“إسلي وتسليت” قصة عشق أسطوري محفور بهضبات جبال اﻷطلس

الحب الحقيقي أو الحب عموما يعتبر إحساس  بالرغبة في الإخلاص الدائم والثابت تجاه مُختلف الأمور المهمّة والقيّمة في الحياة، فهو عبارة عن شعور بعاطفة وانجذاب شديد تجاه الشخص الآخر، الشيء الذي ينتج عنه اهتمام ومودة متبادلة، وفي جميع المجتمعات عبر العالم مهما اختلفت ثقافتها إلا ونجد أنها تتخد من قصص حقيقة أو أسطورية مثالا وقدوة في الحب الطاهر النقي.

وعلى غرار الثقافات الأجنبية تحتضن جبال الأطلس قصة حب أسطورية وهي “إسلي وتسليت” قصة حب  أمازيغية ولدت بين قبائل آيت حديدو “آيت إبراهيم وآيت عزة”، “تسليت” و هي حبيبة معشوقها “إسلي”، أحب كل منهما الآخر حبا قويا صادقا، غير أنهما كانا من قبيلتين مختلفتين ومعاديتين لبعضهما البعض الشيء الذي كان يشكل عقبة تعيق ارتباطهما، حيث منعت القبيلتين زواجهما مما جعلهما يحزنان حزنا شديدا وبكيا بكاء شكل بحريتين من الدموع وأغرقا نفسيهما فيها للتخلص من الألم الذي أحسا به جراء ذلك الرفض.

 وإلى يومنا هذا تحمل تلك البحيرتان اسم العاشقين الأسطوريين “إسلي وتسليت” اللذان  ضحّيا بأرواحهما في سبيل حبهما بعد أن فقدا الأمل في الحياة التي لن يستطيعا العيش فيها بدون بعضهما البعض.

وتخليدا لذكرى حبهما ينظّم موسم إملشيل كل سنة بجوار بحيرة ”’إسلي وتسليت” والذي تقام فيه احتفالات الغرض منها جذب الشبان والشابات  من كلا القبيلتين للتعرف ببعضهم البعض بغرض الزواج الذي يقام من أجله حفل كبير في الموسم ذاته، وذلك بعد أن أصبحت القبيلتين تجمعهما  أواصر التعاون والإخاء والحب المتبادل، كما أصبحت هاتين الأخيرتين ملزمتين بالمصاهرة فيما بينهما فقط، بحيث لا يجوز لشاب من آيت اعزة بأن يتزوج خارج قبيلة آيت إبراهيم.

ويمثل المهرجان مناسبة للسياح الذين يزورون المنطقة من أجل التبرك من أرض العشاق الأسطوريين و كذا التعرف عادات وتقاليد المنطقة، بما فيها الزيجات الجماعية وهي عبارة عن حفلات عريقة تتخللها ترنيمات الحب والتشبت بالأرض والتي تعكس التراث اللامادي الغني لهذه الجماعة.

وتعد الزيجات بمنطقة إيميلشيل ذات أبعاد اجتماعية وثقافية وروحية، حيث أن الساكنة تشتغل على طول السنة بدون توقف إلى أن يصل يحل شهر شتنبر والذي يعد فترة راحة بالنسبة وإليهم وفرصة للإستفادة من موسم اللقاءات العاطفية والبحث عن الشريك، حيث يبحث الشباب عن زوجاتهم ، وذلك بتشجيع من القبيلة التي تنظم حفلات وأهازيج ووجبات تقليدية من أجل إضفاء جو من الألفة والمحبة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد