أكد المخرج و الممثل المغربي إدريس الروخ، أن المشاهد المغربي مشاهد ذكي، له عين نقدية للأعمال الفنية و له القدرة على فهم كل ما هو فني إبداعي، حيث هناك متابعة قوية من طرف الجمهور المغربي للأعمال الفنية المقدمة له.
في الحوار التالي، يتحدث إدريس الروخ للمصدر ميديا عن هذا الموضوع و مواضيع أخرى:
- الكثيرون من يرون أن الإضحاك في السيتكومات الرمضانية محل نقاش، إذ أنها تستعيض عن كوميديا الموقف بنزوع متزايد بعض الشيء نحو التهريج و توظيف نكات الممثلين المرتجلة أثناء التصوير. ما هو ردكم عن هذا الموضوع؟
يجب أولا الحضور إلى مواقع التصوير و مشاهدة الأعمال التي نشتغل عليها و الاطلاع على سيناريو الحلقات كيف مكتوبة و كيف توزع الأدوار على الممثلين و العمل الكبير الذي يقدمه الممثلون بمعية الطاقم الفني. طبعا الانتقادات تبقى مهمة دائما لكونها تفيد الأعمال الفنية من ناحية معينة، إذ هناك تباين في طرح هذه الأسئلة من شخص لآخر، لكن الأهم من ذلك كله هو عندما تشتغل و تخلص في عملك و تكون احترافيا و منظما على مستويات عدة. فالأغلبية من الصحفيين و النقاد لما يأتون إلى مواقع التصوير، يشاهدون و يلمسون هذا الجانب الإيجابي و الاحترافي في العمل.
- إذا قارنا الدراما التلفزيونية المغربية الحالية بما كانت عليه في السنوات الماضية و ما أصبحت عليه الآن، سيتبين أنها عرفت تطورا ملحوظا ، لكن متطلبات المشاهد المغربي المتتبع للأعمال التلفزية شهدت بدورها تطورا، إذ معظم المشاهدين لهم إجماع أن السيتكومات و السلسلات الرمضانية لا تحترم ذوق المشاهد و ذكاءه. ما رأيكم ؟
في أي بلد كيف ما كان نوعه و في أي عمل من الأعمال الفنية تبقى نفس المواضيع تتكرر و تطرح دائما، فهي تتحدث دائما عن الإنسان و علاقته بالآخر، تتحدث هذه الأعمال عن ما هو اجتماعي، عن الحب ، عن الكره و ما إلى ذلك من مواضيع شتى. لكن تبقى الطريقة التي يتم بها تناول المواضيع تختلف من شخص لآخر و من مجتمع لآخر و من بيئة لأخرى و من ثقافة إلى ثقافة، و بالتالي فالمشاهد المغربي مشاهد ذكي، يشاهد هذا الزخم و التنوع الثقافي ، فهو يتابع جميع الأعمال سواء كانت مغربية أو عربية أو عالمية، و هذا الجانب هو إيجابي في هذه العملية.
فنحن لما نشتغل أيضا نحاول أن نقدم عملا يحترم هذه الخصوصية على مستوى الإضحاك، فالإضحاك له خصوصيات معينة، و نحن لا نستطيع في أي حال من الأحوال أن نتحدث عنها، إذ هناك طابوهات كثيرة التي لا يجب أن نتجاوزها كطابوهات الجنس، السياسة ، الدين و ما إلى ذلك من طابوهات أخرى متعددة في شتى المجالات و الميادين، و بالتالي نحن في بعض الأحيان نحاول أن نقوم بمراقبة ذاتية و يومية في مختلف المواضيع التي نشتغل عليها، هذه المراقبة أيضا نحاول من خلالها أن نكسب بعضا من المواقف المضحكة من خلال ما هو معيشي، ما هو اجتماعي، أيضا من خلال بعض الشخصيات و ما إلى ذلك من أشياء أخرى تصب في هذا الاتجاه، فنحن نشتغل على هذا الجانب دائما و على هذا الأساس نحترم ذكاء المشاهد المغربي و نحترم عاداته و تقاليده، و نعلم جميعا أن المجتمع المغربي له قدرة على الفهم لكل ما هو فني إبداعي، فالحمد لله هناك متابعات قوية للأعمال الفنية من طرف الجمهور المغربي و نحن نحرص دائما كل الحرص على تقوية هذه العلاقة بين الإبداع و الجمهور.
- ما هو جديدك الفني خلال شهر رمضان؟
جديدي الفني خلال الشهر الفضيل هو ثلاث أعمال مختلفة، على مستوى الإخراج هناك سيتكوم الخاوة الذي سيبث على القناة الثانية ثم الجزء الثاني من مسلسل دار الغزلان الذي سيذاع على القناة الأولى. أما على مستوى التمثيل سأشارك في مسلسل بعنوان اليتيمة من إخراج محمد مصرات و الذي سيبث على القناة الثانية.
- ما هي العادات التي تحرص عليها خلال شهر رمضان؟
أقضي أوقاتي في العمل خلال شهر رمضان حيث أشتغل على المونتاج و الميكساج لبعض الأعمال، ثم الوقت الآخر أخصصه للعائلة داخل البيت و زيارة الأهل و الأقارب في مدينة مكناس مسقط رأسي، أُكثر من القراءة أيضا في الشهر المبارك و متابعة أشياء مهمة جدا في حياتي، على مائدة الإفطار أفضل كل ما هو مغربي تقليدي في الأكل، غير أني لا أكثر من الأكل و أحرص دائما على أن يكون أكلي خفيف، فشهر رمضان فرصة لتطهير الذات من الزوائد و السموم و إراحة المعدة.