إدارة السجون تسجل إرتفاع عدد السجناء المستفيدين من برامج التعليم بمؤسساتها

مكنت الجهود التي تبذلها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في مجال التأهيل لإعادة الإدماج، من تحقيق مؤشرات جد إيجابية، حيث ارتفع عدد السجناء المستفيدين من برامج التعليم بمختلف أطواره من 3445 مستفيدا خلال الموسم الدراسي 2015/2016 إلى 3927 مستفيدا برسم الموسم الدراسي 2016/2017 أي بنسبة تطور بلغت 14 في المئة.

وحسب تقرير أنشطة المندوبية برسم سنة 2017، فقد تم تسخير كل الامكانيات المتاحة لدى المندوبية لضمان استفادة السجناء المستوفين للشروط المطلوبة من الحق في التعليم في أحسن الظروف، باعتباره حقا من الحقوق الأساسية المكفولة للسجناء بمجرد ولوجهم للمؤسسة السجنية، ووسيلة تربوية لها بالغ الأثر في شخصيتهم، إذ يساهم في تهذيب سلوكهم وتزويدهم بالمعلومات والمعارف التي تمكنهم من التعامل مع مختلف المواقف التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية بصورة صحيحة. وأوضح التقرير أن المندوبية العامة تعمل بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لإعادة الإدماج والقطاع الوصي على تجهيز الفضاءات المناسبة وتوفير التأطير اللازم، بالإضافة إلى تكثيف حملات التوعية في صفوف السجناء لتحسيسهم بأهمية هذه الوسيلة التربوية في تأهيلهم لإعادة الإدماج، كما يتم تمكين السجناء المتمدرسين، خاصة في المستويات الاشهادية، من دروس الدعم والتقوية خلال الفترات السابقة للامتحانات.

وأشار، في هذا الصدد، إلى أن دروس التقوية والدعم التي استفاد منها ما مجموعه 1634 مستفيدا، من بينهم 395 مترشحا لامتحانات الباكالوريا برسم الموسم الدراسي 2016/2017، ساهمت في تحقيق تطور بنسبة 35.82 في المئة في عدد السجناء الحاصلين على شهادات تعليمية، مقارنة مع الموسم الدراسي2015/2016، وتطور بنسبة 52.12 في المئة في عدد الناجحين في امتحانات البكالوريا ما بين نفس الموسمين الدراسيين. وبلغت نسبة السجناء الناجحين في امتحانات الباكالوريا برسم الموسم الدراسي 2016/2017 ما يقارب 45.11 في المئة، وهي نسبة تفوق النسبة الوطنية للأحرار والتي لا تتجاوز 29.07 في المئة، حسب معطيات لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.

كما طبعت الإيجابية ذاتها النتائج المسجلة على مستوى برنامج التربية غير النظامية، الذي استفاد منه 299 نزيلا خلال الموسم الدراسي 2016/2017، مع تسجيل نسبة نجاح تجاوزت 94 في المئة. وقد تم تحقيق هذه النتائج رغم الصعوبات المرتبطة بضعف التأطير وغياب إمكانية افتتاح اقسام دراسية جديدة بالمؤسسات السجنية القديمة.
وفي إطار مواصلة المساعي لتحقيق مؤشرات أكثر إيجابية، شرعت المندوبية العامة في إرساء برنامج يعتمد على التكوين والتعليم عن بعد عبر المراسلة، وذلك بهدف توفير فرص أكثر للتحصيل العلمي لفائدة السجناء، حيث تم إحداث وتجهيز 5 مراكز بسجون تيفلت 2 وخنيفرة وتولال 2 وعين السبع والاوداية بمراكش بأجهزة التعلم والاتصال الحديثة بدعم من برنامج الأمم المتحدة للتنمية.

ويستهدف هذا البرنامج سنويا حوالي 400 طالب من فئة النزلاء المتمدرسين لمساعدتهم على اكتساب معارف جديدة والتحضير للامتحانات النهائية من خلال الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة التي تمكنهم من تلقي الدروس عبر الانترنيت.

وموازاة مع ذلك، يضيف التقرير، تعمل المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج على تحديث المكتبات وتنويع الكتب بالإضافة الى توحيد آليات اكتساب المعارف وتعزيز الاشعاع الثقافي باعتباره وسيلة للإدماج وتقريب الجامعة من المؤسسة السجنية.

وتعتزم المندوبية العامة العمل بتعاون مع شركائها على إدراج الأقسام الدراسية ضمن الخريطة المدرسية الوطنية، بالإضافة إلى سعيها لدى القطاعات الوصية من أجل إدراج مادة التربية البدنية بالنسبة للسجناء المتمدرسين، وافتتاح أقسام للدعم بالمؤسسات السجنية لفائدة السجناء المتمدرسين والجامعيين.

وفي ما يتعلق بمحو الأمية، فإن المؤشرات الإحصائية المتعلقة بالساكنة السجنية تفيد بأن نسبة السجناء الأميين لا تقل عن 20 في المئة من مجموع الساكنة السجنية، وهو ما دفع بالمندوبية العامة إلى مضاعفة جهودها في مجال محاربة ظاهرة الأمية في صفوف السجناء. فبالإضافة إلى مواصلة التنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتنفيذ برنامجها المتعلق بمحو الأمية بالسجون على غرار البرنامج المعتمد بالمساجد، تم وضع برنامج ” سجون بدون أمية ” بشراكة مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، وهو برنامج إطار يروم تكوين 11 ألف سجين من الاميين المحكومين بشكل نهائي، ويعتمد على مبدأ التثقيف بالنظير من خلال تكوين سجناء من طرف الوكالة المذكورة وحصولهم على شهادات كمكونين في مجال محو الأمية وتأطيرهم لسجناء آخرين. وقد بلغ عدد السجناء المستفيدين من هذا التكوين 72 سجينا أشرفوا بدورهم على تكوين 2358 سجينا آخر.

وبفضل هذه الشراكة المتميزة والجهود المبذولة من طرف موظفي وموظفات القطاع على مستوى توفير الظروف الملائمة، حقق هذا البرنامج نسبة إنجاز تجاوزت 95 في المئة برسم الموسم الدراسي 2016/2017، حيث بلغ عدد المسجلين به 10 آلاف و526 سجينا، مما شكل زيادة في عدد المستفيدين بنسبة 100 في المئة مقارنة مع الموسم الدراسي 2012/2013.

ولم تقتصر النتائج الإيجابية المسجلة فقط على عدد المستفيدين بل شملت عدد الناجحين من بين السجناء الذين اجتازوا امتحانات في هذا المجال. فمن بين 6968 سجينا مشاركا في امتحانات محو الأمية، بلغ عدد الناجحين 5801 سجينا، أي ما يشكل نسبة نجاح 83.25 في المئة.

وأكدت المندوبية العامة، في تقريرها، أنها تتطلع إلى جعل الأمية منعدمة في صفوف السجناء المحكومين نهائيا. وهو ما تعتزم تحقيقه من خلال الإجراءات المسطرة لسنة 2018، ويتعلق الامر بوضع خريطة للأمية بالمؤسسات السجنية بهدف إرساء مؤشرات ثابتة لتطويق هذه الآفة بالسجون وتبني حلول لمحاربتها بالنجاعة اللازمة، وإطلاق النسخة الثانية من البرنامج المذكور خلال سنة 2018، مع إقرار حوافز سنوية لفائدة السجناء المستفيدين والذين انهوه بنجاح، وتمكينهم من ولوج أنظمة تعليمية وتكوينية بتنسيق مع القطاعات الوصية، بالإضافة إلى تطوير نظام التتبع والتقويم لهذا البرنامج، وكذا إدراج برنامج محو الأمية الوظيفية وتقنية التكوين عن بعد الذي بدأ يحتل مكانة ضمن أنماط التعلم المعتمدة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد