احتلال الملك العام بتمارة..إلى متى؟

“احتلال الملك العام”، من المشاكل التي تعاني منها مدينة تمارة منذ وقت طويل، حيث أصبحت شوارعها مليئة بعربات بيع الخضار والمأكولات الخفيفة، إضافة إلى الباعة المتجولين الذين ينتشرون بشكل مهول في غياب سلطة القانون، وكل هذا يؤثر سلبا على السكان الذي يعانون أمرين بشكل يومي في غياب دور المسؤولين الذين يتساهلون مع هذا المشكل رغم تفاقمه، لذلك قرر “المصدر ميديا” التطرق لهذا المشكل من أجل معرفة تأثيره على كل الأطراف المشاركة فيه والمتضررة منه.

معاناة السكان

خلال جولتنا بأحد شوارع تمارة الذي أصبح سوقا لبيع الخضار، أخدنا تصريحات عدد من المواطنين وأغلبهم يشتكي من الباعة الذين احتلوا الشارع المقابل لمنازلهم، حيث أكدوا أنهم يعانون من الازعاج في الصباح الباكر لأن الباعة -على حد قولهم-“ماكيحتارمو لا مريض لا صحيح”، مؤكدين أن الروائح الكريهة تنتشر في كل مكان لأنهم لا يقومون بتنظيف المكان بعد إخلائه، إضافة إلى تشوهيهم المنظر العام بسبب الأزبال والقاذورات التي يتركونها خلفهم.

في ذات السياق، أكد السكان أنهم اتصلوا بالمسؤولين عدة مرات دون جدوى، لذلك فهم يطالبونهم بإيجاد حل للمشكلة عبر فتح أسواق خاصة بالباعة بدل “التشويه” الذي تعرفه المدينة.

سائقوا السيارات

ومن الفئات المتضررة من اشكالية احتلال الملك العام بتمارة، سائقوا السيارات، الذين أكدوا أنهم أصبحوا يجدون صعوبة في المرور من بعض الشوارع بسبب احتلالها من طرف الباعة، خاصة سائقوا سيارات الأجرة لأنهم يضطرون إلى الوقوف في منطقة معينة لتجنب المرور من بعض الشوارع لكونهم يقضون وقتا طويلا لعبورها بسبب اكتضاضها، الأمر الذي يحرجهم مع الركاب الذين يجبرون على اكمال طريقهم مشيا على الأقدام.

أما بخصوص مطالبهم، فقد دعا سائقوا سيارات الأجرة الجهات المختصة بإخلاء الشوارع من الباعة، لكن بعد الوصول الى حل معهم، لأنهم “مابغاوش يقطعو رزقهم”.

الباعة المحتلون للملك العام

في تصريحهم لـ“المصدر ميديا”، اعترف بعض الباعة الذين يحتلون الملك العام بأنهم يعلمون أن ما يفعلونه مخالف للقانون، لكنهم مضطرون للقيام بذلك لأنهم لا يجدون البدائل، وصرح أحدهم قائلا: “أنا نفضل نحط كروصة فالشارع ولا نكون شفار، انا عارف هادشي ماشي قانوني ولكن عندي عائلة خاصني نصرف عليها ومابغيتش ندير شي حاجة حرام”، كما أكد بائع آخر أن للضرورة أحكام ولا يوجد لهم بديل لحد الساعة، مشيرا إلى أنه مستعد لإخلاء الشارع في أي لحظة إذا توفرت له الظروف الملائمة.

وكالبقية، طالب الباعة المسؤولين بالتدخل بشكل ايجابي وعقلاني بدل العنف الذي يمارسونه عليهم من حين لآخر، وفتح سوق مخصص لبيع الخضار بعيدا عن الشوارع من أجل مصلحتهم ومصلحة السكان.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد