أجل بدل جهور أكبر لجعلها فعلا في مصاف المدن الكبرى

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد